كتب : ناصر جميل
يصادف يوم غد العاشر من فبراير الذكرى التاسعة والعشرين لاغتيال الوالد الشهيد علي علي جميل القامة الوطنية والقائد الاشتراكي الجسور احد رموز الحداثة والتنوير وتجليات الدولة المدنية، ومن عمق الواقع القبلي المحيط المنغلق على ذاته بما عج به من عصيبات وتناقضات وخلافات ونزاعات وبيئة يحاصرها التخلف والظلام والداعي القبلي القائم على القوة برز هذا القائد الاستثنائي كمجددا ومناضلا مع ثلة من رفاقه الذين حملوا على كاهلهم مهمة النضال ونشر ثقافة التعايش وبذل كل الجهود لتنمية المجتمع فكرا ووعيا وغسل ادران الماضي والانتصار لفكرة اقامة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.
ان الرصاصات التي اطلقت عليه غيلة وغدرا لم تكن لتستهدف الا الفكرة النبيلة التي حملها الشهيد غير ان حسابات القتلة كانت خاطئة لان الفكرة لاتموت فقد غرسها الشهيد في عقول ونفوس ابنائه ورفاقه الذين لا يزالون يحملونها كمشروع وطني حداثي منقذ الى ان تنتصر وفاء لكل الدماء الغالية التي نزفت من اجل هذا المشروع العظيم المعبر عن قضايا الناس واحلامهم، والذي يحمله الحزب الاشتراكي اليمني ويكافح لاجل تحقيقه.
ان مشروع الدولة الذي تأخر بزوغه لم يكن الا ضحية القوى التقليدية وصراعاتها من اجل السلطة والثروة، القوى التي نافحت العداء لكل ما له صلة بالدولة المؤسسية الديمقراطية التي يحكمها الشعب، الدولة الضامنة للحقوق والحريات وبناء الانسان ولقد ذهبت تلك القوى ضحية افعالها حتى وصل بها الامر لتدمير الوطن في حروب تتناسل ولا يزال الشعب يتجرع مرارة تلك الحروب ويحمل على كاهله رزاياها ومحنها وما من معتبر.!
لروحك السلام والدي في ذكرى استشهادك الاليمة وسنمضي مع كل الشرفاء مستلهمين خطاك وكل المبادئ التي امنت بها وناضلت من احلها وقدمت حياتك لانتصارها، عهدا ووعدا لن نحيد.