كريتر نت .. عدن
أقامت منظمة الحزب الاشتراكي بمحافظة عدن _صباح اليوم الخميس 30 نوفمبر 2023_ حفلًا خطابيًا فنيًا احتفاءً بالذكرى الـ 60 لثورة الرابع عشر من أكتوبر والذكرى الـ 56 لعيد الاستقلال المجيد، والذكرى الـ45 لتأسيس الحزب الاشتراكي، وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، خاصة وإن شعب فلسطين يتعرض لحرب إبادة من قبل آلة الحرب الصهيونية.
افتتح الحفل بآي من الذكر الحكيم ثم كلمة سكرتارية لجنة منظمة الحزب الاشتراكي م/عدن ألقاها الأستاذ علي هادي باحشوان عضو اللجنة المركزية القائم بأعمال سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي بعدن حيا في مستهلها الحاضرين وأعضاء وقيادات الحزب الاشتراكي بأعياد الثورة الأكتوبرية وذكرى تأسيس الحزب.
وقال باحشوان: ” لقد مثلت ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة علامة فارقة في نضال وكفاح شعب الجنوب ضد الاحتلال البريطاني، فكانت جذوة شرارتها التي أُشعِلت قد أحدثت انعطافة في فرض الكفاح المسلّح وسيلة أساسية لطرد ودحر الاحتلال البريطاني من بلادنا – وهو النهج الذي تبنته الجبهة القومية- حيث جثم المحتل على أرضنا الطاهرة أكثر من قرن وربع القرن مارس في تلكم السنوات الطويلة مختلف صنوف القهر والقمع والبطش بحق أحرار شعبنا ومناضليه وثواره، فكانت تراكمات هذه الممارسات من العوامل الأساسية التي جعلت قوى الشعب الحية ترفع صوتها وتجابه الاحتلال بأشكال متعددة منها ما هو سلمي مدني وشعبي من قبيل تشكيل النقابات العمالية والمطالبة بالحقوق المدنية، ثم السياسية والدعوات للإضرابات والاحتجاجات في عدن الحرة التي شهدت حركة عمالية مدنية قوية شلّت الحركة وأفقدت المحتل صوابه.”
وأضاف باحشوان في كلمته: “مما لا شك فيه إن هذا الوعي الثوري المتصاعد قد أدى إلى رفع وتيرة الرفض للاحتلال وأشعل حماس الثوار رغبةً في التحرر والخلاص… فبدأت الانتفاضات المسلحة بمهاجمة ثكنات جنود الاحتلال في كثير من المناطق القبلية في الشرق والغرب، وتصاعد في مدينة عـــدن الباسلة العصيان المدني حتى بلغ ذروته، فقد شهدت عدن حوالي 30 إضراباً عمالياً في مارس 1956 حتى بلغت ممارسات الاحتلال حدًا لا يطاق مما أدى إلى اتساع رقعة الهيجان الشعبي وبدأت المقاومة المسلحة تتصاعد عن طريق هجمات تستهدف الاحتلال في أكثر من مكان فلجأت قوات الاحتلال إلى أساليب القمع والتعسف والاعتقال لأبطال العمل الفدائي والزج بهم في السجون.. اعتقد المستعمر آنذاك أن هذا البطش والجبروت سوف يرهب الشعب ويجبره على الرضوخ والاستكانة، لكن تقديراته قد خابت، إذ كانت المفاجأة بل الصدمة بالنسبة للاحتلال البريطاني أن انطلقت شرارة الثورة والكفاح المسلح من قمم جبال ردفان الأبية بقيادة المناضل راجح بن غالب لبوزة الذي استشهد يوم 14 أكتوبر 1963 واستمر الكفاح المسلح أربع سنوات ليعم مختلف المدن والأرياف على امتداد جغرافيا الجنوب، ولم يتوقف ذلك الكفاح البطولي الملحمي حتى نيل الحرية والاستقلال في الـ 30 من نوفمبر 1967.”
وعرج باحشوان في كلمته على الدور التاريخي للحزب الاشتراكي في مسيرة الثورة والدولة حيث قال: “لقد كان لحزبنا الاشتراكي شرف حمل لواء هذه الدولة باعتباره امتدادًا للجبهة القومية والوريث الشرعي لها، ليبدأ مرحلة البناء والتحديث والتطوير وبناء الإنسان وترسيخ دعائم الدولة المدنية وهي لاشك تجربة مرت بمخاضات صعبة لها من الإنجازات الكثير ورافقتها بعض الإخفاقات مثلها مثل أي تجربة سياسية ثورية ورثت دولة مترامية الأطراف.. متعددة الدويلات والكيانات التي خلفها العهد السابق.”
وأشار باحشوان إلى الأحداث الراهنة والمتغيرات على الصعيدين السياسي والاقتصادي قائلًا: ” إن الخريطتين السياسية والاقتصادية لوضعنا الراهن اليوم غير واضحتي المعالم رغم ما نسمعه من أخبار مؤخرًا بشأن التوصل إلى تسوية سياسية مرتقبة لإنهاء الحرب في اليمن، ونحن نؤكد بأننا مع أي تسوية سياسية تضمن حقوق الجميع وتتضمن حلاً عادلاً للقضية الجنوبية بتسوية سياسية يساهم في وضعها الجميع، دون إقصاء أو تهميش لأحد وأن يكون للأحزاب السياسية كمؤسسات مدنية قائمة وفقا للدستور دورها اللائق في صنع السلام والاستقرار، وكذلك المكونات السياسية الفاعلة على الساحة التي برزت بعد حرب 2015.”
