كريتر نت .. لحج
تشكل الأوضاع المتدهورة التي تعيشها مديريات الحواشب بمحافظة لحج تحديا كبيرا لحكومة أحمد عوض بن مبارك ولسلطاتها القائمة، في ظل إصرار أبناء أبناء بلاد الحواشب الغنية بالثروات والموارد الطبيعية على إنهاء حقبة الظلم والإقصاء والإلغاء والتهميش التي يعانون منها منذ عقود من الزمن، واليوم وتحت قيادة حكيمة لربان السفينة وقائد الماهر الحكيم الشيخ علاء ابن سرور الحوشبي، يسعى الحواشب سعيا الحثيث لنيل حقوقهم ومطالبهم المشروعة والمكفولة قانونا بطرق ووسائل سلمية وحضارية لاسيما تلك المتعلقة بالشركة الوطنية للأسمنت الواقعة في نطاقهم الجغرافي وبالتحديد في صاعم بمديرية المسيمير، مشددين على موقفهم الرافض لأي حلول جزئية تتجاهل معالجة جوهر المشكلة.
وعمق قرار الشركة الوطنية للأسمنت المملوكة للملياردير اليمني رشاد هائل سعيد أنعم، بتعليق عملياتها وأنشطة التشغيل بالوقود غير الضار والتحول لاستخدام مادة الفحم الحجري المحرمة دوليا أزمة ومعاناة المواطنين في بلاد الحواشب جراء تركم وتزايد الاضرار الصحية والبيئية بين أوساط الأهالي الأبرياء وممتلكاتهم الناجمة عن أنشطة وأعمال الشركة وهو ما أدى إلى مضاعفة المأساة التي يعانيها الجميع.
وبرز خلال الفترات الماضية وخلال الهبات المتتالية، موقف الشركة المتعنت والمتصلب والرافض للمطالب الجماهيرية والشعبية ولنداءات وصيحات الأهالي، حيث لم تستجب الشركة لتلك المناشدات بوقع محطة الفحم الحجري، ولليوم الثالث على التوالي يعتصم ابناء الحواشب من مناطق الملاح والمسيمير أمام بوابة الشركة الوطنية للأسمنت في اصرار منهم على عدم مغادرة موقع الاعتصام إلا بتنفيذ كافة المطالب الحقوقية المشروعة.
ولم ترضخ شركة اليمني رشاد هائل سعيد أنعم، في المرات السابقة لمطالب أبناء الحواشب بل تجاهلتها، واليوم يؤكد الحواشب على إن ذلك السبيل الوحيد لعودة الاستقرار للعملية الاستثمارية يرتبط بتنفيذ كافة المطالب الحقوقية المشروعة لابناء الحواشب دون انتقصاص، أو الانجرار للتصعيد الذي لا يمكن التكهن بمآلاته.
وتصر شركة رشاد هائل سعيد أنعم للأسمنت في المسيمير الحواشب محافظة لحج منذ سنوات، على ممارسة أنشطتها التشغيلية باستخدام مادة الفحم الحجري التي أهلكت الحرث والنسل وتسببت بكوارث صحية بيئية بين أوساط السكان بمديريتي الملاح والمسيمير وغيرها من المناطق المجاورة، غير مباليه بعواقب هذه الإنتهاكات لقوانين الاستثمار، مرتكبة أبشع الجرائم بحق الإنسان والحيوان والمزروعات.
ومنذ أول أمس الخميس، يرابط معتصمون احتشدوا من مديريتي الملاح والمسيمير في بلاد الحواشب، ونصبوا أعتصاما سلميا مفتوحا أمام بوابة شركة الأسمنت الواقعة في منطقة صاعم بالمسيمير محافظة لحج، احتجاجا على عدة مشكلات من بينها تجاهل الشركة لمطلبهم بإيقاف التشغيل باستخدم الفحم الحجري.
وتحمل قبائل الحواشب، القائمين على الشركة الوطنية للأسمنت، مسؤولية تدهور الأوضاع داخل مناطقهم وتفشي الأوبئة والأمراض الفتاكة والقاتلة، بالإضافة الى مظاهر الفساد من خلال استئثار أبناء المناطق الشمالية بالوظيفة والعمل في الشركة على حساب أبناء الحواشب، واستغلال الفاسدين للعائدات الضعيفة التي تمنحها الشركة، حيث تذهب تلك العائدات لصالح قيادات سياسية وعسكرية في مقابل ذلك يواجه أبناء الحواشب أوضاعا معيشية واقتصادية صعبة، فضلا عن تدهور الخدمات الأمر الذي لم يعد من الممكن السكوت عنه.
وخلال الهبات الشعبية الماضية التي نفذها أبناء الحواشب، وفي ما بدا محاولة لتخفيف حدة الاحتقان وجهت عدد من القيادات بالمحافظة وغيرها، حزمة من المطالب للشركة الوطنية للأسمنت لتنفيذها بشكل عاجل حتى يسمح بإعادة انتاج وتصدير مادة الأسمنت، وبعثت قيادة الهبة الشعبية في المرات السابقة، برسالة إلى الجهات المعنية، حددت فيها مطالب عاجلة من أجل امتصاص الغضب الشعبي المتصاعد والذي يخشى من تحوله إلى عصيان مسلح، لكن استمر التجاهل وباءت كل المحاولات ومساعي لجان الوساطة والتهدئة بالفشل ودون تنفيذ أياً من المطالب المطروحة على مجلس إدارة ومالكي الشركة.
