د. عمــر العــودي
من اهم المسائل العملية التي يتوجب على اليساريين القيام بها هي الانتقال. من الجانب النظري الفكري والسياسي الى القرب من اطياف وشرائح المجتمع وتصحيح اللبس في المفاهيم التي تراكمت في الوعي الجمعي للمجتمع عن اليسار والفكر اليساري. ومن هذه التدابير العملية. فتح قنوات للحوار مع خصوم اليسار التقليديين. من رجال الدين و نخب الفكر الراسمالي. الاستبدادي على رغم المخاطر التي قد تترافق مع هذا من صدام مع تلك التيارات التي تنطلق في الاساس من العداء المباشر لليسار. ومحاربته من خلال حملات القمع والتشويه للفكر اليساري وتكفير اليسار من قبل رجال الدين..، الا ان الحوار ممكنا مع كافة الاطياف في المجتمع. بل ضروري لترسيخ ثقافة التعايش والتسامح واحترام الراي والراي الاخر. وخلق و تعزيز الثقة المتبادلة بين جميع الاطراف . .
الا انه من اجل نجاح اي حوار مع التيارات الدينية لابد من التخلي عن اصدار الاحكام المسبقة وفتاوى التكفير كشرط اساسي. لادارة حوار مثمر وناجح مبني على ايجاد مقومات الثقة المتبادلة بين جميع الاطراف .
ان حوار اليسار مع رجال الدين ممكنا ، بل هو ضروريا لعدة أسباب:
1. التفاهم المتبادل: يُساعد الحوار على فهم وجهات نظر الطرفين بشكل أفضل، ويُقلّل من سوء الفهم والتشويه.
2. البحث عن نقاط مشتركة: على الرغم من الاختلافات، قد يتفق اليسار ورجال الدين على بعض القيم والمبادئ، مثل العدالة الاجتماعية والمساواة.
3. معالجة القضايا المشتركة: يواجه المجتمع العديد من التحديات، مثل الفقر والفساد، ويمكن للطرفين العمل معاً لإيجاد حلول.
ولكن هذا الحوار يواجه بعض التحديات منها:
1. اختلاف الأيديولوجيات: تختلف أفكار اليسار ورجال الدين بشكل كبير، مما قد يُعيق الحوار البناء.
2. التشكيك بالقضايا الإيمانية: قد يُحاول بعض رجال الدين التشكيك في إيمان اليساريين، مما قد يُؤدّي إلى توترات.
3. سلاح الفتاوى التكفيرية: قد يُستخدم هذا السلاح من قبل بعض رجال الدين ضدّ اليساريين، مما يُخلق بيئة من الخوف وعدم الثقة وينتج عنه فشل اي حوار معهم.
ومن اجل ان يخوض اليسار حوارًا ناجحًا مع التيارات الدينية هناك بعض المقومات التي يجب اتباعها؛
1. الاحترام المتبادل: يجب على اليساريين احترام معتقدات رجال الدين، والعكس صحيح.
2. التركيز على القواسم المشتركة: يجب التركيز على القيم والمبادئ التي يتفق عليها الطرفان.
3. الاستماع باهتمام: يجب على كل طرف الاستماع باهتمام لوجهة نظر الطرف الآخر.
4. الابتعاد عن الاستفزاز: يجب على اليساريين تجنب استفزاز رجال الدين، والعكس صحيح.
5. الصبر: قد يستغرق الحوار وقتًا طويلاً، لذا يجب التحلي بالصبر.
6. التعاون في القضايا المشتركة: يمكن للطرفين العمل معاً في مجالات مثل العدالة الاجتماعية والمساواة.
ان حوار اليسار مع رجال الدين ممكن، بل هو ضروري لتعزيز التفاهم المتبادل ومعالجة القضايا المشتركة. ومع ذلك، يجب على الطرفين احترام بعضهما البعض والتركيز على القواسم المشتركة.
والتركيز على نقاش المواضيع الدنيوية والقوانين الوضعية التي تكفل الحقوق والحريات وتؤسس للسلم الاحتماعي وثقافة التعايش والتسامح في المجتمع.ونبذ التعصب.بكافة اشكاله.
كما ان قراءة ونقاش النصوص الدينية مع رجال الدين: يمكن أن يساعد ذلك على فهم الدين بشكل أفضل، وتحديد نقاط الاتفاق والاختلاف مع اليسار.
المشاركة في فعاليات مشتركة: يمكن أن يساعد ذلك على بناء علاقات إيجابية بين اليساريين ورجال الدين.
دعم الحركات الديمقراطية: يمكن أن يساعد ذلك على خلق بيئة أكثر حرية وديمقراطية للحوار.
ومن الأمثلة على حوارات ناجحة بين اليسار ورجال الدين:
1. حوار اليسار مع رجال الدين في أمريكا اللاتينية: ركز هذا الحوار على قضايا مثل العدالة الاجتماعية والتحرير من الاستعمار.
2. حوار اليسار مع رجال الدين المسيحيين في أوروبا: ركز هذا الحوار على قضايا مثل السلام والعدالة الاجتماعية.
هذه الأمثلة تُظهر أن حوار اليسار مع رجال الدين ممكنا، بل يمكن أن يكون مثمرًا وان تم هذا الحوار في ظل الكثير من الصعوبات.