وأضاف: “يستمر الانهيار والتدهور في قيمة العملة المحلية وهو ما يلقي بظلاله على الوضع المعيشي للمواطنين الواقعين تحت وطأة الغلاء الفاحش وتدني مستوى الدخل وتراجع القدرة الشرائية جراء ارتفاع الأسعار والتلاعب بها وهو أمر مناط بالحكومة التي يجب أن تقوم بواجباتها وتعمل على معالجة الملف الاقتصادي وحوكمة السياسات وهي مسلّمات لابد منها للإنقاذ البلد من الانزلاق نحو النقطة الحرجة وتفادي انجرار ملايين الناس إلى بؤرة الجوع والفاقة، ونؤكد ضرورة التخفيف على المواطنين بعيدًا عن الوعود الفارغة المضمون والمماطلة والتسويف والتنصل من تحمل المسؤوليات.”
وعبر باحشوان في كلمته عن إدانة منظمة الحزب الاشتراكي م/عدن جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وأضاف:” إن الشعب الفلسطيني اليوم يسطر ملحمة صمود أسطوري سيخلدها التاريخ ويكتب وقائع نضالاته الشاقة على صفحاته بأحرف من نور، كيف لا وشعب فلسطين العظيم اليوم يقف أمام أعتى آلة قتل وإجرام عرفها التاريخ البشري، حيث لم تسلم من عدوانه المشافي والمدارس والمخيمات السكنية والأحياء والعزل، بل لم تسلم من جرمه الطفولة التي قتلها واغتال براءتها بقطع الأكسجين عن مستشفيات غزة وحضانات الأطفال فيها وسفك دماء الآلاف…
وأردف: “إن هذه الفاشية الجديدة في العام 2023 ستكتب زوال هذا الاحتلال، وستلاحقه دماء الأطفال والنساء في كل المحافل.”
بعد ذلك ألقى الأستاذ أحمد قاسم عبدالله رئيس الهيئة العامة لأسر الشهداء ومناضلي حرب التحرير عرج فيها على نضالات شعب الجنوب ومقاومته للاحتلال البريطاني حتى أجبر المحتل على الرحيل وانتزع الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
وعبر عن شكره الجزيل للحزب الاشتراكي على تنظيم هذا الحفل لإحياء هذه المناسبات الوطنية الغالية.
وبعد ذلك جاء دور كلمة الشعب الفلسطيني التي ألقاها (د. محمد أبو رجب) مدير مكتب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكد فيها استمرار مقاومة الشعب الفلسطيني بكل بسالة وأنها عصية على الانكسار، وقد أذاقت جيش الكيان الصهيوني مرارة الهزيمة في غزة الصامدة، وما هذه الجولة إلا بداية النصر لفلسطين ومقاومتها على طريق التحرير لكل فلسطين.
وعبر أبورجب باسمه وباسم فلسطين عن امتنانه للحزب الاشتراكي وقيادته على دعمهم ومؤازرتهم لقضية الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة العصيبة، حيث قال إن هذا التضامن الذي تعلنونه اليوم ماهو إلا امتداد للمواقف المشرفة والشجاعة التي عرفناها من قبل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قيادةً وشعبًا إذ كانت من أكبر الداعمين لنضال شعب فلسطين ومقاومته.
كما ألقت المناضلة محصنة محمد سعيد عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي ورئيسة قطاع المرأة بمنظمة اشتراكي عدن كلمة المرأة سلطت الضوء خلالها على نضالات المرأة في مختلف مراحل الكفاح والنضال ودورها الريادي والقيادي، مؤكدة أن المرأة يجب أن تكون شريكًا حقيقيًا في صنع القرار السياسي والاقتصادي ويجب تمكينها وعدم إغفالها وإقصاءها عند توزيع المناصب السياسية مثلما حدث في الحكومات الأخيرة التي تم تشكيلها وهُمشت المرأة فيها.
اختتم الحفل بكلمة الشباب الاشتراكي ألقاها الشاب معاذ مبارك عضو قطاع شباب اشتراكي مديرية دار سعد م/عدن هنأ فيها الجميع بأعياد الثورة والاستقلال، مؤكدًا أهمية دور الشباب في مختلف المراحل وأهمية تأهيلهم وتمكينهم باعتبارهم القوة التي ترتقي بها المجتمعات وتبنى بها الأوطان.
تخلل الحفل عدد من الأغاني الوطنية التي تمجد الثورة والكفاح ضد الاستعمار وانتزاع الاستقلال، كما بُثت أغاني للثورة الفلسطينية، واحتوت فقرات الحفل على مزيج من النثر والشعر الذي ألهب حماس الحاضرين ونال استحسانهم.
حضر الاحتفال عدد من القيادات السياسية يتقدمهم الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور/عبدالرحمن عمر السقاف، والاستاذة/جوهرة حمود الأمين العام المساعد للأمانة العامة للحزب الاشتراكي، ونخبة من المثقفين والأكاديميين وممثلي القوى والمكونات السياسية والاجتماعية والمستقلين والنشطاء الشباب والشابات.