فضل علي عبيد
ان اشد البلدان المهدده بالجفاف حسب توقعات خبراء المناخ هي الواقعه بين مداري الجدي والسرطان من الصين شرقاًالى الامريكيتين واشدها وطئه البلدان العربيه لوقوعها ظمن الاقليم الصحراوي الجاف وشبه الجاف.
واشد البلدان العربيه تعرضا بلادنا لعدم وجود الانهار والسدود، والحواجز المائيه وافتقار الامكانيات لبناء محطات تحلية المياه بااستخدام الطاقه النظيفه والرخيصه.
واشد مناطق الجنوب فقراً في المياه هي الضالع، وكما نعلم ان نصيب الفرد من المياه كماحدده العالم السويدي فوكنمارك هو 1000متر مكعب للفرد سنوياً في الدوله الغنيه بالمياه و500متر مكعب للدول العربيه كحد لخط الفقر المائي لكونها تقع ظمن الاقليم الصحراوي الجاف وشبه الجاف تتذبذب فيه الهطولات المطريه زمانياً ومكانياً.
علماً انه قد وصل نصيب الفرد في المناطق الجبليه في الضالع الى 9متر مكعب وليس كما رفعت وزارة المياه الى مجلس وزراء المياه العرب بان نصيب الفرد تناقص الى 350متر مكعب حسب تقريرها المرفوع للعام 2020.
الاسباب:
(1) تذبذب الهطولات المطريه مكانياً وزمانياً.
(2)معظم اراضي الضالع مناطق جبليه منحدره ولاتوجد فيها احواض كبيره لتجمع مياة الامطار وبالتالي جريان السيول الى المناطق المنخفظه في لحج ومنها الى البحر بشكل سريع جداً.
(3) عدم وجود حواجز مائيه وسدود كبيره تعمل على خزن مياة الامطار لتغذيه المخزون الجوفي الذي يفترض ان يكون مخزون استراتيجي للاجيال القادمه، وكذا للاستخدام من قبل المواطنين لمطلباتهم الحياتيه اليوميه.
(4)الاستهلاك الجائر والمفرط في ري شجرة القات والتي يصل استهلاكها الى 90%من مياة المخزون الجوفي الذي يتناقص يوماً بعد يوم واصحاب الابار يلاحظون ذلك على الواقع.
(5) استخدام الطرق القديمه من قبل المزارعين لري المزروعات والمتمثله بالري بالغمر مع العلم ان كثرة المياه تذهب هدراً بعيدا عن جذور المزروعات.
(6) الري وقت النهار او مابعد غروب الشمس يتسبب في تبخر المياه بسبب الحراره وليس في وقت اخر من الليل تكون التربه قد بردت فتقل نسبة التبخر.
(7) الحفر العشوائي وغياب مراقبة ومتابعه اصحاب الحفارات ومنع الحفر الا بعد الحصول على تصاريح من الجهات ذات العلاقه في وزارتي المياه والزراعه.
(8)المخاطر التي تهدد التربه وحياة الانسان بسبب تسرب مياة الصرف الصحي لباطن الارض من خلال ماتسمئ بالبيارت لعدم وجود محطات معالجه وتدوير مياة الصرف الصحي والاستفاده من المياة المعالجه في ري الاشجار التي تناسب تلك المياه، هذه المياه تسبب تملح للتربه فتصبح غير صالحه للزراعه وايضا تختلط المياه مع مياة الشرب فيعاد سحبها واستخدامها مسببه امراض خطيره للانسان.
(9) وجود مياه كبريتيه تزيد فيها نسبه الملوحه وبالتالي تركهاوعدم الاستفاده منها باستخدام معالجتها ومنها عمليه الخلط مع مياه عذبه واستخدامها لري مزروعات تناسب هذه المياه.
الحلول المقترحه على السلطه والمواطنين.
