كريتر نت – متابعات
يثبت الإنجليزي جود بيلينغهام، لاعب وسط ريال مدريد الإسباني، قيمته على أرض الملعب، بمواصلة تألقه منذ انتقاله إلى سانتياغو بيرنابيو.
بيلينغهام المتوج مؤخراً بجائزتي “كوبا” لأفضل لاعب شاب من مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، والفتى الذهبي من صحيفة “توتو سبورت” الإيطالية كأفضل لاعب صاعد في 2023، يقدم على أرض الملعب أداءات مذهلة جعلته يتحول لمعشوق جماهير ريال مدريد في أول مواسمه بالقلعة الملكية.
وسجل بيلينغهام 13 هدفا في 14 مباراة مع ريال مدريد منذ قدومه من بروسيا دورتموند الألماني في صفقة تجاوزت قيمتها 133 مليون يورو.
وأظهرت تقارير سر توهج بيلينغهام على أرض الملعب عبر العديد من الأسرار التي تخص حياة الدولي الإنجليزي خارجه، سواء من ناحية علاقته بزملائه أو نظامه الغذائي.
كيف تكيف بيلينغهام في ريال مدريد؟
توقع كثيرون أن يعاني جود بيلينغهام في بداية مشواره مع ريال مدريد بسبب عدة عوامل، منها اللغة وصغر السن (20 عاماً).
لكن بيلينغهام نجح عبر عدة طرق في التكيف مع بيئة ريال مدريد، وهو ما قاده للتألق على أرض الملعب.
وبعد تقديمه كلاعب جديد في الفريق الملكي خلال يوليو/ تموز الماضي، ذهب بيلينغهام لتناول الطعام مع اثنين من النجوم الجدد في سانتياغو بيرنابيو، وهما براهيم دياز والتركي أردا غولر، في واحد من أهم مطاعم مدريد.
واكتست حوائط المطعم بصور لأشهر زبائنه السابقين والذين كان من بينهم نجوم الميرينغي، السابقون والحاليون.
لكن بيلينغهام وزملاءه كانوا حريصين للغاية على انتقاء أنواع الطعام التي لا تشوههم بدنياً أو تمنحهم الوزن، كالأطعمة المتخمة بالسعرات الحرارية، مفضلين شرائح الأناناس على الحلويات.
بيلينغهام جاء إلى إسبانيا بمخاوف كبيرة، منها فشل آخر نجم إنجليزي مثل ريال مدريد، وهو مايكل أوين، في التأقلم مع الدوري الإسباني، والقلق من المبلغ الكبير الذي دفع فيه رغم صغر سنه (19 سنة).
النظام الغذائي
فيما يخص النظام الغذائي تعاقد بيلينغهام مع الشيف ألبرتو ماستروماتيو، الذي أشرف على البرنامج الخاص بالفرنسي كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد السابق، مما ساعد الأخير في الحفاظ على مستويات بدنية عالية والفوز بالكرة الذهبية في سن الـ34.
وتهتم شركة “Summumm” الخاصة بالشيف ماستروماتيو بالصحة البدنية والذهنية لكبار الرياضيين حول العالم، وهي مرتبطة بالتعاقد مع صديق بيلينغهام وزميله، الفرنسي إدواردو كامافينغا.
النظام الغذائي الذي يعتمد عليه بيلينغهام يتكون من الأرز والشوفان والكينوا والخضراوات الطازجة والأسماك وبعض اللحوم الخالية من الدهون.
ويؤمن ماستروماتيو بأن اللاعب كذلك بحاجة إلى الاسترخاء أو تناول طبق من رقائق البطاطس أو خبز التورتيلا الإسباني، مما قد يساعده ذهنياً وبدنياً، حيث يعد بيلينغهام من محبي كلا الطبقين، مما جعله يشعر في مدريد وكأنه في منزله ويقدم أفضل أداء داخل الملعب.
اللغة الإسبانية
لم يجر بيلينغهام حوارات باللغة الإسبانية رغم تلقيه دروساً فيها منذ وصوله إلى النادي، ورغم ذلك كان يستخدم بعض العبارات الإسبانية.
قام بيلينغهام بتحميل تطبيق عبر هاتفه المحمول يساعده على فهم المحادثات التي تجرى بين زملائه في غرفة خلع الملابس.
وكان من الصعب على بيلينغهام أن يأخذ 3 حصص أسبوعياً في ظل متطلبات التدريبات والمباريات، مما جعل فترات الدراسة تتراجع.
حافظ بيلينغهام على علاقة جيدة مع براهيم دياز الذي يتقن الإنجليزية بشكل ممتاز، بالإضافة لروابطه القوية مع متحدثي الفرنسية، إدواردو كامافينغا وأوريلين تشواميني، ومتحدثي البرتغالية، الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريغو غويس.
وعن هذا علق رودريغو مؤخرا في حوار مع راديو “كادينا كوب” الإسباني بالقول: “هو لا يتحدث الإسبانية، وأنا لا أتحدث الإنجليزية، لكننا نتفاهم بشكل جيد”.
روح بيلينغهام
تشير صحيفة “ديلي ميل” الإنجليزية إلى أن صغر أعمار نجوم ريال مدريد الحاليين وارتباطهم الوثيق أسهم في تأقلم بيلينغهام سريعا.
ويرتبط الدولي الإنجليزي بعلاقة وطيدة مع تشواميني (23 سنة) وكامافينغا (21 سنة) والأوروغواياني فيديريكو فالفيردي (25 سنة) وفينيسيوس ورودريغو (23 و22 سنة).
وساعد بيلينغهام بصورة أكبر في تعزيز روح المجموعة من خلال اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة، مثل صورة ألبوم فريق “رولينغ ستونز” الشهير “آبي رود”.
ونشر بيلينغهام صورة كارتونية له مع رفقائه في الميرينغي وهم يتجاوزن الشارع، كأنهم أعضاء “ستونز” عقب الفوز في الكلاسيكو على برشلونة 2-1 بثنائية قاتلة بتوقيع الإنجليزي.
وحرص بيلينغهام كذلك على تنظيم رحلة قصيرة له ولزملائه الشباب، بعدما تسبب في حصول فريقه على راحة ليوم إضافي عقب تسجيل هدف الفوز ضد سيلتا فيغو 1-0 في الدوري الإسباني يوم 25 أغسطس/ آب الماضي.
ومنذ ديفيد بيكهام في 2003، حين صادق الظاهرة رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان، لم ينجح أي لاعب إنجليزي أو بريطاني اجتماعياً في ريال مدريد مثلما يحدث حاليا مع بيلينغهام، الذي بات أحد النجوم المتوقع أن يصنعوا تاريخا مميزا مع الفريق خلال السنوات المقبلة.