منيف خالد الرُبيح
في إحدى المناطق النائية أنتشر مرض العمى ومنذُ تلك الفترة عاشَ سُكان القرية في إنعزال تام عن العالم وإنقطاع جل التقنيات الحديثة عنهم تكيفَ مُعظم هذه القرية في تعايشهم الخاص ببعضهم البعض جيلًا بعد جيل وصار كُل واحد منهم يعشق عالمهم الخاص وأنطباعاتهم الخاصة بهم
وذات يومً إذ برجل تائة أفقد طريقة وتخبطى حتى اتجـه نحو تلك القرية المعروفة بقرية العُميان حينئذ تمكن من الوصول إليه وعلى مشارف تلك القرية إذ به يسال نفسه ترى أين انا وفي اي عالم حينها قام بنظرات خاطفة نحو القرية متعجبًا بهمجية بناء المنازل وعشوائية ترتيبها وطلائها بألوان صارخة وغير عاديه يخاطب نفسهُ ترى الذي بنى هذه المنازل يبدو بانهُ اعمى ولن يهتم بالشكل والمنظر
تمكن الرجل من القدوم حتى صار بينهم اذ يتفاجى بعدم رؤيته وعدم النظر امامه وبقدومه وهما بجانة يمرون حينها ادرك بانهُ في بلد”العُـميـان وعندئذ خاطبَ إحدى المارة بجانبة متسائلًا هل احد منكما أدركني وادرك قدومي نحوكم فذهب نحو مجموعه يسألهم ! هل تبصرون
انهالت عليه الاسئلة ما معنى يبصرون؟؟ وبما يبصرون! وهل حقًا ما قلته منطقي ام جنون سخرَ الجميع من الرجل بل والى ابعد من ذلك واتهموه بالجنون وقرر البعض قلع عيناه لانهما مصدر هذيانه وجنونه.. لم ينجح الرجل في شرح معنى البصر فهربَ منهما قبل ان يقتلعوا عينيه وهو يتساءل كيف يصبح العمى صحيحًا بينما البصر مرضًا؟..
بلد العُميان هذا هو كل مُجتمع تسوده الطائفة البغيضة والشخصنة وكره الآخر المختلف والتبرير لإيصال الأذى لكل من أختلف عنهم بلد العمُيان هو ذاك المُجتمّع الذي يوجد افراده جل همهم ماذا يأخذون منه لا ماذا يقدمون لهُ