كريتر نت .. وكالات
أكد مسؤول عسكري أن كوريا الشمالية أطلقت أكثر من 200 قذيفة مدفعية في البحر اليوم الجمعة قرب حدود بحرية متنازع عليها مع كوريا الجنوبية، في تصعيد آخر للتوتر بينهما دفع الجنوب إلى اتخاذ إجراءات “رد” من خلال تدريبات بالذخيرة الحية.
ودفع هذا التبادل سكان جزيرتين نائيتين بكوريا الجنوبية على الحدود البحرية الغربية إلى الإخلاء إلى الملاجئ بناء على تعليمات من الجيش قبل أن يطلق ذخيرة حية باتجاه حدود خط الحد الشمالي المتنازع عليه.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إن إطلاق النار الذي نفذته كوريا الشمالية لم يتسبب في أي أضرار مدنية أو عسكرية في الجنوب.
وقال لي سونغ جون المتحدث باسم جيش سول في مؤتمر صحفي إن جميع قذائف المدفعية الكورية الشمالية سقطت على الجانب الشمالي من الحدود البحرية، مضيفا أن الجيش الكوري الجنوبي يراقب تحركات الشمال على طول السواحل بالتعاون مع الجيش الأمريكي.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن ألوية مشاة البحرية المتمركزة في جزيرتي يونبيونغ وبينغنيونغ أطلقت النار في البحر جنوبي حدود خط الحد الشمالي. وشملت التدريبات المدفعية الآلية والدبابات.
المياه المتنازع عليها يقطن جزيرة يونبيونغ، التي تقع على بعد نحو 120 كيلومترا غربي سول، ما يزيد قليلا على ألفين من المدنيين والعسكريين المتمركزين هناك. ويمكن الوصول إلى الجزيرة بالعبارات في رحلة تستغرق أكثر من ساعتين ونصف الساعة.
وكانت المياه القريبة من خط الحد الشمالي المتنازع عليه مسرحا لعدة اشتباكات دامية بين الكوريتين، فضلا عن مناوشات بالسفن الحربية وإغراق سفينة حربية تابعة للجيش الكوري الجنوبي في 2010 بواسطة ما يعتقد أنه طوربيد أطلقته كوريا الشمالية ما أسفر عن مقتل 46 بحارا.
وفي نوفمبر عام 2010، أطلقت المدفعية الكورية الشمالية عشرات القذائف على جزيرة يونبيونغ، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم مدنيان، في واحد من أعنف الهجمات على جارتها منذ انتهاء الحرب الكورية في عام 1953.
وقالت كوريا الشمالية في ذلك الوقت إنها شنت الهجوم بعدما تم استفزازها من خلال تدريبات بالذخيرة الحية أجرتها كوريا الجنوبية وأسقطت قذائف في مياهها الإقليمية.
وجرى ترسيم خط الحد الشمالي في نهاية الحرب الكورية كحدود غير رسمية، ولم تعترض بيونغ يانغ على خط الحد الشمالي حتى السبعينات، عندما بدأت في انتهاك الخط والمطالبة بحدود أبعد إلى الجنوب.
وذكر مسؤول بإحدى القرى أن السلطات طلبت أيضا من سكان جزيرة بينغنيونغ الإخلاء، وهي تقع إلى الغرب من يونبيونغ وكذلك بالقرب من الحدود البحرية ويسكنها أكثر من 4900 نسمة.
وحذرت كوريا الشمالية في الأيام الماضية من أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يتجه نحو الحرب بسبب التحركات الخطيرة من الجيشين الأمريكي والكوري الجنوبي.
وتعهدت كل من الكوريتين برد عسكري عنيف ضد أي هجوم.
وفي نوفمبر، أعلنت كوريا الشمالية أن الاتفاق الموقع في عام 2018 بهدف خفض حدة التوتر وتفادي اندلاع قتال بالخطأ لم يعد صالحا بعد إعلان كوريا الجنوبية استئناف التدريبات العسكرية قرب الحدود.
واتفق الجانبان على وقف التدريبات العسكرية بالقرب من الحدود بما في ذلك الحدود البحرية قبالة السواحل الغربية والشرقية.