كريتر نت – متابعات
“تاتشر” لقب يلصقه السياق والقدرات، برئيسة وزراء ايطاليا ، جورجيا ميلوني، المرشحة للعب على أوتار بروكسل وواشنطن في ولاية محتملة لدونالد ترامب.
وفي مناخ سياسي يذكر بعصر رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشر، تبرز رئيسة الحكومة الإيطالية كرمز لعودة المحافظين في أوروبا، ما يجعلها أكثر شبها بالمرأة الحديدية.
ويبدو أن ميلوني تسلك مسارا مختلفا للتحالف مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لتمهد الطريق لتفكك محتمل في بروكسل التي تتخوف من وصول الرئيس السابق، للبيت الأبيض مجددا.
ويثير نفوذ ميلوني المتزايد، خاصة في تشكيل موقف الاتحاد الأوروبي حول سياسات الهجرة والمناخ، الدهشة في جميع أنحاء بروكسل وخارجها.
وتؤكد التطورات الأخيرة موقع ميلوني الاستراتيجي داخل الاتحاد الأوروبي. وتسلط رحلتها الأخيرة إلى مصر لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الهجرة، الضوء على نفوذها على الدول ذات الثقل والشخصيات النافذة في الاتحاد الأوروبي مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
ومع اقتراب موعد انتخابات برلمان الكتلة الأوروبية في يونيو/حزيران، حيث يتوقع حدوث زيادة في تمثيل اليمين، تستعد ميلوني لقيادة هذا الهجوم الأيديولوجي، مما يدفع بروكسل نحو مواقف محافظة بشأن القضايا الحاسمة.
وعلى الرغم من تشكيك البعض في الاستقرار الاقتصادي لإيطاليا تحت قيادة رئيسة الوزراء، فإن معدلات تأييدها لا تزال مرتفعة بشكل مدهش عند 41 في المائة.
لكن الاختبار الحقيقي يكمن في كيفية استغلال رأس المال السياسي هذا، وترجمته إلى سياسات ونفوذ.
وفي حال حصل جو بايدن على ولاية أخرى، يتوقع أن تحافظ ميلوني على العلاقة الإيجابية القائمة بين حكومتها والبيت الأبيض. لكن عودة دونالد ترامب إلى السلطة، ستسهم في تعزيز مليوني علاقاتها مع الرئيس السابق المثير للجدل، وتؤكد نفسها كحليف أوروبي مهم.
ويشير ماركو داميلانو، وهو محلل سياسي إيطالي بارز، إلى اصطفاف ميلوني الفريد مع ترامب، ووصفها بأنها “السياسية الأقرب شبها للرئيس الأمريكي السابق داخل إيطاليا”.
ويتابع “مهارة ميلوني في الدبلوماسية، والتي تمتد بين المواقف المؤيدة لأوكرانيا والمؤيدة لحلف شمال الأطلسي، وفي نفس الوقت مغازلة الفصائل المناهضة لأوكرانيا داخل الحزب الجمهوري، تُظهر مهارتها في اللعب على أرض الملعب لصالحها”.
ويعكس النهج الذي تتبناه رئيسة الحكومة الإيطالية، استراتيجية دبلوماسية دقيقة، حيث تتجنب التحول إلى دولة منبوذة في أوروبا في الوقت الذي تمارس فيه قدراً كبيراً من النفوذ على سياسات الاتحاد الأوروبي”.
ووفق داميلانو، تبرز قدرة ميلوني الهائلة، على الحفاظ على العلاقات مع القادة عبر الطيف السياسي، رئيسة الحكومة الإيطالية، كقوة هائلة في السياسة الأوروبية، مما يزيد الاحتمالات بأن تعيد تشكيل مسار القارة بالتعاون مع شخصيات مثل ترامب.