كتب : مريم العفيف
أثناء تفقدي لبعض الكتب في مكتبتي المتواضعة لفتت إنتباهي كلمتين ” الجودة “،” الجامعي” مما جعلني أشرع في أخذ الكتاب وتقليبه ووقف بي الأمر بعد ممارستي القراءة العكسية لأي كتاب ما اسميه النظرة الأولى ، أقلب الصفحات من اليسار لليمين بسرعة لأعرف ماهية المحتوى وأحدد موعد قراءته في وسط الزحمة التي أعيشها هذه الفترة فوقفت عند الصفحات الأولى بالتحديد على ما كتبهُ أ.د.باصره رحمه الله وإذ بي أقرأ وجهة نظري ، قرأت اسطر البداية وما يليها لم أهتم حتى انتقل نظري بقفزة إلى صفحة رقم ٣ وإذ بي أرى “خبرتنا المتواضعة ” حتى عدت ادراجي للصفحة التي سبقتها ، نقطة ثم ” ونعتقد ومن خبرتنا المتواضعة في مجال التعليم الجامعي والعالي على السواء كأستاذ وكإداري إن التعليم الجامعي في بلادنا ما يزال أقل بكثير من أمثاله حتى في دول العالم الثالث وهذا الواقع غير المريح سوف يلقي بظلاله السيئة على كل مناحي الحياة في البلد لأن مخرجات التعليم هي التي تدير كل شؤون المجتمع …. ” أخذت صيحة صاخبة من الضحك جهل من بجانبي سببها فظنوا أنني أقرأ كتاباً ساخراً مضحكاً وما أستطعت تمالك نفسي ، أنا لم أكن أضحك إلا من أن العمر لا دخل له في تشخيص بعض الأمور وها أنا وباصرة رغم مفارقات العمر بيننا إلا أننا ككثيرون نفكر ببعض الأمور من زاوية نظر متشابهة وحيثيات مفصلة ، شَحُبَ صوتي وأنا أقول أن العملية التعليمية بنسبة كبيرة هشة إلى حد الغفلة عن إنقاذ الوضع الذي تعيشهُ عقلية الطلاب كمخرجات عن عملية كهذه هزيلة شاحبة ، لا يقف الأمر فيها عن عدم مواكبة التطور الحداثي بل هو كنظام نحيل كعود سواك يابس ،
إن عملية في منظومة الدولة كالعملية التعليمية لا بد أن تأخذ صدارة الأولويات إهتماماً لأنها تحمل على عاتقها باقي أذرع الدولة ، لا تستطيع تجاوز التعليم لأن بذلك ستتجاوزك كل أركان الحياة داخل البلد ، التعليم لا يقوم على منهج معلوماتي بل على كادر مؤهل
ونظام بمعايير تلائم الواقع المعايش ،بعيدا عن أي مسميات أخرى ،
كل عامل داخل إطار هذه العملية لا بد أن يخضع لإختبارات دقيقة خاضعة للخبراتية المتمكن منها ، حين تعلم عن علة في جسمك فإنك تذهب للطبيب ليشخص حالتك ويعطك الدواء المناسب فتتعافى وتعود طبيعيا سليما كما يجب لك أن تكون ، ونحن والتعليم نشتكي عللاً لا علة أمراضاً لا مرض اوجاع لا وجع ، في ظل التحولات الميدانية على كافة الأصعدة إن المواكبة باتت ملحة وفي غاية الضرورة .
علاوة على ذلك فإن المعرفة النظرية تبقى في أرفف العقل ساكنة لا يحركها شيء لإن الروتين الممل قاتلهُ الله استفحل في طرق توصيلها وتناسى أنه من غير حركة عملية وتطبيق فعلي نشط لن يكون له أي قيمة أو معنى يُثمن ، الإفتقار الشديد داخل الأصرح التعليمية للأدوات التي تساهم في إخراج العملية التعليمية من ركودها هي الاخرى تشكل عاملاً مهم ومؤثر بشكل عميق جداً
وهناك الكثير والكثير من الأشياء التي تجعل العملية التعليمية بلا فائدة تذكر بشكل ملحوظ متفق عليه ،
إن النقلة المتفردة نوعية الملمس لن تحدث إلا بتكاثف كل الجهود كل من منبره ، واليوم حان الوقت لأن تبصق الدولة بنظام التعليم المهترئ وتطلع على أنظمة جديدة تعتمدها كباكورة إنطلاقة جديدة فالمجتمعات لن يعمرها إلا أبناؤها وهم بحاجة إلى ساس مدعم حتى لا تسقط جدرانه التي ستبنى لاحقاً ، علينا أن ندرس حال الواقع جيدا وأسهل ما يمكن فعله تشخيص المشكلة ومعرفة الخلل الذي لم يعد خفي على أحد بل واضح وضوح الشمس في ظهيرة حارة ، والتشخيص تتبعه خطوات ليست بمستحيله إن وجدت الصحوة الدائمة اليقظة الممتلئة بحس المسؤولية تجاه الوطن أرض وإنسان ..