كريتر نت – متابعات
يرى تقرير لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية أنه على الرغم من وصول عدد القتلى الفلسطينيين المبلغ عنه في قطاع غزة إلى أكثر من 28 ألف قتيل، إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يزال يعتقد أن دعم إسرائيل بشكل لا لبس فيه هو السياسة الصحيحة لإنهاء الحرب.
وكان بايدن يعبر عن إحباطه خلال محادثاته الخاصة الأخيرة مع الجهات المانحة للحملة الداعمة لتل أبيب، بسبب عدم قدرته على إقناع الأخيرة بتغيير تكتيكاتها العسكرية في قطاع غزة، بينما يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو عقبة أساسية، وفقا لخمسة أشخاص مطلعين مباشرة على محادثاته.
التواصل مع نتنياهو
وقال بايدن إنه يحاول إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار، لكن نتنياهو “يعطيه الجحيم بدلا من ذلك ومن المستحيل التعامل معه”، كما قال الأشخاص المطلعون على تعليقات بايدن، الذين طلبوا جميعا عدم ذكر أسمائهم، بحسب التقرير.
وقال أحد الأشخاص عن الآراء التي عبر عنها بايدن: “إنه يشعر أن ما حدث يكفي.. ويجب أن تتوقف الحرب”.
وتحدث بايدن في الأسابيع الأخيرة بشكل خاص عن نتنياهو، وهو الزعيم الذي يعرفه منذ عقود، حيث تحدث عنه بطريقة فاجأت الذين تلقوا تعليقاته، كما قال أحد الأشخاص، إذ نقل هؤلاء الأشخاص عن بايدن بأن أوصافه لتعاملاته مع نتنياهو تتخللها إشارات ازدراء بأنه “هذا الرجل (بدلا من أن يقول اسمه)”. وفي ثلاث حالات حديثة على الأقل، وصف بايدن نتنياهو بأنه “أحمق”، وفقا لثلاثة من الأشخاص المطلعين مباشرة على تعليقاته.
وردا على سؤال حول تصريحات بايدن الخاصة بشأن نتنياهو، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في بيان إن الزعيمين تربطهما علاقة محترمة.
وقال المتحدث: “كان الرئيس واضحا أين يختلف مع رئيس الوزراء نتانياهو، لكن هذه علاقة استمرت عقودا وتحترم علنا وسرا”.
اتفاق سلام
وتقول “إن بي سي” إنه منذ أن بدأ نتنياهو حربه على غزة بعد هجوم من حركة حماس قتل 1,200 شخص في أكتوبر (تشرين الأول)، ازداد إحباط بايدن بشكل مطرد بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين في غزة الذي يبلغ الآن 28,000 وإحجام نتنياهو عن السعي إلى اتفاق سلام طويل الأجل.
ويشير التقرير إلى أن فظاظة الكلمات التي كانت تخرج من فم بايدن “غير المفلترة” بشأن نتانياهو، وكذلك فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغيير التكتيكات في غزة، تشير إلى أن الديناميكية بين الزعيمين قد تقترب من نقطة انعطاف.
وتخطط إسرائيل لشن هجوم بري على مدينة رفح في جنوب غزة حيث يحتمي أكثر من مليون فلسطيني نازح من شمال غزة. وتعهد نتنياهو بالمضي قدما في العملية رغم أن مسؤولين أمريكيين عبروا مرارا عن معارضتهم العلنية لها ما لم توفر إسرائيل ممرا آمنا للمدنيين الفلسطينيين.
محادثة بايدن ونتنياهو
وقال بايدن لنتنياهو في اتصال هاتفي يوم الأحد إنه يعتقد أن “عملية عسكرية في رفح يجب ألا تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ” لحماية ودعم الفلسطينيين الذين يحتمون هناك.
ركز الجزء الأكبر من محادثتهما التي استمرت 45 دقيقة على اتفاق تمت مناقشته منذ فترة طويلة، ولكنه تأخر كثيرا بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة مقابل توقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وفقا للبيت الأبيض.
واتخذ بايدن لهجة أكثر حدة يوم الخميس ووصف الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة بأنه “لا يعقل” وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال تصريحا مشابها أيضا الأسبوع الماضي بعد اجتماع مع نتنياهو في إسرائيل.
وقال بلينكن إنه أبلغ نتنياهو بأن عدد المدنيين الفلسطينيين الذين يموتون كل يوم بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية “لا يزال مرتفعا للغاية”، ومع ذلك، قال أشخاص مطلعون على تعليقات بايدن الخاصة إنه أخبرهم أنه يعتقد أنه سيكون من غير المجدي بالنسبة له أن يكون قاسيا للغاية على نتنياهو علنا.
تحول في السياسة الأمريكية
كما أن إحباطات بايدن من نتنياهو لم تؤد إلى تحول كبير في السياسة، لكن إدارته بدأت النظر في مثل هذه الخيارات.
وقبل أسبوعين، قال مسؤولون لشبكة “إن بي سي نيوز” إن الإدارة تناقش تأجيل أو إبطاء مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل كوسيلة ضغط لحمل نتنياهو على خفض العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وبذل المزيد لحماية المدنيين.
وفي تحول محتمل آخر في السياسة، ذكرت شبكة “إن بي سي” الأسبوع الماضي أن مسؤولي الإدارة يعكفون على صياغة خيارات للاعتراف رسميا بدولة فلسطينية مستقلة.
ومع ذلك، حتى مع تصعيد بايدن لخطابه، فهو غير مستعد بعد لإجراء تغييرات كبيرة في السياسة، كما قال المسؤولون، إذ لا يزال هو ومساعدوه يعتقدون أن نهجه المتمثل في دعم إسرائيل بشكل لا لبس فيه هو النهج الصحيح، بحسب التقرير.
ودعا بعض الديمقراطيين في الكونغرس إلى وضع شروط على المساعدات الأمريكية لإسرائيل. واستشهد ديمقراطيون آخرون، بمن فيهم قدامى المحاربين الذين قاتلوا في العراق وأفغانستان، بهذه التجربة وشككوا في تكتيكات إسرائيل، قائلين إن القصف العنيف والخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين هي أساليب عكسية تهدد بتوفير المزيد من الوقود للمتطرفين.
إحباط بايدن
أحد الأمور المزعجة التي عبر عنها بايدن في المحادثات الخاصة الأخيرة، وفقا للأشخاص المطلعين على تعليقاته، هو أنه يشعر أن إدارته تواصل التوصل إلى صفقات جيدة لإسرائيل فقط ليرفضها نتنياهو.
ومن شأن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية أن يضع حدا لأسابيع من الجهود الرفيعة المستوى التي يبذلها بايدن وكبار مساعديه للتوصل إلى اتفاق يأملون أن يؤدي في النهاية إلى وقف طويل لإطلاق النار.
ومع ذلك، ربما في بعض اللحظات الخاصة الأخيرة، قال الرئيس الأمريكي إن نتنياهو يريد أن تستمر الحرب حتى يتمكن من البقاء في السلطة، كما قال ثلاثة من الأشخاص المطلعين على تصريحاته.
المصدر : موقع “24”