كريتر نت / كتب – الدكتور محمد علي السقاف
بالرغم ان جامعة الدول العربية تأسست قبل الامم المتحدة بأشهر قليلة وقبل المنظمات الأوربية بأكثر من عقد و قبل منظمة الوحدة الأفريقية التي تحولت الي الاتحاد الأفريقي بعدة عقود فانها أصبحت مجرد مرآة لدولها الأعضاء لا تمتلك هامش ولو ضئيل في بلورة موقف مشترك للدول العربية فهي ليست منظمة تتجاوز مواقف دولها الأعضاء .
وعليه كا المعتاد لم تقدم اجتماعات قمة تونس اي جديد مجرد تكرار لبيانات مؤتمرات القمم السابقة باستثناء قمم الستينات والتي كانت بعض القيادات العربية ذات الكاريزما الخاصة مثل فترة الزعيم جمال عبد الناصر والملك فيصل ملك السعودية .
والنقطة الجميلة في اعلان قمة تونس الموقف العربي الموحد ازاء قرار ترامب الرئيس الامريكي بخصوص سيادة اسرائيل للجولان خلافاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي التي تدين احتلال أراضي الغير بالقوة وعدم الاعتراف بها .
ومن حسن الطالع ان دول الاتحاد الاوروبي حلفاء امريكا وقفت موقفاً متناسقاً مع المقررات الدولية بعدم الاعتراف بقرار ترامب المتعلق بالجولان وكذلك اغلب بقية دول المجتمع الدولي.
برغم ان معظم خطب القادة العرب في تونس لم تقدم الجديد في كلماتها لكنني شخصياً أعجبت بخطاب الرئيس التونسي الباجي السبسي وكلمة امين الجامعة العربية احمد ابو الغيط كلمة تعكس ثقافته العميقة وافكاره المرتبة وهو الذي تولي وزارة الخارجية المصرية في عهد حسني مبارك ، واشير في الاخير الي كلمة الرئيس هادي انه من المؤسف ان كثيرا من مواقع التواصل الاجتماعي ارادت مسخرة تاريخ انطلاق عاصفة الحزم حين اخطأ وذكر ١٩١٥ ولكنه تدارك ذلك مباشرة بالتصحيح في ٢٠١٥ وتصويبه في التاريخ تم قطعه والاكتفاء بتسجيل الخطأ الاول ١٩١٥ .
وهناك خطأ حقيقي هذه المرة جاء في خطابه بإشارته الي تطلعات الشعب الفلسطيني لدولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهو امر جميل ولكنه ليس مطلب السلطة الفلسطينية نفسها المطالب بالحرية والاستقلال كما ذكرها اليوم ابو مازن .
” لدولتنا وعاصمتها القدس الشرقية ” وليست القدس كلها
في الخلاصة : رمزية انعقاد القمة في تونس التي شهدت بداية ماسمي بالربيع العربي وما يحدث في الجزائر من حراك شعبي مطالب برحيل جميع القيادات السياسية القديمة والحالية من اجل تغيير حقيقي وديمقراطي للجزائر هي رسالة للداخل الجنوبي واليمني وبقدوم أنظمة عربية مختلفة ستعكس ذلك ايجابا علي وجه جديد ايضا للجامعة العربية لتلحق بمستواي المنظمات الإقليمية والدولية الأخري هل هي اوهام ام احلام قد تتحول الي حقيقة في المستقبل غير البعيد .