كريتر نت – متابعات
على عكس حال الولايات التي شهدت انتخابات تمهيدية من قبل، لم تحتفل حملة الرئيس جو بايدن بفوزه ليلة أمس بولاية ميشيغان، إذ خسر بايدن أصوات أكثر من 100 ألف ناخب ديمقراطي ممن صوتوا بـ”غير ملتزم”(Uncommitted) بنسبة وصلت إلى 13.2% أو ما يعادل 102 ألف ناخب مع فرز ما يقرب من 85% من الأصوات.
وتعد هذه النسبة انتصارا لحركة عدم التصويت لبايدن على خلفية دعمه الكامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ولم تعكس نتائج الانتخابات التمهيدية في ميشيغان تقييم قوة الرئيس بايدن في إحدى أهم الولايات المتأرجحة التي تمثل ساحة معركة رئيسية أمام غريمه المرشح الجمهوري دونالد ترامب فحسب، بل ستكون أيضا بمثابة اختبار حاسم لثمن رفض بايدن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
على عكس حال الولايات التي شهدت انتخابات تمهيدية من قبل، لم تحتفل حملة الرئيس جو بايدن بفوزه ليله أمس بولاية ميشيغان، إذ خسر بايدن أصوات أكثر من مئة ألف ناخب ديمقراطي ممن صوتوا بـ uncommitted “غير ملتزم” بنسبة وصلت إلى 13.2% أو ما يعادل 102 ألف ناحب مع فرز ما يقرب من 85% من الأصوات .
وأدى دعم بايدن القوي لإسرائيل، لإثارة غضب كتلة كبيرة من المسلمين والعرب الأميركيين، ولا سيما في مدينة ديربورن، موطن واحدة من أكبر الجاليات العربية الأميركية في الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أنه في انتخابات 2020، صوت ما يقرب من 20 ألف ناخب ديمقراطي فقط لـ”غير ملتزم”، (وهو ما شكل 1٪ فقط من إجمالي أصوات الديمقراطيين في ذلك العام).
ما هو التصويت غير الملتزم؟
تضمنت قائمة مرشحي كل حزب خانات بأسماء المرشحين، إصافة لخانة “غير ملتزم” (Uncommitted). وعندما يختار الناخب “غير ملتزم”، فهذا يعني أنه يمارس تصويتا حزبيا، أي يصوت للديمقراطيين، ولكنه غير ملتزم بأي من المرشحين المدرجين في بطاقة الاقتراع.
ومن بين الذين صوتوا بـ”غير ملتزم” النائبة ذات الأصول الفلسطينية، رشيدة طليب، التي قالت في مقطع فيديو “مرحبا بالجميع، أنا رشيدة. لقد كنت فخورة اليوم لأنني دخلت وسحبت بطاقة اقتراع للحزب الديمقراطي، وأصوت بدون التزام”. وأضافت “يجب أن نحمي ديمقراطيتنا، ويجب أن نتأكد من أن حكومتنا تعتني بنا”. وبادرت طليب بدعم مجموعة “استمع إلى ميشيغان”، وهي مجموعة تدعم الاحتجاجات ضد بايدن في الانتخابات التمهيدية.
وتابعت طليب “عندما يؤيد 74% من الديمقراطيين في ميشيغان وقف إطلاق النار، ولا يسمعنا الرئيس بايدن، تكون هذه هي الطريقة التي يمكننا من خلالها استخدام ديمقراطيتنا لنقول استمعوا إلينا”.
ويأمل منظمو حملة التصويت بـ”غير الملتزم” بأنهم إذا تمكنوا من تقليص هامش فوز بايدن في ميشيغان، فيمكنهم الضغط عليه لتغيير المسار واستخدام نفوذه مع الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها.
وإذا تجاوز التصويت غير الملتزم نسبة 15% في أي من دوائر الكونغرس، أو على مستوى الولاية ككل، فسترسل ميشيغان على الأقل بعض المندوبين إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس/آب ممن لم يتعهدوا بالتصويت لبايدن.
