كريتر نت – متابعات
واجهت جامعتا هارفارد وبنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول 2023، تهديدات من الجهات المانحة، ومطالبات باستقالة رؤسائها وإجراء تحقيق في الكونغرس، بسبب عدم اتخاذهم ما يكفي من إجراءات ضد المحتجين ضد إسرائيل وحربها على قطاع غزة، بحسب ما نشرت صحيفة The New York Times الأمريكية، الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول 2023.
ففي جامعة بنسلفانيا، ناقش أمناء الجامعة مستقبل رئيستها إليزابيث ماغيل، التي أثارت شهادتها أمام الكونغرس، الثلاثاء، 5 ديسمبر/كانون الأول، ضجةً عندما تهرَّبت من سؤال ما إذا كانت ستعاقب الطلاب بسبب مظاهراتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأدت الإجابات والتعليقات المماثلة لكلودين غاي من جامعة هارفارد وسالي كورنبلوث من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى اتهام القادة الثلاثة بأنهم لم يفعلوا الكثير لحماية طلابهم. وقال الثلاثة إنهم اتخذوا إجراءات ضد معاداة السامية، لكن النقاد يقولون إنهم لم يفعلوا ما يكفي أو حتى كانوا يعززون “معاداة السامية” في حرمهم الجامعي.
ورداً على ذلك، شرعت لجنة بمجلس النواب في التحقيق مع المؤسسات الثلاث؛ إذ انتقدت رئيسة اللجنة المؤسسات الثلاث لفشلها في معالجة “معاداة السامية المتفشية” في حرمها الجامعي بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والحرب الإسرائيلية على غزة.
وقالت النائبة فيرجينيا فوكس، الجمهورية عن ولاية كارولينا الشمالية التي تترأس لجنة التعليم والقوى العاملة، إنَّ التحقيق سيفحص “بيئات التعلم” في جامعتَي هارفارد وبنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فضلاً عن الإجراءات التأديبية. وحذرت من أنَّ اللجنة “لن تتردد” في إصدار مذكرات الاستدعاء بشأن المسؤولين في المؤسسات الثلاث.
وقالت السيناتور كريستين غيليبراند، الديمقراطية عن ولاية نيويورك، إنه يجب على الرؤساء الثلاثة ترك مناصبهم.
وبالنسبة لماغيل، رئيسة جامعة بنسلفانيا، كان الضغط يتزايد داخل مجتمع بنسلفانيا أيضاً؛ إذ أخبر المجلس الاستشاري في كلية وارتون لإدارة الأعمال في بنسلفانيا ماغيل في رسالة هذا الأسبوع أنَّ “الجامعة بحاجة إلى قيادة جديدة بأثر فوري”.
تهديد من مموّلين
وهدَّد مدير صندوق التحوط ومجموعة إدارة الأصول Stone Ridge Holdings Group، روس ستيفنز، بسحب تبرع بقيمة 100 مليون دولار تقريباً من دعم مركز ستيفنز للابتكار في مجال التمويل.
وأشار في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موظفيه في مجموعة Stone Ridge Holdings Group، الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول، إلى أنه يعتزم سحب تمويله؛ “إثر غياب التغيير في القيادة والقيم في بنسلفانيا في المستقبل القريب جداً”.
وخلال اجتماع طارئ عبر الهاتف الخميس، 7 ديسمبر/كانون الأول، لم يصوّت مجلس أمناء جامعة بنسلفانيا على ما إذا كان سيعزل ماغيل، التي اعتذرت في وقت سابق عن شهادتها. وبدلاً من ذلك، ضغطوا عليها وعلى القادة الآخرين للتعبير عن قيم الجامعة بمزيد من الوضوح. ولم يستجِب مسؤولو الجامعة لطلبات إجراء المقابلات.
بينما في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أصدر مجلس الإدارة تأييداً قوياً لقيادة الدكتورة سالي كورنبلوث.
وقال مجلس الإدارة في بيان أُرسِل إلى جميع طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، إنَّ الدكتورة كورنبلوث “قامت بعمل ممتاز في قيادة مجتمعنا، بما في ذلك معالجة معاداة السامية وكراهية الإسلام وغيرها من أشكال الكراهية. وهي تحظى بدعمنا الكامل وغير المشروط”.
فيما أصدر الدكتور غاي من جامعة هارفارد توضيحاً، الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول، جاء فيه: “لأكُن واضحاً: إنَّ الدعوات إلى العنف أو الإبادة الجماعية ضد المجتمع اليهودي، أو أية مجموعة دينية أو عرقية، هي دعوات حقيرة، وليس لها مكان في جامعة هارفارد، وأولئك الذين يهددون طلابنا اليهود سوف يُحاسَبون”.
لكن ديفيد وولبي، الحاخام البارز، قال إنَّ المشكلات في جامعة هارفارد تضرب بجذورها عميقاً، واستقال الخميس، 7 ديسمبر/كانون الأول، من اللجنة الاستشارية لمعاداة السامية في جامعة هارفارد، التي تشكَّلت بعد عملية طوفان الأقصى.
ويواجه الطلاب الرافضون لقصف غزة والمؤيدون لحقوق الشعب الفلسطيني اتهامات بمعاداة السامية، وتم استهدافهم بسبب تحدثهم علناً ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب الأخيرة.
فبينما تدعي الجامعات الأمريكية أنها أماكن تلتقي فيها الأفكار وتتحدى وجهات النظر غير التقليدية، فإن المرجح أن يقول معظم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المؤيدين لفلسطين خلاف ذلك، حسبما ورد في تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
منذ أن شنَّت المقاومة الفلسطينية هجوماً مفاجئاً على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وردَّت إسرائيل بإعلان الحرب على غزة، احتدمت التوترات في الجامعات والكليات الأمريكية – وهي الأماكن التي كانت تقليدياً بمثابة بؤر للنشاط السياسي.
وفي جامعات النخبة مثل هارفارد وكولومبيا وييل، من بين جامعات أخرى، يقول الطلاب إن محاولاتهم للتحدث علناً ضد الفظائع التي يتم إطلاق العنان لها في غزة يتم الخلط بينها وبين معاداة السامية.
ورداً على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنَّت حركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجوماً استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، وقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الخميس 17 ألفاً و177 شهيداً، و46 ألف جريح، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.