الحبيب الأسود
أطلقت مدينة الزنتان الليبية مبادرة لدعم حق سيف الإسلام القذافي في الترشح للسباق الرئاسي، ولقطع الطريق أمام محاولات حرمانه من ذلك الحق، بعد ظهور مؤشرات على وجود خطة لدى أطراف داخلية وخارجية لمنع ابن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من الترشح للانتخابات القادمة.
وأعلنت القوى الاجتماعية والعسكرية والأمنية بمدينة الزنتان خلال عرض عسكري كبير عن دعمها لترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، وقالت في بيان مصور إن “سيف الإسلام يحظى بتأييد ودعم شعبي كبير ولديه مؤهلات قيادية والتزام وطني صادق وخبرة سياسية واسعة”، مشيرة إلى أنها لن تسمح “لكل المحاولات المشبوهة من بعض الأطراف المحلية والدولية أن تحول بينه وبين حقه كمواطن ليبي في الترشح للانتخابات وتقدم الصفوف لخدمة بلاده”.
وثمنت فعاليات الزنتان المواقف والاتصالات التي تردها تباعا والتي عبرت عن وحدة الموقف مع القبائل والمدن الليبية التي تتشارك معها الهم الوطني، وقالت إنه “سيتم لاحقاً الإعلان عن جملة من التدابير الوطنية وعلى مختلف المستويات التي من شأنها توحيد الصف الوطني”، وإنها تسعى “لتسخير كل الجهود والإمكانيات المتاحة من أجل تحقيق تطلعات الشعب الليبي في استعادة دولته وقراره الوطني وسلمه الأهلي وبناء المستقبل المشرق”.
وتعتبر الزنتان من أول المدن الليبية التي تمردت على نظام القذافي في العام 2011، وكان لها دور كبير في الإطاحة به، واستطاع بعض من مسلحيها اعتقال سيف الإسلام القذافي في صحراء فزان في نوفمبر من ذلك العام، ورفضت قبائل الزنتان تسليمه إلى ميليشيات طرابلس، وحافظت عليه إلى أن تم رسميا الإفراج عنه في يونيو 2017 تنفيذا لقرار العفو العام الصادر عن مجلس النواب.
ووجه سيف الإسلام القذافي رسالة قصيرة أعقبت بيانا لقبيلة الزنتان أكدت من خلاله دعمها ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا.
وكتب سيف الإسلام رسالة تبدو كردّ على بيان “أهالي الزنتان”، استعان فيها بالآية 63 من سورة الأنفال في القرآن الكريم.
وجاء في رسالة سيف الإسلام: بسم الله الرحمن الرحيم.. “لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم” صدق العزيز الحكيم.
ويرى مراقبون أن الموقف الصادر عن الزنتان يمثل قلبا للطاولة على سلطات طرابلس والزنتان، وعلى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وعلى قيادة الجيش، وهما الطرفان الساعيان بقوة لإقصاء سيف الإسلام من السباق الرئاسي.
وأعرب المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية بالمنطقة الغربية عن دعمه لموقف الزنتان، وقال في بيان إن “بلادنا تهددها مخاطر كبرى وعلى كل الوطنيين الشرفاء المساهمة في توحيد الصف ودعم كل المبادرات الصادقة التي تهدف إلى انقاذ البلاد”، مؤكدا “استعداده للمساهمة في تحقيق الأهداف النبيلة التي جاءت في البيان الصادر عن أهلنا في الزنتان ولن ندخر جهدا من أجل وحدة وسلامة بلادنا”.
وأشار المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية بالمنطقة الوسطى إلى أنه “يدعم بكل قوة المترشح الرئاسي الدكتور سيف الإسلام القذافي” ويؤكد على ضرورة السماح له بخوض الانتخابات الرئاسية انطلاقا من أهمية القاعدة الاجتماعية التي تسانده، وشدد على “ضرورة تولي حكومة جديدة تشرف على الانتخابات وإجراءها في أسرع وقت ممكن”.
وأبرز المجلس الاجتماعي لقبائل زليتن أن بيان الزنتان “عبر عن تطلعات ورغبات قطاعات شعبية واسعة من أبناء الشعب الليبي وخاصة تجاه المترشح الرئاسي الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي”.
وقالت قبائل زليتن إن البيان الصادر من الزنتان عبر عن “دعم الموقف الشعبي الساعي إلى إجراء الانتخابات العامة ويفضح المعرقلين لها داخليّا وخارجيا”. وأكدت على “ضرورة البناء على هذا البيان من أجل توحيد الصف الوطني ونبذ الفرقة والانقسام وتأكيد وحدة المصير بين الليبيين على اختلاف مناطقهم وانتماءاتهم الاجتماعية وذلك بالإسراع إلى عقد اللقاءات الموسعة لتنسيق المواقف تجاه القضايا الوطنية”.
وأعرب المجلس الأعلى لقبائل ومدن الجنوب برئاسة علي مصباح أبوسبيحة عن تأييده لما جاء في بيان قوى الزنتان بخصوص الموقف من دعم المترشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي، معتبرا إياه موقفا وطنيا صادقا، وقال إن هذه المواقف الشجاعة تعبر عن الحرص على وحدة الوطن وسلمه الأهلي، وأضاف “ندعم التوجهات التي جاءت في البيان بالإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية ودعم ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات أسوة ببقية المترشحين”، وذلك تحقيقا لمبدأ الديمقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات بين كافة المواطنين.
ونقلت مصادر محلية أن عناصر جهاز الأمن الداخلي داهمت منزل أبوسبيحة الذي يرأس فريق المصالحة للدكتور سيف الإسلام معمر القذافي إلى جانب رئاسته المجلس الأعلى لقبائل ومدن الجنوب.
وأضافت أن الجهاز اقتاد أبوسبيحة إلى مكان مجهول، وذلك بعد تأييده لبيان مكونات الزنتان الداعي إلى تشكيل حكومة واحدة، وإجراء الانتخابات، وعدم إقصاء سيف الإسلام من الانتخابات، وتأكيده ضرورة حصوله على حقه كمواطن ليبي في الترشح للانتخابات الرئاسية.
وأكد المجلس الاجتماعي لقبيلة أولاد واف دعمه “الكامل للمترشح الرئاسي الدكتور سيف الإسلام القذافي”، مشددا على “ضرورة خوضه للانتخابات الرئاسية حيث إنه يعد الأوفر حظاً وله قاعدة شعبية كبيرة”.
وأشاد المجلس في بيان له بما “جاء في بيان القوى الاجتماعية والسياسية في مدينة الزنتان، ونثمن لهم موقفهم الشجاع في تخليص البلاد من حالة الانقسام و انحيازهم إلى الوطن”.
كما أكد على “ضرورة تشكيل حكومة وطنية تشرف على إجراء انتخابات نزيهة في أقرب وقت”، داعيا “كل المناطق والليبيين الشرفاء إلى أن يساهموا في توحيد الصف ونبذ الخلافات وإنقاذ ما تبقى من الوطن”.
وكانت المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش قد شهدت خلال الفترة الماضية حملات واسعة لاعتقال مناصرين لسيف الإسلام القذافي، وخاصة في سرت وسبها.
المصدر : العرب اللندنية