أنشأت جماعة الحوثي العام الماضي في صنعاء ما يسمى بالهيئة الوطنية لمنظمات المجتمع المدني وذلك بهدف السيطرة والرقابة على أنشطة وبرامج المنظمات وكافة المشاريع والمنح المتعلقة بالمساعدات الإنسانية والتنموية سواء كانت محلية أو دولية.
تؤكد معلومات أن أكثر من ثمانين منظمة تم تسجيلها حديثا على مدى عاميين وجميعها تابعة لقيادات وناشطين من جماعة الحوثي فيما تخضع بقية المنظمات للرقابة الصارمة ، ولا يمكن السماح لها بالعمل مالم تتقدم ببرامجها ومشاريعها الى الهيئة والتي تخضع للدراسة وأن الموافقة على قبولها مرهونة بإشتراطات خاصة بالجماعة.
وتوضح المعلومات الواردة ” إن أبرز اشتراطات الحوثيين هي الحصول على نسبة من إجمالي تكلفة المنحة وأن تكون كشوفات المستفيدين تحت إشراف الجماعة وفقا لمؤشرات الولاء والبراء في المناطق الجغرافيا والسكانية المستهدفة وكذلك موافقة المنظمة على ضم موظفين بنظر الهيئة مقابل تمكين أي منظمة من العمل والحصول على الموافقة من قبل الهيئة والتي بدورها تتولى الرفع بالموافقة الى الجهات المانحة والممولة .
حيث يؤكد عدد من العاملين في المنظمات أنهم يخضعون للرقابة المشددة ولا يمكن لهم التحرك الى المناطق المستهدفه مالم يحصلون على تصاريح مسبقة من قبل الجهات والنقاط الأمنية التابعة لجماعة الحوثي الى جانب أنهم يواجهون عراقيل وصعوبات من قبل المشرفين في المجالس المحلية والذي تتولى إعتماد كشوفات المستفيدين والإشراف المباشر خلال توزيع المساعدات.
مصادر محلية أكدت أن جماعة الحوثي تحكم السيطرة على مسار وخطط وبرامج المنظمات المانحة الدولية من خلال تطويعها في تمويل مشاريع وبرامج بمسميات وهمية خلافا لما يتم تنفيذه في الواقع والتي منها انتشار وباء الكوليرا.
ووفقا للمصدر أن جماعة الحوثي تمتلك الكثير من الموظفين العاملين في مكاتب المنظمات المانحة الدولية ويعملون في مناصب عليا يقومون بتسيير وتمويل الكثير من البرامج تحت مسمى مكافحه الكوليراء فيما تذهب تلك التمويلات لصالح أنشطة جماعة الحوثي ضمن برامج الحشد والتعبئة والتوجيه والارشاد وإقامة الدورات الثقافية على مستوى المديريات والمحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي.
وأوضح المصدر أن منظمة اليونسيف قامت بتمويل برامج الحشد والتعبئة من خلال اقامة دورات ثقافية شملت مدراء مكاتب التوجيه والارشاد بالتنسيق والتعاون مع وزارة الاوقاف والارشاد في حكومة صنعاء ، حيث انفقت منظمة اليونسيف أكثر من مائتين الف دولار على برنامج الحشد والتعبئة بذريعة التوعية بمخاطر الكوليراء في كل من محافظتي صنعاء وعمران.