الترويج لبايدن
اختلفت انتخابات ميشيغان عن بقية الانتخابات التمهيدية الأخرى حتى الآن، حيث جاءت بمثابة استفتاء على دعم بايدن لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة.
الناخب الديمقراطي ذو الأصول المصرية عصام الرفاعي، يعيش بمنطقة ديربورن وسبق له التصويت لبايدن في انتخابات 2020، صوت أمس بـ”غير ملتزم”، وقال في حديث للجزيرة نت “أعتقد أنها فرصة عظيمة لإيصال رسالة إلى إدارة بايدن مفادها أن الناس هنا في ميشيغان قلقون بشأن ما يجري في غزة، وأن هناك مجموعة كبيرة من الناس يريدون وقف إطلاق النار، في حين يرفض بايدن ذلك حتى الآن”.
وشهدت الأيام والأسابيع الماضية زيارات عدد من مسؤولي إدارة الرئيس لحث قادة الجالية العربية والإسلامية على التصويت لبايدن في الانتخابات التمهيدية، وتحدثوا كذلك إلى الناخبين الذين يعد دعمهم أمرا حاسما في ولاية يجب أن يفوز بها بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إذا أراد الفوز بفترة حكم ثانية.
ولم تنجح جهود الإدارة في محاولتها لتعبئة الناخبين، رغم ترويجهم لسجل بايدن وتحذيرهم من عواقب وصول المرشح الجمهوري ترامب للبيت الأبيض مرة أخرى.
وغرد عابد أيوب، مدير اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز عبر موقع إكس، وقال عقب انتهاء التصويت “نتائج تصويت مدينة ديربورن: غير ملتزم (3703 صوتا) بنسبة 75٪ من إجمالي المصوتين. في حين حصل جو بايدن على 1141 صوتا (23٪). هناك تغيير كبير يحدث في ميشيغان، خبراء واشنطن أخطأوا مرة أخرى”.
استمع إلى ميشيغان
وتطلع المنظمون لحملة “استمع إلى ميشيغان”، وهي المجموعة التي تقف وراء جهود التصويت بـ”غير ملتزم”، إلى الفوز بـ10 آلاف صوت، وهو ما يعادل هامش فوز ترامب في الولاية في انتخابات عام 2016.
وأوضح قادة الجالية العربية والإسلامية الأميركية بالولاية أن التصويت غير الملتزم هو البديل المناسب لتبرير شعورهم مرة أخرى بأنهم غير مؤثرين وغير مهمين من قبل الإدارة الأميركية.
ومع أن فوز بايدن بالولاية في عام 2020 كان بنحو 150 ألف صوت، إلا إن هامش الفوز كان أضيق بكثير في عام 2016، عندما هزم ترامب هيلاري كلينتون بنحو 11 ألف صوت.
وقالت المجموعة التي تقود حملة الاحتجاج إنها تأمل في الحصول على الأقل على هذا العدد من الأصوات بهدف بعث رسالة إلى حملة بايدن حول التكاليف السياسية المحلية لموقفه من الصراع الذي يشار إليه بشكل متزايد على أنه إبادة جماعية.
بايدن وتغيير المسار
لا يستطيع بايدن تحمل خسارة أصوات عرب ومسلمي ولاية ميشيغان، التي أصبحت أحد أهم الولايات المتأرجحة في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وتعد ولاية ميشيغان موطنا لأكثر من 300 ألف أميركي من أصول شرق أوسطية، ولا يشمل هذا العدد الفئات الأخرى التي لا توافق على الحرب في غزة، ولا سيما الشباب والأقليات.
في الوقت ذاته، يؤمن عدد من المعلقين الديمقراطيين أن الناخبين العرب والمسلمين لن يخاطروا بعدم التصويت لبايدن لإيمانهم أن منافسه دونالد ترامب سيكون أسوأ منه بكثير، حيث تعهد بمنع اللاجئين من غزة من دخول الولايات المتحدة، واقترح السماح للعدوان الإسرائيلي بالاستمرار حتى تحقيق أهدافه.