كتب / عبد الباري طاهر
بعد حرب 94 وتدمير الجنوب شعر صالح وكأنه قد تمكن من حكم اليمن وإلى الأبد، نفس ما شعر به الإمام يحيى بعد الانتصار على التمردات في غير منطقة. بدأ صالح يفكر في التمديد والتوريث والتأبيد بدءاً بتعديل الدستور. يمتلك الأغلبية في النواب وحزب المعارضة الرئيسي وقائد المعارضة السياسية يسابق حزب صالح على الولاء له، وبقية الأحزاب مستخذية ومفجوعة.
. استدعى صالح زعماء المعارضة طالباً رأيهم في تعديل الدستور، ومشورتهم في طرح القضية في مجلس النواب. كان الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والشيخ عبد المجيد الزنداني حاضرين. تحدث الزنداني أنه مع التعديلات، وأمَّنَ الأخرون.
بقي على صالح عباد صامتاً، وربما محتاراً. أيقظه صالح بالسؤال: ما رأي الأستاذ مقبل؟ ضحك مقبل: أنت لا تحتاج رأي. إذا كان هذا أبو اللحية الحمراء- مشيراً إلى لحية الزنداني المخضبة بالحناء- يقول إنه معك أكثر من حزبك، وهؤلاء لا يجرؤون على مخالفة أوامرك- فماذا أقول؟! ثم أنت لا تحتاج لرأيي ولا لرأي أحد.. أنت أخذتها بالدبابة؛ فواصل مشوارك بالدبابة، ولا تحتاج رأي أو مشورة أحد.