كريتر نت – متابعات
قالت مجلة “نيوزيوك” الأمريكية إن الوقت حان للولايات المتحدة لخلع القفازات في مواجهة جماعة الحوثي والحرس الثوري الإيراني معا، راد على تصعيد الهجمات في البحر الأحمر.
وقالت المجلة في تحليل للدبلوماسيين خورخي نيري وسالي سي بايبس : لقد تركت أولويات واشنطن غير الصحيحة في الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي عشرات الملايين عرضة لعدوان الحوثيين المدعومين من إيران، الذين قتلوا ثلاثة بحارة مدنيين هذا الأسبوع في هجوم صاروخي على سفينة شحن في البحر الأحمر”.
وأضافت “بدعم من طهران، شنت قوات الحوثي هجمات شبه يومية بالصواريخ والطائرات بدون طيار وارتكبت أعمال قرصنة واحتجاز رهائن منذ أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى تعطيل الاقتصاد العالمي ويهدد بحرب أوسع نطاقا”.
وتابعت “من الأهمية بمكان أن تتحرك الولايات المتحدة إلى ما هو أبعد من أنصاف التدابير التي اتخذتها، وأن تنهي الأزمة، وتستعيد الاستقرار”.
وذكرت أنه في ظل الظروف العادية، يمر 12% من التجارة العالمية المنقولة بحرًا عبر البحر الأحمر. لكن في الأشهر الأخيرة، يتجنب مشغلو النقل البحري بحر الريا في حالته المتدهورة ويختارون الوصول إلى أوروبا أو الأمريكتين عبر رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، مما يضيف حوالي أسبوعين إلى رحلاتهم. وهذا أمر مكلف بالنسبة للمستهلكين والشركات على حد سواء الذين يعانون من بعض سلاسل التوريد المعطلة، ولكن هذا التحدي سوف يتضاءل مقارنة بالأزمة التي سوف تتكشف إذا سمح لإيران والحوثيين بمواصلة تصعيد هجماتهم”.
ومما جاء في التحليل أنه لسوء الحظ، يظهر الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة قادرة على تأمين حرية الملاحة والسلامة في البحر الأحمر إلا أنها غير راغبة في ذلك.
وقال “في وحين ردت الولايات المتحدة على العدوان الحوثي بغارات جوية، وألحقت الهجمات أضرارا، أو دمرت 93 في المئة من الأهداف، فقد بلغ مجموع الأهداف المستهدفة أقل من ثلث القدرات الهجومية للحوثيين”.
وشدد التحليل إلى أن هناك حاجة إلى رد أقوى بكثير للقضاء على الخطر، وردع كل من الحوثيين وقادتهم الإيرانيين.
وقال “يجب على الولايات المتحدة إغراق “بهشاد”، وهي سفينة تجسس خاضعة لعقوبات أمريكية يديرها الحرس الثوري الإسلامي لجمع المعلومات الاستخباراتية نيابة عن الحوثيين، وكذلك تدمير جميع الأهداف العسكرية والاستخباراتية في إيران، التي تدعم الحوثيين، بما في ذلك مواقع الحرس الثوري الإيراني وقواعد الصواريخ والطائرات المسيّرة”.
وأفاد “من شأن القيام بذلك أن يبعث برسالة واضحة مفادها أن هجمات الحوثيين غير مقبولة، وأن رعاية الإرهاب مكلفة، وأن الولايات المتحدة قادرة وراغبة في استخدام القوة الساحقة للدفاع عن نفسها ومصالحها، ومصالح حلفائها”.
واستدرك “يجب على إدارة بايدن ألا تضرب أهداف الحوثيين فحسب، بل أيضا وأهداف الحرس الثوري الإيراني على الأراضي اليمنية. ولحزب الله والحرس الثوري الإيراني مستشارون على الأرض في اليمن، بمن فيهم عبد الرضا شهلائي، الذي يدير عمليات الحرس الثوري الإيراني في اليمن، الذي أعلنت الحكومة الأمريكية بمنح مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه ضمن برنامج “مكافآت من أجل العدالة”. وشهلائي متواطئ في مقتل جنود أمريكيين، وخطط لهجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية”.
ورجح التحليل أن يؤدي ذلك إلى دفع شبكة مساندة طهران في واشنطن لإثارة المخاوف من أن الولايات المتحدة تخاطر بالحرب مع إيران. إلا أن هذه الحجج لا تصمد أمام التدقيق الجاد. الحقيقة هي أن إيران ترد على العجز بالعدوان، وعلى القوة بالضوضاء، لا أكثر.
وأشار إلى أنه “في عام 1988، بعد أن اخترقت الألغام الإيرانية المدمرة الأمريكية “صموئيل روبرتس”، دمرت الولايات المتحدة نصف الأسطول البحري للجمهورية الإسلامية في ثماني ساعات. ولم ترد إيران، وانخفضت الاستفزازات البحرية الإيرانية، وفي الواقع ساهمت هذه الحادثة في نهاية الحرب الإيرانية – العراقية”.
وأوضح في عام 2020، قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، في غارة بطائرة مسيّرة. ولم ترد مرة أخرى بإشعال حرب؛ لأن إيران تعرف أن الحرب مع الولايات المتحدة ستكون نهاية النظام.
وأكد “يجب ألا نسمح لظروف هذه الحرب بأن تتفاقم. في الواقع، فإن الطريقة الوحيدة لمنع نشوب حرب إقليمية كارثية هي في اتخاذ الردع الآن. وهذا يعني استهداف سبب التهديد وهو الحرس الثوري الإيراني في إيران، بدلا من مجرد استهداف أعراضه الحوثية”.
وخلص التحليل إلى أنه يجب شل قدرة إيران والحوثيين على تهديد الولايات المتحدة وحلفائها. إن الردود البطيئة والمجزأة، التي تفشل في محاسبة إيران، ترهق الولايات المتحدة وحلفاءها، وتجعلنا أقل أمنا بشكل جماعي. يجب على الرئيس أن يدرك متى يطلق العنان لضربة قاضية.