اللواء. علي حسن زكي
إن التسوية السياسية بما ورد في مهام مراحلها الثلاث قد انطوت على تغييب لقضية شعب الجنوب وإيرادها مجرد قضية خلافية يتم حلها ضمن القضايا الخلافية الأخرى بما هي قضية وطن أرض وشعب ودولة وهوية وتاريخ وهي جذر المشكلة وأُس الحل، فيما انطوت على محاولة استبعاد المجلس الإنتقالي بما هو الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب والمفوَّض شعبياً برئاسة رئيسه – القائد عيدروس قاسم الزبيدي لتمثيله في استعادة دولته ومتواجداً على امتداد الساحة الجنوبية.
ولذا يكون من قبيل العبث ومحاولة خلط الأوراق وتفخيخ التمثيل الجنوبي إن هي -التسوية- أرادت استبعاده واعتباره ضمن مكونات الشرعية ومكونات تم ويتم تفقيسها مجرد مسميات لا وجود لها في الواقع ولا تستطيع أن تُحَرِّك عشرة نفر في الشارع الجنوبي ساء ما يعملون!.
إن خلطة كهكذا تأتي مترافقة أيضاً مع ما تقوم به جماعة الحوثي من عدوان وتصعيد عسكري واستهداف السفن المدنية في ممرات الملاحة الدولية في خليج عدن وباب المندب ومنها السفينة «روبيمار» وإعطابها وغَرَقها في مياه البحر الأحمر نتيجة ذلك وما سينتج بفعل المواد الكيماوية السامة من تلويث للبيئة وإلحاق الضرر بالأحياء البحرية والأسماك بما هي -الأسماك- مصدر دخل الصيادين الوحيد ومادة أساسية في حياة المواطنين وغذائهم.
وفي سياقه ما تم من اعتداء جماعة الحوثي أيضاً على السفينة التجارية المحملة بالغذاء والدواء لشعب الجنوب الوارد من خلال ميناء عدن فضلاً عن ما جرى ويجري من تحشيد وتحركات عسكرية للجماعة ومحاولات إختراق الجبهات الجنوبية في خطوط التماس على الحدود الدولية الفاصلة بين البلدين الجارين الجنوب والشمال وعلى امتدادها متزامناً كل ذلك مع تصريح أحد قادتها -الجماعة- أن تحرير عدن واجب ديني وأخلاقي!
إن هدف شعب الجنوب استعادة دولته كاملة الحرية والسيادة والاستقلال وتحقيق كامل تطلعاته وبناء مستقبله المنشود قد عمَّده بنضالاته وبدماءه وتضحياته ومعاناته ولا زال وسيواصل حتى الخلاص والنصر أو الشهادة، فيما سيادته الوطنية على أرضه محروسة بعون الله وتوفيقه وتضحيات شعب الجنوب وثباته وصمود واستبسال قواته المسلحة والأمنية وعبثاً قد حاول الحوثيون ويحاولون! إن كانوا يتَّعظون!
إن كل ما سلف استعراضه يأتي في ضل وضع إقتصادي منهار وتصاعد ارتفاع أسعار العملات الأجنبية وتراجع مستمر لسعر العملة المحلية وفقدان قيمتها الشرائية وارتفاع مخيف للأسعار وعدم انتظام صرف المرتبات: شهران مضت والثالث في الطريق والموظفين بدون راتب ناهيكم عن تردي في الخدمات العامة وشهر رمضان الكريم على الأبواب وحدِّث لا حرج!.