كريتر نت – متابعات
زار مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، رونين بار، القاهرة والتقى بنظيره المصري عباس كامل، الإثنين لبحث قضية محور فيلادلفيا، وسط توترات بين تل أبيب والقاهرة بشأن الحرب في غزة واحتمال قيام الجيش الإسرائيلي بتوسيعها إلى مدينة رفح الفلسطينية على الحدود مع مصر، وفق ما نقل موقع “أكسيوس” عن مصدرين إسرائيليين.
وتشعر مصر بقلق بالغ إزاء الأزمة الإنسانية المتزايدة على طول حدودها مع غزة، إذ يتركز أكثر من مليون فلسطيني، معظمهم نزحوا خلال الحرب، في رفح.
وتخشى القاهرة من أن تؤدي العملية العسكرية في رفح، خاصة على طول ممر فيلادلفيا، وهو الشريط الضيق من الجانب الفلسطيني إلى مصر، إلى تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.
وحذرت مصر من أن مثل هذا السيناريو سيقود إلى “تهديد خطير وجدي” للعلاقات بين البلدين.
ومحور فيلادلفيا، المعروف أيضا بـ”محور صلاح الدين”، هو عبارة عن منطقة عازلة بموجب اتفاق السلام المبرم بين مصر وإسرائيل عام 1979، ويبلغ طوله 14 كيلومترا.
وسافر بار، الذي شارك مع رئيس المخابرات المصرية في محادثات الرهائن في باريس الأحد، إلى القاهرة لمناقشة القضايا المتعلقة بالرهائن، بحسب ما قال المسؤولون الإسرائيليون.
والأحد عُقدت في باريس محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومسؤولين كبار من مصر وقطر واسرائيل لبحث اتفاق هدنة في غزة.
وشملت المحادثات الوضع على طول ممر فيلادلفيا وكيف يمكن لمصر وإسرائيل العمل معا لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة التي من شأنها أن تمكن حماس من إعادة التسلح.
كما ناقشوا الخطط المحتملة لما بعد الحرب، ورفض الشاباك التعليق. ولم يرد المسؤولون المصريون على الفور على طلب التعليق للموقع.
وسبق أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة، أنه “من الضروري السيطرة العسكرية على محور فيلادلفيا لضمان نزع سلاح غزة، ومنع تهريب الأسلحة عبر الأنفاق إلى القطاع”.
وردت رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان في بيان على ما وصفه مزاعم إسرائيلية حول عمليات تهريب للأسلحة إلى غزة عبر حدودها، مشيرا إلى أن إمعان الدولة العبرية في تسويق هذه الادعاءات لخلق شرعية لاحتلال الممر الحدودي.
كما زعمت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية أن القاهرة هي المسؤولة عن وصول المساعدات الإنسانية إلى جنوب غزة.
ورد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على المزاعم الإسرائيلية، في كلمة متلفزة، في 24 يناير الجاري، قائلا “مصر ليست السبب في عدم وصول المساعدات” وأن إسرائيل هي من تعرقل دخولها
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، رئيس حزب “يسرائيل بيتنو”، أفيغدور ليبرمان، عبر حسابه في منصة “إكس”، الأحد، إلى المعارضة المصرية لأي نشاط للجيش الإسرائيلي في رفح وفي محور فيلادلفيا.
وقال “يجب على إسرائيل ضمان مصالحها الأمنية، وإن قررت مصر كسر القواعد، يجب على إسرائيل التصرف بخطوات تتناسب مع ذلك”. وتطرق ليبرمان إلى ما قال إنها “مساعدة قدمتها إسرائيل إلى مصر، على مدار سنوات”، كاشفاً عن “تفاصيل جديدة عن نشاط عسكري إسرائيلي ضد تنظيم داعش في سيناء في إطار دعم الجيش المصري”.
وكان المحلل بمركز القدس للشؤون العربية، يوني بن مناحيم، قد ذكر في تحليل للمركز الإسرائيلي، نهاية ديسمبر، أن هناك أهمية “حساسة” لمحور فيلادلفيا، منوها بأن التقديرات الأمنية في إسرائيل تشير إلى أنه “طريقا رئيسيا لتهريب الأسلحة من مصر إلى حماس”.
وأضاف أن السيطرة على الممر “تقطع فعليا الرابط البري الوحيد بين قطاع غزة ومصر، مما قد يؤدي إلى عرقلة الحركة بين الجانبين عبر شبكة الأنفاق”.