كريتر نت .. لحج
كشف الفنان القدير علي الكومي الحوشبي في حديث لوسائل الإعلام بداياته الأولى في عالم الفن والشعر والأدب ومن الشخص الذي أكتشف موهبته كواحد من المبدعين المعاصرين في محافظة لحج الذين يشار اليهم بالبنان.
وقال الكومي، كنت في التاسعة من عمري وقد كنت راعيا للاغنام حق والدي، كنت شغوفا جدا لسماع الاغاني الهادفة، ويشدني كثيرا سماع صوت العود، اكاد اقف دون حركة كلما سمعت نغمة من نغمات العود، كانت إذاعة عدن تبث الأغاني المحلية والعربية الأصيلة، ياباهي الجبين واغنية بسألك بالحب،،ولوعتي والاغاني الحضرمية الخ،،وذات يوم كنت ذاهبا لرعي الاغنام مارا بالمخلف، والمخلف هو الطريق التي يمر بها بين بيوت الجيران عند ابناء المنطقة، كنت اغني أغنية بسألك بالحب يافاتن جميل وباعلى صوت حيث لايوجد احد في الطريق، اغني من قلبي فسمعني الحاج محسن احمد سعيد العشلة (حيا يرزق) كان العشلة معه دكان في جانب بيوتنا ولما سمعني صاح ياسلام، واخبر الجيران الذين كانو تلك الايام قليلين جدا عشرة بيوت متجاورة تقريبا، المهم كان العشلة يذهب للسعودية كمغترب ويعود وذلك اليوم كان قد عاد الى القرية تقريبا منذو شهر واحضر معه مسجل سانيو خشب كانت هذه المسجل تعتبر ارقى الصناعات ابان تلك الفترة، ومن مميزاتها ان فيها ميك صغير يوضع فيها وبموجات اف ام يمكن ان تتكلم وتغني وهي كالميكرفون تبث، المهم في المساء صمم العشلة على ان اجي الى امام دكانه واغني ودعى الجيران الحجة هدية الحاج الله يرحمها والحجة كدمه رحمها الله وقائد حيدرة حمادي وعبده حازم وغيرهم من شباب المنطقة، المهم دون خوف غنيت واطربت علما اني كنت اغني واضرب على (قصعة دانو) استعملتها كطبل والشباب يسمع والعجاجز والجيران، ومن الاغاني التي غنيتها اغنية هندية (اكسني مبري هيه دنيا) مانا داري ايش تقصد بس تلك الايام كانت رائجة في التلفزيون، المهم من يومها وسكان القرية اول مايشوفني حد يقول غني اسئلك بالله وهكذا هي البداية.
وأضاف: عندما كنت في المدرسة كان المدير انذاك عبد الحبيب محمود (حيا يرزق) كان قد فطن الى موهبتي فسلمني زمام الاذاعة المدرسية وكنت اشرف على الطابور الصباحي يوميا ولايدخل الطلاب الصفوف الا بعد ان اعطي الامر بذلك، اتذكر ان الاستاذ عبداللطيف محمد عبدالله، والاستاذ علي سيف حمودة الله يرحمه، والاستاذ محمد محمود هاشم (الزبيري) والاستاذ حسن علي والاستاذ عدنان محمد غالب سعيد، والاستاذة نجاة علي فرج كل هؤلاء كانو يعاملوني احسن معاملة ويقدرون موهبتي، وكنت رسام ماهر واقوم بعرض رسوماتي على الاستاذ عبد اللطيف محمد عبدالله (اتمنى له الشفاء من الله) فيسمعني كلام راقي ويحفزني للابداع انذاك منت ايضا شغوفا بقراءة مجلة ماجد للصغار واموت في البحث عن زينة التي تختبئ بين طيات المجلة كما كنت اقراء سلسلة كتاب (رحلات في الوطن العربي) وكان يتحدث عن كل دولة عربية بكل تفاصيلها باصدار منفرد لكل دولة وكان الاصدار الذي اطالع فيه عن مصر وما اروع السرد القوي والجميل في هذا الكتاب طبعا لن اتناول وضعي الاسري وحال العيش مع اسرتي انذاك لان فيه من الالم مايندى له الجبين، هكذا هي اللحظات الاولى لي فنياولكن في الصف الثالث تغير النشاط عندي بانشاء الطلائع والاتيان بربطة العنق الحمراء للطلائع فكنا نغني انا وزملائي في الصف لوحدنا وممن كان معي في فرقتي الطلائعية زملائي في الفصل وهم: جميل احمد صالح واحمد السورقي، فضل مقبل، محمد ناصر مانع، مجيب علي احمد، صلاح حسن، محمد عبده البكيلي، وغيرهم من الطلاب الذين كنا ننشد ونغني بثقافتنا الخاصة ومما نسمعه من اذاعتنا المدرسية واذاعة عدن، وبعدها اجت دراسة محو الامية عصرا فاتى مدرسا لمحو الامية الاستاذ عبده كرد، ولنا معه حكايات وحكايات حيث دعاه مدير المدرسة ليعزف لنا اناشيد للمشاركة في مهرجان الطلائع في عاصمة المركز المسيمير انذاك، صعق الاستاذ عبده سعيد كرد وهو يسمع اصواتنا وانسجامنا وحسن ادائنا فقد كنا فرقة متميزة جدا كنت انا قائد الفرقة، فقرر الاستاذ عبده سعيد كرد اعطائنا انشودة (من اجل الكرامة قامت ثورتي) وانشودة يهناك يا شعب اليمن يهناك عيد الحرية) لم يبذل الاستاذ جهدا كبيرا في تعليمنا فقد اعجب بمهارة الطلاب وقدرتهم على الاداء والحفظ وقال للمدير هؤلاء صغار في اعمارهم كبار في عقليتهم وعليك الاهتمام بهم خاصة الولد النحيل علي الكومي هذا موهبة خارقة فقد اذهلني اداءه (الله يطول بعمر ابو علاء) المهم ذهبنا للمشاركة في المهرجان وانشدنا وانذهل الجميع لادائنا، وبعد المهرجان ترك الاستاذ كرد العمل في محو الامية وعاد الى لحج، بينما تأسفنا لذلك لاننا معناه سنعود للغناء بلا عود ومحد با يعزف لنا، لكن استمر نشاطنا الفني في المدرسة وكنا يقسمونا لمجموعات نقوم بغرس الاشجار ونظافة المدرسة والانشاد واللعب بالكرة وياليت تلك الايام تعود لكن توقف نشاطي الفني عندما تم نقلنا الى عاصمة المركز لدراسة الصف الثامن وما تبقى من المرحلة الابتدائية والثانوية في مدرسة عباس، وسنسرد احداثها لاحقا اذا ما طال بنا العمر.