كريتر نت – متابعات
نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تقريرا قالت فيه إن هناك 4 أيام هزت العالم، قائلة إذا كان العقد الماضي قد شهد بداية اهتزاز النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة فربما كان عام 2023 هو العام الذي بدأ فيه العالم ينفجر بسبب توتراته المتراكمة.
7 أكتوبر/تشرين الأول
بدأ العام بهدوء نسبي في الشرق الأوسط، حيث وصف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان المنطقة بأنها أكثر هدوءا مما كانت عليه منذ عقدين، وإسرائيل على وشك تطبيع العلاقات مع المزيد من الدول العربية، لكن انتهى العام وإسرائيل عالقة في حصار دموي لقطاع غزة.
وحسب ما يقول تقرير فورين بوليسي، ففي هذا اليوم جاؤوا في الطائرات الشراعية وفي شاحنات، جاؤوا على الأسوار وأحيانا من خلالها، ودون سابق إنذار مزقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عائلات في الكيبوتسات، وأطلقت النار على المارة وعلى الطرق السريعة، وقتلت رواد الحفلات في الصحراء، في غارة مفاجأة ومعقدة هزت الشرق الأوسط والعالم من أركانه وأرسلت منطقة هادئة حديثا إلى حرب يمكن أن تمتد إلى ما وراء حدود إسرائيل والجيوب الفلسطينية.
وبعد أكثر من شهرين من غزو بري إسرائيلي على قطاع غزة شهد الشرق الأوسط تحولات زلزالية، وكانت الولايات المتحدة قد جاءت تقود قوة عمل بحرية للقيام بدوريات في البحر الأحمر بعد هجمات متكررة على السفن التجارية من قبل جماعة الحوثي اليمنية.
والآن، تضغط واشنطن من أجل وقف القتال أو على الأقل هدوء ما حتى تتمكن المزيد من شاحنات المساعدات من الدخول إلى غزة، وتصر إسرائيل على أنها لن تتوقف حتى يتم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس.
8 يونيو/حزيران
في أوكرانيا، بدأ عام 2023 بتفاؤل لتحرير المزيد من المدن والأراضي من السيطرة الروسية مع تدفق الأسلحة الأميركية إليها، لكنه انتهى مع توقف الهجوم المضاد ونفاد الذخيرة في أوكرانيا، والآن يتساءل الغرب علانية عما إذا كانت الولايات المتحدة ستظل تدعم كييف على الإطلاق.
وفي 8 يونيو/حزيران شنت أوكرانيا هجومها المضاد المرتقب، وكانت روسيا قد بنت حلقات من التحصينات على طول خط الجبهة البالغ طوله 966 كيلومترا، بما في ذلك الخنادق العميقة ومحطات إطلاق النار وأسنان التنين لإيقاف الدبابات التي يوفرها الغرب، وطبقة فوق طبقة من حقول الألغام التي كانت القوات الروسية تزرعها كل ليلة تقريبا.
وبدون ما يكفي من الأسلحة الغربية التي أرادتها كييف لم تستطع أوكرانيا انتزاع المساحات التي كانت تطمح إليها من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
ومع الخسائر تراجعت طموحات الأوكرانيين أيضا، وبحلول نوفمبر/تشرين الثاني ومع وجود القوات الأوكرانية على بعد 200 كيلومتر فقط جنوبا من حيث بدأت قبل 5 أشهر خلص قائد القوات الأوكرانية فاليري زالوجني إلى أنه على الأرجح لن يكون هناك “اختراق عميق وجميل”، وصرح بذلك علنا.
وإذا خشي الأوكرانيون من عدم حصولهم على الدعم الذي يحتاجونه في بداية الهجوم المضاد فقد انتهوا حاليا إلى ورطة بنهاية الهجوم، ووصل كل هذا إلى ذروته في أكتوبر/تشرين الأول عندما نفد الدعم الأميركي بعد أشهر فقط، وطرحت إدارة بايدن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا تعثر مرورها في الكونغرس بسبب مأزق كبير بشأن التمويل الأمني للحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
4 فبراير/شباط
لم تكن طائرة زعيم تنظيم فاغنر الروسي يفغيني بريغوجين هي الشيء الوحيد الجدير بالنشر الذي تم إطلاق النار عليه من السماء هذا العام، فلمدة أسبوع في نهاية يناير/كانون الثاني توقف الجميع عما كانوا يفعلونه لمشاهدة جسم أبيض كبير غامض يتحرك عبر سماء أميركا الشمالية.
في البداية، لم يكن أحد يعرف ما هو، ثم أكدت إدارة بايدن أنه واحد من أسطول بالونات التجسس الصينية، وأنه كان يحوم بشكل مريب بالقرب من العديد من مواقع الصواريخ النووية الأكثر حساسية في أميركا.
بقي المنطاد فوق الولايات المتحدة حتى 4 فبراير/شباط عندما تم إسقاطه بأمان بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان قبالة سواحل ولاية كارولينا الشمالية وتخليد ذكرى لا تُنسى لدى مرتادي الشواطئ يوم السبت.
في أعقاب حادثة البالون العظيم لم تتحدث الولايات المتحدة والصين كثيرا حتى نوفمبر/تشرين الثاني عندما التقى بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، والآن هناك أمل متجدد في أن الخطوط الساخنة الدبلوماسية والعسكرية بين واشنطن وبكين التي كانت نائمة منذ شهور يمكن أن تعود إلى العمل.
26 يوليو/تموز
الأشياء تتداعى والمركز لا يستطيع الصمود، وبدأ خط جغرافي مستقيم تقريبا من الانقلابات ينتشر في جميع أنحاء أفريقيا منذ حوالي 3 سنوات مع تمرد عام 2020 في مالي، حيث اُجبر الرئيس على التنازل عن السلطة.
وحذت تشاد وغينيا والسودان حذو مالي في عام 2021، وبوركينا فاسو في عام 2022، وبحلول أبريل/نيسان 2023 كان الجنرالان المتنافسان في السودان اللذان وعدا بالانتقال إلى السلام في حالة حرب مرة أخرى، مما أجبر قوة دلتا على إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين في جوف الليل.
أواخر يوليو/تموز جرى انقلاب عسكري بالنيجر حذت حذوه العديد من الدول في حزام أفريقيا جنوب الصحراء (رويترز)
كانت الولايات المتحدة تعتمد لمكافحة “الإرهاب” في أفريقيا اعتمادا كبيرا على النيجر، وهي قاعدة أميركية رئيسية للطائرات المسيرة ومركز عصبي لشبكات الاستخبارات في قلب القارة، لكن في أواخر يوليو/تموز كانت لدى الحرس الرئاسي في النيجر خطط أخرى.
كانت إدارة بايدن تأمل في انتقال ديمقراطي من شأنه أن يعيد الرئيس النيجري محمد بازوم إلى السلطة، لكن تلاشت هذه الآمال.
وفي سبتمبر/أيلول قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -الذي كان يدعم إستراتيجية البنتاغون هناك بقوة عسكرية على الأرض- إن القوات الفرنسية ستغادر.