كتب : د.يوسف سعيد احمد
ممثلي الدولة الكبرى وان تباينوا في رؤائهم حريصين ان يعطو كل طرف مايرغب ان يسمعه في سياق خدمة وتحقيق مصالحهم العليا.
وفي سياق غير خاف من المنافسة التي تجري بوتيرة متسارعة على بلادنا وعلى المنطقة وخاصة على المناطق الساحلية والمواني الهامة وتحديدا ميناء عدن بين اللاعبين الدوليين الرئيسيين هؤلا يتصارعوا على النفوذ والموارد وعلى المناطق ذات الاهمية الاستراتيجية وتاتي عدن التي تقع بالقرب من الخطوط الملاحية الدولية في منطقة بحرية تطل على اكثر من قارة مدينة ذات موقع وابعاد استراتجية غاية في الاهمية .
لذلك انطلاقا من اهمية عدن فقد بدأ تقاطر سفراء الدول الكبرى اليها خلال هذا الاسبوع والاسابيع التي سبقته وبوتيرة متسارعة على اثر زيارة وزيرة الخارجية البريطاني غير المسبوقة الى عدن والتي جاءت في سياق المثابرة البريطانية على عدن والمنطقة اجمالا المنافسة بين الدول الكبرى فيما يجري من ترتيبات مابعد الحرب لهذه المنطقة بالغة الاهمية .
ولايخفى ان واحدا من الانطباعات الاولية التي خرج بها الدوبلماسيين الزائرين لعدن بدءا من سفراء الاتحاد الاوروبي السفير الامريكي والروسي هو انهم عبروا عن اندهاشهم للاوضاع المستقرة نسبيا في مدينة عدن العاصمة المؤقتة .
وان عدن ليس مدينة اشباح ومأوى للقاعدة كما صوره الاعلام العالمي والمحلي .
وانهم راوا مدينة تتعافى تدريجيا وآمنة نسبيا .هذا الانبطاع يجب ان يخلق شعورا رائعا لدى كل الاطراف.
السفير الروسي الذي يعرف التفاصيل والاسرار عن اليمن ولعب دور الوسيط الى جانب سفراء الدول الكبرى الاخرى في منع انزلاق اليمن الى حرب واسعة النطاق في فترة ماعرف بالربيع اليمني فبراير ٢٠١١ قبل الانقلاب الحوثي التي كانت ايذانا باشتعال الحرب كانت تربطه علاقة مميزة بالرئيس صالح وهو يعرف تفاصيل كثيرة ايضا عن مدينة عدن .
هذا السفير قام بزيارة ميدانية للمدينة اول من امس برفقة الدكتور معين رئيس مجلس الوزراء وتناول الغداء في احد مطاعم عدن ولم ترافقهم اي قوه تثير الانتباة كما ترافق اي قائد عسكري بمرتبة ادنى في جولتهم في مدينة عدن .
كما يعتبر السفير او سفير ممثل لدولة كبرى يسكن في فندق خاص
” فندق رويال” وليس في المنطقة الرئاسية ” المعاشق” كما كانت تجري الترتيبات للزائرين الرسميين المهمين للعاصمة المؤقتة حفاظا على حياتهم منذ مارس ٢٠١٥.
ومن المتوقع انه بعد استكمال ترميم القنصلية الروسية في عدن وبدء عملها ستفتتح دول كبرى تباعا قنصليات لها في العاصمة المؤقتة مدينة عدن وستاتي ايضا منظمات الامم المتحدة الى عدن ان احسناء رعايتهم.
بعيدا عن التجاذبات
———-
وبعيدا عن التجاذبات السياسية واهتمام الاطراف السياسية بماقاله هذا السفير اوذاك فان من الاهمية بمكان ان
ينصب تفكيرنا في الكيفية يمكنننا و “ابناء عدن خاصة” انطلاقا من حقيقة ان التحديات تخلق ايضا الفرص فان الامر يستدعي ان نعمل على استغلال الفرص التي تخلقها هذه الزيارات والتوجهات الدولية وهذه المنافسة المعبرة عن اهتمام العالم بمدينة عدن ومينائها وذلك عبر انتهاج السياسات والرؤى والتصورات التي تهتم بالمستقبل .
والمدخل في ذلك يتمثل في العمل اولا على تحسين الاستقرار الامني والقانوني في مدينة عدن وضمان بقاء اراض المنطقة الحرة كاملتا ” من خلال الشروع فورا في سياق خطة واضحة المعالم تهدف الى ازالة و اخراج المقتحمين على اراضي المنطقة الحرة او اولئك الذين باشروا البناء في حرم ميناء عدن وجميع من سطوا على الاراضي المخصصة للاستثمار ومخططة ضمن اراض المنطقة الحرة “لانه بدون ذلك لايمكن الحديث عن مستقبل المنطقة الحرة
والعمل على جذب الاستثمار المحلي قبل العالمي في سياق رؤية استراتيحية تجعل من عدن ميناء دوليا مرموقا مرة اخرى .
هذا الميناء الذي تعمد وزير الخارجية البريطاني كي يؤكد اهميتة ان يتحدث من على احد ارصفتة وهو تعبير عن اهمية وحيوية ميناء عدن الدولي الحالية والمستقبلية .
مرة اخرى نتامل ان تاخذ عدن مكانتها العالمية كمركز تجاري وصناعي عالمي مميز وجاذب.
ولن يتم ذلك إلا عبر امتلاكنا لرؤية استراتيجية بعيدة المدى تنبني على استغلال الميزات الطبيعية والاقتصادية والاستراتيجية والبشرية لعدن لتغدو عدن فعلا لاقولا جاهزة لاخذ المكانة التي تستحقها خاصة في هذا الوضع التنافسي بالغ الاهمية و التعقيد الذي يجري في المنطقة .
ولان عدن كبيرة بمكانتها وجوهرة عالمية ووطنية ثمينة فانها احوج ما تكون الى عقول كبيرة تنشغل بالمستقبل بقدر انشغالها بالحاضر .