كتب : د. عـمر العــودي
ان كان هناك نظرة شاملة على اسباب التوتر والحروب في المنطقة فلا يمكن ان نستبعد ايران والكيان الصهيوني بشكل رئيسي في هذا التوتر والاضطرابات كدولتين قائمتين على الارهاب والحروب التوسعية وذات الطابع الديني وعلى رغم ما تظهره الدولتين من عداء خادع ومزيف فيما بينهما الا ان الامور لا تقاس الا بالنتائج والوقائع على الارض ومن هي الجهات المتضررة من سياسة الدولتين وممارساتهما التي تكاد تكون محصورة على الشعوب العربية وما يجمع بينهما هو التخادم مع السياسة الامريكية التي تغذي جذوة الصراعات في المنطقة كاستراتيجية لنهب ثروات شعوب المنطقة.
و الجميع يعرف طموحات ايران والكيان الصهيوني فهما يتنافسان على التمدد على حساب الدول العربية وخلافهما ليس جوهريا لأنه في الاخير يمكنهما ايجاد صيغة مشتركة للتفاهم مبنية على اتفاق بينهما بالحصول على حصته من الكعكة في الدول العربية .
الجميع يعرف كيف تعمل ايران من اجل تحقيق اهدافها التوسعية من خلال استغلال القضايا العربية والاسلامية التي تدغدغ بها عواطف العوام من الشعوب العربية لتظهر جزافا انها المدافع الوحيد عن قضايا الامة العربية وعن القدس ، ولكن الغرور لا يكاد يدع لها مجالا للصبر لكي تتبجح انها اصبحت تسيطر على اربع عواصم عربية ولا تكاد تتأنى في الاعلان عن سيطرتها على البحر الاحمر ومضيق باب المندب، كما انها تتبجح بدعمها للمقاومة الفلسطينية .
الا انها في نهاية المطاف لا تستطيع اخفاء اهدافها الحقيقية سواء كانت تقدم الدعم فعليا باي درجة قد لا تصل الى مستوى الضخ الاعلامي الذي يشهر هذا الدعم ومن خلال سياستها العدائية في محيطها الاقليمي الذي يطغى عليه الغلاف الديني المذهبي للشيعة مما قد يجعلها في حالة حرب مع جميع البلدان التي تخالف وتمنع انتشار المذهب الشيعي ، وقد استطاعت ان تمتلك اذرع في بعض البلدان العربية مثل اليمن ولبنان وحاولت ان توظف حركة المقاومة الاسلامية حماس من خلال الدعم الرمزي المحدود الذي تقدمه لها وبالمقابل فإنها لا تتوانى عن تجيير اي انتصارات للمقاومة الفلسطينية لصالح حروبها الخاصة التي تخوضها عبر اذرعها في المنطقة وماكان تصريح الناطق باسم الحرس الثوري الايراني حول طوفان الاقصى الا احدى هذه المحاولات لسرقة انتصار المقاومة الفلسطينية وادلاء المسئول الايراني بهذا التصريح على رغم معرفته بانه سيلحق الضرر بالقاومة الفلسطينية الا انه لم يتردد في اطلاقه ولعل هذا ينفي الادعاء الايراني بدعم المقاومة الفلسطينية. ان حروب ايران التي تخوضها عبر اذرعها في اليمن وفي لبنان و تدفع شعوب المنطقة ثمنا باهضا في هذه الحروب التي يفترض ان تخوضها بنفسها وتتجرع ويلاتها بدلا عن الشعوب التي ليس لها فيها لا ناقة ولا جمل ، هذه الحروب تاتي بتوافق كبير مع اجندات امريكا واسرائيل في ابقاء منطقة الشرق الاوسط والدول العربية في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار لان هذا هو ما تهدف اليه امريكا واسرائيل ولا تعدو ايران واذرعهما في المنطقة كونها جزء من الادوات الامريكية الصهيونية في المنطقة وان حاولت التستر على ذلك بالشعارات الجوفاء و التلبس بالقضايا المصيرية للامة العربية.