كريتر نت – متابعات
حمّلت لجنة تحقيق رسمية إسرائيلية، الأربعاء، 4 مسؤولين بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مسؤولية شخصية عن حادث تدافع متدينين إسرائيليين في جبل ميرون شمالي البلاد عام 2021، أدى إلى مصرع 45 شخصا، دون توصية بمعاقبته.
ويأتي هذا التقرير في خضم المشاكل التي يواجهها نتنياهو داخل حكومته المصغرة جراء الحرب في قطاع غزة، وفي علاقته مع عدد من الدول الغربية لاسيما حليفته اللصيقة الولايات المتحدة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “نُشرت ظهر اليوم (الأربعاء)، استنتاجات لجنة التحقيق الرسمية حول فاجعة التدافع في جبل ميرون، والتي أودت بحياة 45 مواطنا قبل 3 سنوات”.
وأضافت “حمّلت اللجنة الشخصيات التالية المسؤولية الشخصية عن الحادث: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكنها لم تصدر أي توصية عملياتية بشأنه، ووزير الأمن الداخلي آنذاك أمير أوحانا وأوصت بألا يتولى هذا المنصب في المستقبل، ووزير الأديان آنذاك يعكوف أفيتان مع توصية بألا يتولى منصبًا وزاريا”.
وبحسب الهيئة العبرية “أوصت اللجنة بأن يتم تحديد موعد لإنهاء مهامّ منصب المفتش العام للشرطة يعكوف شابتاي”.
وقالت لجنة التحقيق في تقريرها، إنها توصلت إلى أن “نتنياهو يتحمل مسؤولية شخصية في هذه المأساة، لأنه كان يعلم عن وجود عيوب في المكان، أو كان ينبغي أن يعلم أن الموقع تمت صيانته بشكل سيّئ لسنوات، ويمكن أن يشكل خطرًا على حياة العديد من المشاركين” في الاحتفال الديني.
وأشارت إلى أن نتنياهو “لم يتصرف كرئيس للوزراء كما هو متوقع، لتصحيح هذا الوضع”. كما أوصت اللجنة بدراسة إمكانية الشروع في تحقيق جنائي ضد 4 اشخاص، هم: مسؤول في شرطة لواء الشمال عن إصدار تراخيص، ومهندس الأمان، ومديرا الأمن في الموقع، وفق الهيئة العبرية.
وأعلن المفوض العام للشرطة شبتاي، أنه يقبل المسؤولية عن الفاجعة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان “المفوض العام شبتاي، كما فعل دائمًا في جميع أدواره، يتحمل المسؤولية الكاملة”. وأضافت “طلب المفوض العام شبتاي الاستقالة بداية العام، لكنه استجاب لطلب الحكومة بالبقاء في ظل ظروف الحرب، وسيتنحى بعد 40 عاما من الخدمة، بمجرد أن تقرر الحكومة ذلك”.
ومن جهته، علّق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في منشور على منصة “إكس”، الأربعاء، قائلا “نتنياهو غير مؤهل، كان عليه أن يستقيل في اليوم التالي للكارثة، وهذا ما سيفعله أي رئيس وزراء في دولة أخرى”.
وأضاف “والآن يأتي هذا التقرير ويقول كل شيء، احترامًا لضحايا جبل ميرون، ولمنع الكارثة القادمة، يجب عليه (نتنياهو) العودة إلى المنزل (الاستقالة)”.
وتابع لابيد “لو كان نتنياهو مواطنًا عاديًا لكان سيحاكم اليوم بتهمة التسبب في الوفاة بالإهمال ولدخل السجن، وكانت أعذاره وتفسيراته في اللجنة مظهراً مثيراً للشفقة، للجبن والتهرب من المسؤولية”.
وفي 30 أبريل 2021، وبمناسبة الزيارة السنوية لقبر حاخام يُدعى شمعون بار يوحا يعود للقرن الثاني الميلادي، احتشد عشرات آلاف اليهود الأرثوذكس في موقع في جبل ميرون، شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان.
ووقع التدافع أثناء احتفال يتم خلاله الفصل بين الجنسين، في قسم الرجال، عندما كان المشاركون ينتقلون من مكان إلى مكان عبر ممر ضيق ما لبث أن تحوّل إلى نقطة اختناق مميتة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.
وجاءت هذه التطورات فيما تتزايد الخلافات داخل الحكومة التي يرأسها نتنياهو وتتعالى الأصوات التي تطالبه بالتنحي.
فإلى جانب التوترات مع عدد من الدول الحليفة في الخارج وعلى رأسها الولايات المتحدة جراء مقاربته للحرب على غزة، والحصار الذي فرضه على نحو مليونين ونصف فلسطيني، اشتعل الخلاف أيضاً عدة مرات بينه وبين وزير الدفاع يوآف غلانت حول القطاع، ومحادثات تبادل الأسرى مع حركة حماس.
كما لم يرض نهجه في صفقة تبادل الأسرى، المئات من أهالي الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر الفائت، والذين تظاهروا مراراً خلال الفترات الماضية، وما زالوا للضغط عليه.
إضافة لخلافه مع الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، والذي استعر بشكل خاص بعد زيارة الأخير إلى واشنطن، ومن ثم لندن، ما أثار غضب نتنياهو الذي أمر السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعدم المشاركة في الزيارة أو مساعدة غانتس بأي شكل من الأشكال.