كريتر نت – متابعات
أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء إعادة إدراج الحوثيين اليمنيين على قائمة الكيانات الإرهابية بسبب هجماتهم المتكررة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ويُقدم هذا التصنيف خدمة كبيرة للحوثيين ويُظهر أن عداء الولايات المتحدة لهم ناتج عن موقفهم المساند لحركة حماس في معركتها مع إسرائيل، وليس بسبب مواقفهم السابقة التي كانت تهدد الأمن الخليجي وحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، أو بسبب الانقلاب على سلطة شرعية في اليمن وفرض الأمر الواقع عن طريق السلاح.
وتمكن الحوثيون بمساعدة التخبط السياسي للإدارات الأميركية من تحويل أنفسهم من جماعة طائفية متمردة مدعومة من إيران اغتصبت السلطة في اليمن ومصنفة على قائمة الإرهاب، إلى فئة مناضلة تم وضعها على قائمة الإرهاب الأميركي لأنها تدعم الفلسطينيين في مواجهة البطش الإسرائيلي بغزة.
أنتوني بلينكن: يجب محاسبة الحوثيين على أفعالهم، لكن ليس على حساب المدنيين
وفي عام 2021 ألغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إدراج الحوثيين في قائمة الكيانات الإرهابية بعدما صنفتهم إدارة سلفه دونالد ترامب إرهابيّين، وذلك بالرغم من تعارض هذه الخطوة مع مصالح السعودية التي تعرضت منشآتها النفطية لهجمات حوثية بالصواريخ والمسيّرات المصنعة في إيران.
وفور إعلان التصنيف الأميركي تعهد الحوثيون بمواصلة هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في تصريحات على قناة الجزيرة “لن نتراجع عن استهداف السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى الموانئ في فلسطين… لمساندة الشعب الفلسطيني”، مضيفا أن الحوثيين سيردون على أيّ ضربة جديدة تشنها الولايات المتحدة أو بريطانيا على اليمن.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان أن “وزارة الخارجية الأميركية تعلن تصنيف أنصارالله المعروفين باسم الحوثيين كيانًا إرهابيّا عالميّا مصنفا تصنيفًا خاصًا، اعتبارًا من 30 يومًا من اليوم”.
وأضاف “يجب محاسبة الحوثيين على أفعالهم، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب المدنيين اليمنيين”.
وتابع “خلال فترة الثلاثين يومًا ستجري الحكومة الأميركية تواصلًا قويًا مع أصحاب المصلحة ومقدمي المساعدات والشركاء الذين يلعبون دورًا حاسمًا في تسهيل المساعدات الإنسانية والاستيراد التجاري للسلع الحيوية في اليمن”.
من جهته أوضح مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان أن التصنيف “أداة مهمة لعرقلة التمويل الإرهابي للحوثيين وزيادة تقييد وصولهم إلى الأسواق المالية ومحاسبتهم على أفعالهم”.
وقال سوليفان في بيان “إذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن فستعيد الولايات المتحدة تقييم هذا التصنيف على الفور”.
يأتي إدراج الحوثيين على قائمة الكيانات الإرهابية في إطار إستراتيجية واشنطن للضغط على الحوثيين، والتي تضمّنت تنفيذ أعمال عسكرية ضدهم. ويمنع التصنيف الحوثيين من الوصول إلى النظام المالي الأميركي ويتيح فرض عقوبات على مؤيديهم.
ودمّرت القوات الأميركية الثلاثاء أربعة صواريخ باليستية مضادّة للسفن كانت معدّة لإطلاقها من اليمن على سفن تجارية وحربية قبالة سواحل أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.
وكانت الضربة ثالثة الضربات -على أقلّ تقدير- التي تشنها الولايات المتحدة خلال أسبوع ضد الحوثيين الذين يقولون إنهم يستهدفون الملاحة في البحر الأحمر تضامنًا مع الفلسطينيين في قطاع غزة حيث تدور حرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وشنّت القوات الأميركية والبريطانية الأسبوع الماضي غارات استهدفت 30 موقعًا في اليمن. واستهدفت القوات الأميركية في وقت لاحق قاعدة جوية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014. وقال الجيش الأميركي إنه ضرب “موقع رادار”.
وردًّا على هذه الضربات أعلن الحوثيون أنّ المصالح الأميركية والبريطانية باتت “أهدافاً مشروعة”، وواصلوا شنّ هجمات على سفن في البحر الأحمر.