ونصح مراقبون، القائمين على الشركة الوطنية للأسمنت، بضرورة التحرك العاجل لتلبية مطالب المحتجين قبل ان تتصاعد وتيرة الاحتجاجات وتصل الى منزلق خطير لايمكن احتوائها، وحث المراقبون، مجلس إدارة شركة الأسمنت التابعة لرشاد هائل بتحكيم لغة العقل والمنطق والاستماع لمطالب الحراك الشعبي وعدم تجاهلها كما حدث في الفترات الماضية.
وحذر المراقبون، السلطات والقيادات والمسؤولين الذين سيتحركون تحت يافطة الوساطة للإلتفاف على القضية الحقوقية لابناء الحواشب واختراقها واحتوائها وإفراغها من محتواها الإنساني النبيل، من مغبة الإمساك بالعصا من المنتصف من خلال دعوتهم للشركة إلى ضرورة تلبية مطالب هبة الحواشب ذات الصبغة الاقتصادية، في مقابل إهمال النقطة الرئيسية وهي إغلاق محطة الفحم الحجري.
وقال رئيس حلف قبائل الحواشب، الشيخ علاء ابن سرور الحوشبي في رسالة بعث بها إلى كل المعنيين، إنه لن يتم رفع الاعتصام إلا بتنفيذ المطالب التي وصفها بـ”العاجلة” والتي ستُختبَر من خلالها جدّية الشركة الوطنية للأسمنت بتنفيذ شروط لجنة الاعتصام وإعطاء أبناء الحواشب حقوقهم المشروعة والمكفولة بموجب العرف والنظام والشرع والقانون.
ودعت اللجنة التنفيذية للاعتصام السلمي المفتوح في مديريتي الملاح والمسيمير، أبناء الحواشب كافة إلى تكثيف الفعاليات السلمية الرافضة لتشغيل محطة الفحم الحجري والداعية إلى انصاف ابناء مناطقهم المظلومين والمحرومين من المشاريع الخدمية والتنموية التي تنفذها الشركة الوطنية للأسمنت.
وحذرت اللجنة، من قوى تحاول حرف مسار الهبة الشعبية عن أهدافها الرئيسية، وعرقلة مطالب أبناء الحواشب وحقهم في إدارة شؤونهم، وشددت اللجنة على دور شرفاء واحرار الحواشب في قيادة الهبة الشعبية وتوجيه الجماهير نحو الأهداف والتطلعات المنشودة التي يسعون إليها، وتوعيتهم بمؤامرات أعداء الحواشب.
ويرى نشطاء ومتابعون، أن الشركة الوطنية للأسمنت مجبرة على الإصغاء لمطالب الجماهير في مديريتي الملاح والمسيمير، لأن خلاف ذلك سيعني وقوعها بمحض إرادتها في مستنقع الفوضى العارمة التي تهدد بحرف مسار آنشطتها الاستثمارية المتعددة، فضلا عن خسارتها لأرباح وعائدات مهمة تعود إليها من الموارد والمعادن النفيسة والثروات الطبيعية الهائلة وغيرها من الاستكشافات الثمينة التي تزخر وتجود بها أرض وجبال الحواشب.
واصدر حلف قبائل الحواشب بيانا حاء فيه: تنفيذا لمخرجات اجتماع حلف قبائل الحواشب الأخير وبعد و
مطالبات عديدة وجهت لرئاسة الحلف من قبل الهبة الشعبية والمواطنين والمشايخ، يذكر حلف قبائل الحواشب أنه داعم للاستثمار في المنطقة ويدعو المستثمرين في بلاد الحواشب إلى الالتزام بقانون الاستثمار وأداء ما عليهم والتعامل وفق القانون واعطاء المنطقة حصتها وافيه دون التعامل مع السلطات في المحافظة على حساب المنطقة التي تعد حاضنة المنشأة الصناعية والاستثمارية، كما ندعو الجهات المعنية في المحافظة والجهات العسكرية إلى التحلي بروح النظام والقانون وعدم التعرض للمعتصمين سلميا.
ونشعرهم إن هذا الاعتصام جاء بعد أن وصل الحال بأبناء الحواشب إلى طريق مسدود في التعامل مع الشركة والسلطة في المحافظة والجهات العسكرية الناهبة لأرض أبناء الحواشب في بلادهم وهيمنتها المتغطرسة دون رادع من الجهات المسؤولة عليها.
إن النظام والقانون وعمل الدولة تحول إلى حكم عسكري إمامي متسلط في بلاد الحواشب وان قبائل الحواشب لم تقبل احتلال أراضيها منذ أكثر من 500 عام ودافعت عن أرضها وكرامتها في كل ظرف ومرحلة وثورة وآخرها 2015م.
إننا في بلاد الحواشب لا نحصد إلا الإقصاء من السلطة والأضرار من الاستثمار وقلة الذوق والاحترام من تعامل السلطة في المحافظة، وكل ذلك كان لابد من تصحيح مساره وهو ما أقره شيوخ ووجهاء قبائل الحواشب في اجتماعهم الأخير من تفعيل العمل الميداني بعد فشل العمل السياسي والمناشدات الكثيرة لدى الجهات المسؤولة لمعالجة هموم وقضايا أبناء الحواشب والتي لم تجدي نفعا ولم تلقى آذان صاغية أو أي إستجابة.
أن حلف قبائل الحواشب لن يقف مكتوف الأيدي عند الاعتصام السلمي أمام بوابة المصنع إذا لم تتم الإستجابة السريعة لمطالب المواطنين المشروعة وترك التسلط على حقوق الآخرين، فنحن نطالب (بإنزال لجنة من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ومن رئاسة مجلس الوزراء إلى ساحة الاعتصام) لمعالجة قضايا وهموم أبناء الحواشب وعدم ترحيلها.