محمد طارق
تساءل موقع “ماكو” الإسرائيلي عن الدور المنتظر لتنظيم حزب الله اللبناني في التصعيد بين إسرائيل وإيران، وعن سيناريو الهجوم حال وقوعه، والاعتبارات الأساسية لإسرائيل في مسألة الرد.
وقال ماكو، إنه بعد سنوات من التهديدات الإيرانية ضد إسرائيل، أطلقت هجوماً بطائرات بدون طيار وصواريخ كروز من إيران على أهداف في إسرائيل، رداً على عملية الاغتيال التي قامت بها إسرائيل في قلب دمشق، وأسفرت عن مقتل عدد من ضباط الحرس الثوري الإيراني، وعلى رأسهم حسن مهداوي.
غياب حزب الله
وتزامن الهجوم مع إطلاق نيران باتجاه إسرائيل من وكلاء إيران في المنطقة، إلا أنه كان من الواضح غياب تنظيم “حزب الله”، الذراع الرئيسية لإيران على الحدود الشمالية لإسرائيل، والذي لم يشارك بشكل مباشر في الهجوم.
وأشار الموقع إلى أن حزب الله يمتلك ترسانة مكونة من عشرات الآلاف من الصواريخ والطائرات المسيرة، ولكن كجزء من الهجوم الإيراني الليلة الماضية، واكتفى بإطلاق بضعة صواريخ، وذلك عندما هاجم الجيش الإسرائيلي معسكرات وبنية تحتية ومواقع تابعة لحزب الله في لبنان ليلاً.
متى ينوي حزب الله الهجوم؟
ورأى الموقع أن تنظيم حزب الله لا ينوي المشاركة في الهجوم الإيراني، إلا إذا جاء رداً على هجوم إسرائيلي على أهداف على الأراضي الإيرانية، وطالما لم يحدث ذلك، فسيمتنع حزب الله عن المشاركة في الهجوم الإيراني، خوفا من إلحاق إسرائيل أضرارا أكبر بدولة لبنان، لكنه واصل تبادل إطلاق النار مع إسرائيل “دون عتبة الحرب”، وهو الأسلوب الذي اتبعه منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وتابعت: “الآن، أحد الأسئلة الرئيسية هو بالطبع ما إذا كانت إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني وكيف ومتى، مع أخذ مسألة رد حزب الله في الاعتبار أيضاً”، مشيرة إلى أنه يمكن لإسرائيل أن “تطوي الحادثة” وتكتفي بالاعتراض الناجح، لأن البلاد في حالة حرب منذ نصف عام، وقد يؤدي أي تصعيد في شكل حرب إقليمية ضد إيران إلى دفع ثمن باهظ.
ومن ناحية أخرى، يقول الموقع إن إيران فعلياً أعلنت الحرب على إسرائيل الليلة الماضية، ويمكنها أن تقبل إطلاق مئات الصواريخ عليها دون رد، مستطردة: “إن مسألة الردع هي مسألة مركزية في الشرق الأوسط، بل وأكثر من ذلك منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وتعلم إسرائيل جيداً أن الإيرانيين وغيرهم من اللاعبين في المنطقة ينتظرون ليروا كيف سيكون رد الفعل، وقد يُنظر إلى تجنب الهجوم الانتقامي في الشرق الأوسط، باعتباره دليلاً إضافياً على الضعف أو الخوف من الصراع”.
المساعدة الأمريكية
وشدد الموقع أن “على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار الولايات المتحدة، التي لولا مساعدتها لا يُعرف كيف كان سينتهي الهجوم الإيراني”، لافتاً إلى أن الرد في إيران سيعرض أيضاً القواعد والقوات الأمريكية في المنطقة للخطر، ومن المتوقع أن يفرض ذلك ضغوطاً على إيران ومن ثم التوسع إلى حرب شاملة.
وأضاف أنه لا يمكن تخيل ما كان سيحدث في إسرائيل أمس لولا قدرات الدفاع الجوي التي عملت بنجاح كبير، حيث تم اعتراض الغالبية العظمى من الصواريخ والطائرات بدون طيار بنجاح، موضحة الدعم من القوات العسكرية الأمريكية المتمركزة في قواعد بجميع أنحاء الشرق الأوسط، والقوات الجوية البريطانية المتمركزة في قبرص.
المصدر : موقع “24”