كريتر نت / كتب – أحمد سلطان
بث الفرع اليمني لتنظيم «داعش» الذي يطلق على نفسه اسم «ولاية اليمن»، إصدارًا مرئيًا جديدًا بعنوان «أثاقلتم إلى الأرض»، يدعو فيه اليمنيين وغيرهم من المؤيدين للتنظيم الإرهابي، لـ«الهجرة» إلى داخل معاقل التنظيم في محافظة البيضاء كبرى المحافظات اليمنية.
الإصدار الجديد، ضم عددًا من اللقطات القديمة، التي نشرتها المكاتب الإعلامية للتنظيم في كلٍ من سوريا والعراق، لما سمته تطبيق الأحكام الشرعية داخل معاقل التنظيم، معتبرًا أن الإقامة في الأراضي التي لا يسيطر عليها التنظيم «حرام» باعتبارها «ديار كفر»، حسب الإصدار.
الرسالة الرئيسية للإصدار الأخير، هى دعوة التنظيم لتأسيس معاقل جديدة يحظى فيها بالسيطرة المكانية بعد خسارته الأراضي كافة التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، والتي أعلن منها خلافته المزعومة في يوليو من العام 2014.
وفي العام نفسه، أعلن التنظيم بدء وجوده في اليمن، عقب بثه إصدارات مرئية تظهر ما يبدو على أنها عمليات ضد جماعة الحوثي، التي استولت على السلطة في البلاد وقتها، لكن التنظيم ومنذ ذلك الإعلان بقى محصورًا في منطقة «قيفة» بمحافظة البيضاء، وهي منطقة وعرة التضاريس، كان تنظيم «القاعدة» ينشط فيها، وشهدت إنزالًا للقوات الخاصة الأمريكية والإمارتية للقبض على زعيم «القاعدة» فى اليمن، قاسم الريمي المعروف بـ«أبي هريرة الصنعاني».
ولم يستطع تنظيم «داعش» منذ ذلك الحين الانتشار في اليمن، وفشلت استراتيجية التخويف في جذب أنصار جدد لخانة الولاء له، فلجأ، مؤخرًا، لمحاولة التمدد في قرى «قيفة»، متجهًا صوب قرية ذي كالب الأعلى «الصغيرة»، لتندلع مواجهات بينه وبين تنظيم القاعدة، هناك.
نقص العناصر
وجه «داعش» في إصداره الجديد دعوة لأصحاب التخصصات الطبية، والقيادات الإدارية، ومن وصفهم بـ«الدعاة» للالتحاق بالتنظيم، مطالبًا إياهم بالمساهمة في إنشاء «الدولة الإسلامية» المزعومة باليمن، وهو ما يكشف حاجة التنظيم لهذه الكوادر تحديدًا في الفترة الحالية.
وبحسب ما نشرته صحيفة «النبأ» الداعشية في عددها الـ77، فإن مستوى الإقبال على الالتحاق بالتنظيم في اليمن، لم يبلغ حدًا كبيرًا، ويبلغ عدد الملتحقين بالدورات التي تعقدها المعسكرات الداعشية هناك في فترات مختلفة يتراوح مابين 30 و 40 عنصرًا في الدورة الواحدة.
وفي بداية وجوده باليمن، نشر التنظيم الإرهابي إصدارًا سماه «ضرب الرقاب»، أظهر واحدًا من المعسكرات التدريبية، وبداخله 25 من عناصر التنظيم، وأنشأ التنظيم معسكرين يحملان اسمي «العدناني والفرقان» داخل محافظة البيضاء.
ووفقًا لـ«النبأ» فإن التنظيم أسند إدارة ما يعرف بـ«ديوان الجند»، وهو أحد أهم دواوين التنظيم والمسئول عن المقاتلين العسكريين، إلى «أبي عبدالرحمن العولقي»، وهو أحد قيادات التنظيم الذي لم تكن له خبرة عسكرية كبيرة، ولا سابقة اشتراك في معارك كبيرة داخل أو خارج اليمن، وهو ما يفضح عدد وجود قيادات فاعلة داخل التنظيم الإرهابي.
واختتم «داعش» إصداره الجديد «أثاقلتم إلى الأرض»، بالتأكيد على ولائه لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، بعد حملة شنتها قيادات سابقة لداعش على رأسهم أبومحمد الهاشمي، دعت فيها لعزل «البغدادي»، داعيًا إلى نشر الرعب في الدول الأوروبية الداعمة للتحالف الدولي لحرب التنظيم، عبر شن أي هجمات إرهابية داخلها لتخفيف الضغط على عناصر التنظيم في سوريا والعراق واليمن.