كريتر نت : عمان
عُقد لقاء مشترك بين احزاب المنتدى الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي وممثلي لتحالف تقدم الذي يضم أحزاب اشتراكية ديمقراطية من مختلف القارات وذلك يوم السبت الموافق ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ وذلك بهدف خلق فهم مشترك للصراع والازمة في المنطقة العربية ورسم مسارات السلام وتناول النقاش الصراع الفلسطيني-العربي مع الكيان الصهيوني ومن خلفه دول الغرب و سُبل تحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية كمحور اول، وناقش في المحور الثاني اولويات التعاون بين الاحزاب الاشتراكية في العالم العربي واحزاب تحالف تقدم وفقاً لظروف كل بلد عربي ومراعاة لخصوصيات البلدان التي تعاني من الحروب والصراعات الطائفية: اليمن وسوريا ولبنان والعراق.
وقد توصل الجانبين الى فهم مشترك لقضايا شعوب العالم العربي: عرب وكرد وامازيغ، غير ان وجهات النظر بين الأحزاب في العالم العربي وأحزاب أوروبية قد اختلفت وتباينت فيما يتعلق بالموقف من حرب الابادة التي يرتكبها الكيان المحتل في فلسطين، الامر الذي ادى الى عدم إصدار بيان مشترك لاحزاب التجمعين.
وفي اللقاء تقدم الدكتور محمد احمد علي المخلافي بعرض الاوضاع التي يمر بها اليمن واولويات التعاون بين الحزب الاشتراكي اليمني واحزاب تحالف تقدم والمحكومة بالقضايا التي تواجهها اليمن وذلك بإستمرار الحرب التي فجرتها الثورة المضادة والمتمثلة بتحالف النظام القديم والبائد (ندم)، واستمرار الحرب حتى يومنا هذا بسبب الصراع الجيوسياسي في الاقليم وحاجة ايران واذرعها لزعزعة اوضاع الاقليم وهي حالة ترتب عليها وقف العملية السياسية والتحول الديمقراطي وانهيار الدولة وتمدد المليشيات المسلحة في الفضاء العام-فضاء الدولة، وان اليمن اليوم تواجه بسبب الحرب جملة من التحديات وعلى رأسها:
١- انقسام مؤسسات الدولة الاقتصادية والسياسية ويشمل ذلك: انقسام البنك المركزي.
٢- غياب وحدة القرار في السلطة الشرعية بما في ذلك تعدد قوات واجهزة الجيش والامن ووجود وحدات عسكرية وامنية في قوات السلطة الشرعية خارج وزارتي الدفاع والداخلية.
٣- اقتصاد الحرب الذي اوجد امراء حرب بين صفوف المتمردين الحوثيين وفي مناطق الشرعية وادى الى تجارة غير مشروعة بما في ذلك تجارة المخدرات والسموم القاتلة وعمق اللامساواة.
٤- توقف التنمية وتدمير البنية التحتية الامر الذي ترتب عليه افقار معظم اليمنيين بما في ذلك الطبقة الوسطى ومنهم موظفي الدولة الذين امتنع المتمرد الحوثي عن دفع مرتباتهم وتشريد اكثر من ٤ مليون يمني في الداخل والخارج ويشمل فقر الغذاء ثلثي سكان البلاد وصار المتمرد الحوثي يسوق الاطفال الى الحرب بدلاً من التعليم ومن يبقى منهم في التعليم يجري تشويه تربيتهم بأفكار العنف والعنصرية ويعاني اليمنيون ولاسيما في مناطق المتمرد الحوثي من غياب كافة الخدمات الأساسية.
٥- الصراع الجيوسياسي في المجال الحيوي في اليمن وهو الصراع الذي استدعته ايران عام ٢٠١٥ وترتب عليه التدخل العربي وتقوم ايران اليوم بإستغلال حرب الابادة للشعب الفلسطيني بإيجاد المبررات لاحتلال البحرين العربيين: الاحمر والعربي من قبل تحالف دول الغرب.
٦- معوقات السلام والمتمثلة بعدم اهلية الحوثي لان يكون طرفاً في السلام بسبب تبنيه لأيديولوجية الحق الالهي في الحكم وتمكنه في ظل الحرب من ممارسة سلطة مطلقة والتربح من الحرب والاستيلاء على كل الاموال والمقدرات الخاصة بالدولة وبالمواطنين، الى جانب ابتعاد حلفاء اليمن عن مساعدة السلطة الشرعية لامتلاك القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية اللازمة لادارة البلاد وجعل السلام ضرورة وجودية لمليشيات الحوثي ومما يبعث القلق لدينا هو مساعي الامم المتحدة ومعها دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الى ايجاد تسوية سياسية دون توفير شروط السلام العادل والمستدام مما يجعل المستقبل ليس في منأى عن استمرار الحروب ومن ثم فأن اولويات تعاون الحزب الاشتراكي اليمني مع احزاب تحالف تقدم ومن خلالها حكوماتها يجب ان تنصب على دعم السلطة الشرعية لكي تتمكن من انهاء الحرب واستعادة الدولة وفرض السلام العادل والمستدام واعادة النازحين والمشردين الى مساكنهم واستعادة ممتلكاتهم واعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي وتحقيق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية على الصعيدين الوطني والمحلي.