كريتر نت : متابعات
ذكرت شبكة CNN الأميركية، الاثنين، أن وزارة أمن الدولة الصينية عززت الوعي العام بها ووسعت نطاق صلاحياتها في عهد الرئيس شي جين بينج، وقالت إن جهاز الاستخبارات المدني القوي في الصين أصبح متواجداً في الحياة العامة بشكل شديد الوضوح، بعد أن كان منظمة غامضة ليس لها وجود علني ملموس.
وأضافت الشبكة أن الملصقات والشعارات التي تروج للأمن القومي أصبحت مشهداً شائعاً على الأرصفة، وفي قطارات الأنفاق، والجامعات، وعلى اللوحات الإعلانية في المدن الصينية.
وتحظى وزارة أمن الدولة بعدد هائل من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تنشر تعليقات، ومقاطع فيديو قصيرة، وقصص مصورة تحذر من تهديدات مزعومة للبلاد.
ونشرت الوزارة مقطع فيديو مدته 3 دقائق بمناسبة “يوم تعليم الأمن القومي” الذي يوافق 15 أبريل من كل عام، وجهت فيه رسالة صارمة للشعب الصيني مفادها أن “الجواسيس الأجانب في كل مكان”.
ويظهر مقطع الفيديو رجلاً يتنكر في هيئة مُصور أزياء، أو رجل أعمال، أو عامل توصيل طعام لجمع أسرار حساسة عن الدولة في أماكن ومجالات مختلفة، وفي الخلفية صوت يقول: “في بحر من الناس، ربما لم تلاحظه أبداً، فهويته تتغير ومن الصعب العثور على مكان وجوده. إنهم في كل مكان، ماكرون… ومخادعون، ويمكن أن يكونوا متواجدين هنا في حياتنا”.
وفي نهاية الفيديو، تظهر الشرطة وهي تعتقل الجاسوس من خلال كمين مثير بعد أن تلقت سلطات أمن الدولة عدة بلاغات من مواطنين. ويقول المتحدث: “بإمكانهم التنكر في هيئة أي شخص. ولكن بين الحشود، أنت وأنا -معاً- نحمي الأمن القومي. نحن 1.4 مليار شخص نشكل 1.4 مليار خط دفاع”.
“تسليح ذهني”
ويُعد هذا الفيديو أحدث حملة دعائية تقوم بها وزارة أمن الدولة لتسليح الشعب الصيني “ذهنياً” ضد ما تعتبره تهديداً متزايداً ناجماً عن التجسس الأجنبي، حسبما ذكرت “CNN”.
وتقول وزارة أمن الدولة إن الجواسيس الأجانب منتشرون في كل مكان ويتسللون إلى كل شيء، من تطبيقات الخرائط إلى محطات الأرصاد الجوية. كما نشرت الوزارة تفاصيل أنشطة تجسس تزعم أنها نُفذت من قبل أجهزة استخباراتية أميركية وبريطانية.
وأوضحت الوزارة أيضاً كيفية تجنيد المواطنين الصينيين الذين يدرسون أو يعملون في الخارج من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA.
وفي فيلم وثائقي نُشر بمناسبة “يوم تعليم الأمن القومي” الأسبوع الماضي، كشفت وزارة أمن الدولة أن عالماً صينياً أُدين ببيع أسرار خاصة بالدولة إلى وكالة استخباراتية أجنبية قد أُعدم في عام 2016.
ولم يذكر الفيلم الوثائقي اسم الدولة التي تنتمي لها الوكالة الاستخباراتية صراحة، لكن لقطاته أظهرت علماً أميركياً ومبنى الكابيتول الأميركي، وفقاً لـCNN.
وقالت CNN إن تحول وزارة أمن الدولة يُعد جزءاً من توجه الرئيس الصيني الشامل إلى تعزيز الأمن القومي في مواجهة تزايد التوترات الجيوسياسية وتصاعد التحديات الداخلية.
تصدير الأزمات
ومع توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بذلت وزارة الأمن الداخلي جهوداً كبيرة لتقديم المشورة للأجهزة الحكومية الأخرى والمجتمع ككل، بحسب شيشي جوو، أستاذ العلوم السياسية بكلية جيلفورد بالولايات المتحدة.
وقال شيشي: “هذه المساعي تهدف إلى تعزيز الوعي بمكافحة التجسس وتعزيز الإجراءات الأمنية في ضوء المعالم المتغيرة لتهديدات التجسس. الهدف يتمثل في تمكين المواطنين والكيانات الصينية من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لتعزيز يقظتهم واستباق أنشطة التجسس بكفاءة”.
وأوردت CNN أن التركيز على التهديدات الخارجية يساعد بكين على تجنب الانتقادات في الداخل بشأن سياساتها الخاصة عن طريقة إلقاء اللوم على “القوى الخارجية”، وهو الأسلوب الذي تتبعه الحكومة الصينية باستمرار في فترات الاستياء العام.
وكانت المرة الأخيرة التي تستخدم فيها الصين هذا الأسلوب في الاحتجاجات التي شهدتها الصين أواخر عام 2022 بسبب الإجراءات الصارمة التي اتخذها الرئيس شي جين بينج لمنع انتشار فيروس كورونا، حسبما قالت شينا تشستنت جرايتنز، مديرة برنامج السياسة الآسيوية بجامعة تكساس في أوستن.
وأضافت جرايتنز أن اتساع نطاق انتشار وكالة التجسس يُعد مؤشراً على تزايد إضفاء الطابع الأمني على الحياة والمجتمع الصيني في عهد شي جين بينج، “حيث يُمكن النظر إلى مجموعة كبيرة بشكل لا يصدق من القضايا باعتبارها تهديدات للأمن القومي”.