كتب .. جميل الصامت
شنت ايران هجوما واسعا من اراضيها على الكيان الصهيوني في فلسطين ليلة امس/صباح اليوم ردا على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق ومقتل عدد من قيادات الحرس الثوري ..
الهجوم الايراني كان ردا محدود اشبه برسالة انتفى فيه عنصر المفاجأة ،وبدا كما لوكان مكشوفا مكن نتنياهو ،وبني جانس ،وجالانت ،ودانيال هاغاري من ترتيب اوراقهم تلافيا لاي نتائج كارثية ..
الهجوم رغم محدودية الاثر كما يدعي قادة الحرب في دولة الاحتلال ،الا انه مهين استراتيجيا لدولة تدعي انها الاقوى في المنطقة .
الضربة الايرانية شاركت فيها مائات المسيرات والصواريخ لتنهال على الاراضي المحتلة عبر دفعات ،تم اعتراض اغلبها من قبل القواعد الامريكية وشاركت فرنسا وبريطانيا في عملية التصدي من خلال القوات المتواجدة في المنطقة ،وقبة الكيان كانت لماتبقى .
هجوم الساعات الخمس بقدر ماكشف مدى الضعف للكيان وعدم القدرة على الرد من خلال تولي ثلاث دول في التصدي جوا للهجوم ،بامكان كثير من دول المنطقة اعادة النظر في علاقتها مع دولة عاجزة عن حماية امنها، بقدر ماكشف ان القواعد الامريكية في الاردن وسوريا والعراق كان لها الدور الابرز في تصديها ،لافشال الهجوم الذي مر بثلاث مراحل (الرصد -الاعتراض في اجواء البلدان العربية – التصدي في سماء الارض المحتلة)
ومع ذلك لا نقلل من حجم ونوع الضربة رغم ماشابها الا انها تكسر حاجز الهيمنة والتفرد ،وتقدم رسالة ان هناك دولة وازنة تمتلك قوة ردع ملات سماء المنطقة بتكنولوجيا متطورة في غضون ساعات ،وكانت رسالة اكثر منها عملية هجوم عسكري .
رد ساهمت واشنطن في تقليص اثره ،منعا لتوسع دائرة الحرب لحسابات تتعلق بالادارة المتاهبة لخوض انتخابات في نوفمبر القادم .
ايران اعادت لنفسها الاعتبار والكيان حفظ ماء وجهه بمحدودية الاثر للخسائر التي تكبدها باعلانها اسقاط 99%من مسيرات وصواريخ الهجوم الايراني ،وظهرت انها قادرة على حماية السكان .
وهكذا نجحت واشنطن خلق معادلة الكل خاسر وهي المنتصر في لعبة التوازن .
بعد غرق حكومة الكيان وواشنطن والاتحاد الاروبي في مستنقع غزة ،ومرغت مجازر الابادة سمعة قادة تلك الحكومات بالوحل وباتت على وشك السقوط مع اقرب محطة تغير ،كان لابد من التخطيط لعمل ياخذ الامور باتجاه آخر يعيد الثقة لحكومة الكيان والحكومات الداعمة لها وتعيد ترميم علاقتها المتهتكة بفعل مجازر غزة مع دول الاتحاد الاروبي وواشنطن .
فكان القرار باغتيال اولاد هنية لتخريب المفاوضات ،وتوسيع دائرة المواجهات بجر ايران للمعمعة بضرب قنصليتها في دمشق ،لاحراج ايران واجبارها ودفعها الى رد ليست مستعدة له ،
وبالفعل لم تجد بدا من الرد المكشوف حد ان الولايات المتحدة اعلنت موعده وحددت اثره سلفا وتحكمت بايقاعاته .
وجاءت الضربة للقنصلية في دمشق بعد استهداف ستة من اسرة رئيس المكتب السياسي لحماس ،في اطار تخريب المفاوضات وتخفيف ضغط الشارع الصهيوني على نتنياهو بالذهاب لعمل يصرف الانظار عن محرقة غزة ،ويحرف البوصلة باتجاه المعركة الجديدة التي تستهدف الامن القومي للدولة الصهيونية وبقائها .
تمكن نتنياهو من اعلان حالة الطوارئ وادخال معارضيه الملاجئ بدلا من الاستمرار بالتظاهر امام منزله لاسقاطه،
اعاد الولايات المتحدة والاتحاد الاروبي الى واجهة الدعم للكيان ،وتاكيد الثقة مجددا بالرجل الذي دعت لابعاده من السلطة لتوريطه اسرائيل في مغامرات احرجت حلفائها .
الانتقال الى معركة خارج غزة بمثابة استدعاء وتجديد الدعم لمواجهة الفشل قي غزة ،ربما قد نشهد محارق جديدة في غزة بعد تحويل انظار العالم من محرقة غزة الى عدوان طهران ..