تشهد اليمن ارتفاعا حادا في عدد حالات الكوليرا المشتبه فيها هذا العام ، حيث أصيب ألف طفل في الأسبوعين الماضيين فقط ، وفقا لما ذكرته الوكالات. وتشير صحيفة ” الغارديان ” في تقرير نشرته بهذا الخصوص، بأنه تم الإبلاغ عن أكثر من 120الف حالة ، مع 234 حالة وفاة هذا الشهر في البلاد التي تعيش حالة حرب منذ أربع سنوات.
وذكر التقرير ان ما يقرب من ثلث الحالات البالغ عددها 124,493 والموثقة بين 1 يناير و 22مارس أطفالا دون سن الخامسة عشره، مشيرا إلى ان ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال اليمن جعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض والموت.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الارتفاع، الذي يأتي بعد عامين من تعرض اليمن لأسوأ حالات تفشي للكوليرا، يتركز في ست محافظات، بما في ذلك ميناء الحديدة في البحر الأحمر ومحافظة صنعاء، مشيرا أن الامطار المبكرة قد تكون السبب في الزيادة الأخيرة في حالات المرض المشتبه فيها.
وأوضح المكتب “أن الوضع يتفاقم بسبب سوء صيانة شبكات الصرف الصحي في العديد من المناطق المتضررة ، واستخدام المياه الملوثة للري، وتحركات السكان”. وفي الأسبوعين الماضيين وحدهما، كانت هناك 40 ألف حاله جديده، بزيادة 150 في المائة عن الشهر السابق، في حين وصفت منظمه إنقاذ الطفولة الوضع المتدهور لأطفال اليمن بأنه مقلق.
وأشار التقرير أن الفاشية الضخمة ستكون قاتلا آخر للأطفال الذي تركوا فريسه للجوع والضعف خلال أربع سنوات من الحرب، مضيفا أن نظام الصرف الصحي في اليمن، الذي كان يفتقر إليه بالفعل قبل الصراع، أصبح شبه معدوم، ووجود عدد متزايد من الأشخاص الذين أجبروا على الخروج في ظروف غير صحية لمجرد الهروب من القتال.
وقالت الصحيفة أن على جميع الأطراف في هذا الصراع، وأولئك الذين يدعمونهم، أن يتخذوا الإجراء المسؤول الوحيد الذي يتمثل في التوصل إلى حل سلمي بشكل عاجل وقال سالم جعفر باعبيد، رئيس مشروع الإغاثة الإسلامية ، ومقره في الحديدة، إنه قلق بشأن الحالات الجديدة، وسط وضع يزداد سوءًا للمدنيين. وأضاف أن المياه النظيفة ليست منظمة تنظيما جيدا للسكان ، وأن هناك الكثير من التحديات تتمثل في نقص الكهرباء ونقص الوقود، ومراكز العلاج المزدحمة، منوها ” أننا نتجه إلى موسم صيف حار ، حيث تنتشر الأمراض بسهولة أكبر.
وتشير الصحيفة أن المرض المنقول بالمياه مستوطن في اليمن، وان أسوأ انتشار للمرض في البلاد كان في عام 2017، عندما تم الإبلاغ عن أكثر من مليون حالة اصابة ووفاة 2500 شخص بسبب العدوى بين أبريل وديسمبر، ولا يعمل سوى نص المرافق الطبية في البلاد البالغ عددها 3500 منشأة بالكامل، ويفتقر حوالي 20 مليون شخص إلى الرعاية الصحية الكافية، ويوجد حوالي 18 مليون شخص لا يحصلون على المياه النظيفة أو الصرف الصحي.
باعبيد أشار إن أحد موظفي الإغاثة الإسلامية أصيب بالكوليرا الأسبوع الماضي وتم نقله إلى صنعاء بسبب تدهور الأوضاع في المدينة الساحلية، وقال إنه سمع أن أحد الشركاء في المجال الإنساني يخطط لدعم مركز جديد للمعونة وعلاج الإسهال.
وأضاف أن السكان أصبحوا قلقين أيضا إزاء وقف إطلاق النار في الحديدة بعد ليله الأحد عندما استمر القصف العنيف لمدة أربع أو خمس ساعات.
وتقول الأمم المتحدة أيضًا إن أكثر من 10 ألف عائلة نزحت حديثًا بعد القتال الذي دمر محافظة حجة في الشمال. يذكر أن اتفاق علي وقف إطلاق النار تم بين الحوثيين وحكومة عبد ربه منصور هادي في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في ديسمبر. ولا تزال الحالة الاقتصادية في اليمن تتفكك بسبب الصراع الدائر، وقد انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبه تقدر ب39% منذ 2014.