(1)نشر الوعي بين صفوف المواطنين باهمية المياه والترشيد في الاستهلال ومعرفه خطورةنضوب المياه على المواطنين.
(2)التوسع في استخدام حصاد الامطار من اسطح المنازل من خلال وضع خزانات مياه ارضيه بجانب المنازل لتجميع مياه الامطار لاستخدامها لاحقاً ايام الجفاف وقد اثبتت هذه الطريقه نجاحها في مناطق حماده منذ بدايه التسعينات كونها مناطق جبليه لاتوجد فيها آبار وصعوبه نقل المياه من مناطق بعيده بسبب وعورة الطريق وعدم قدرة المواطن على ارتفاع التكلفه.
(3)استخدام المياه الرماديه(التي تخلوا من المواد الكيميائيه كالصابون وغيره مثل المياه التي استخدمت في غسل الخضروات وكذا المياه المستخدمه للصلاه في الجوامع الكبيره (مياه غسل الوجوه والايدي وغيره ، وليس مياة الاستنجاء) والتي تكون صالحه لري الاشجار والمزروعات بجانب المنازل بدلاً من استخدام مياه نظيفه ليتم توفيرها للشرب.
(4) التركيز على بناء السدود والحواجز في الاماكن المناسبه لحفظ المياه المتدفقه خلال موسم الامطار والاستفاده منها في زراعة الحبوب والفواكه لان توفر الامن المائي يعني توفير الامن الغذائي وطالما توفر الامن الغذائي لاي شعب فان هذا يعني تحقيق الامن القومي لتلك الدوله فبهذه الحاله تكون الدوله قرارها بيدها فويل لشعب يأكل ممالايزرع ويلبس مما لايصنع، وويل لشعب ياكل من وراء حدوده سيصبح منزوع الاراده سليب القرار تملئ عليه الشروط من قبل الدول الغربيه المانحه للهبات والمساعدات وليس ماتقوم به المنظمات التنصيريه من عمل خزانات صغيره لنظل تابعين للغرب .
(5) منع الحفر العشوائي ومراقبه اصحاب الحفارات والتعامل معهم بحزم من قبل السلطات الامنيه.
(6)اتباع طرق عمل حفر كبيره وان كانت بدائيه ولكنها مفيده وذلك في السايلات التي تمر بها مياة السيول اثناء موسم الامطار في الاماكن البعيده من التجمعات السكانيه تجنباً لحدوث حالات غرق للاطفال والحيوانات وغيرها في اماكن مصبات السيول على سبيل المثال في حجر ومناطق الازارق وغيرها والتي تذهب باتجاه مديرية المسيمير محافظه لحج بهدف حفظ المياه وعدم ذهابها هدراً.
(7)تجنب المزارعين زراعة المزروعات التي يكون استهلاكها للمياه كبير جداً وعائدها الاقتصادي قليل جداً والاستفاده من تلك المياه في زراعة المزروعات التي يكون لها عائد اقتصادي كبير مقابل استهلاك كميات قليله من المياه.
(8) ان تقوم وزارتي المياه والزراعه في المحافظه بتوفير وسائل الري الحديث لاتباع الري بطرق حديثه وموفره للمياه والمتمثله في الري بالتقطير والرش المحوري وحسب المتاح.
واولا واخيراًثقتنا بالله بان مايقوله خبراء المناخ لن يحصل عملاً بقول رسولنا الكريم بما معنى الحديث (لاتقوم الساعه حتى تعود جزيرة العرب مروج خضراء) .
لتكن رسالتنا هذه بمثابة صدمه كهربائيه لنا جميعا توقضنا ممانحن فيه من غفله عن هذا الموضوع فزماننا الان هو زمن حرب المياه وهو السلاح الاقوى لمن يتحكم بمنابع المياه فقد اصبحت دول المنابع تلوح به وتروج لفكرة الماء مقابل النفط كدولة تركيا العلمانيه على جيرانها العرب،وتاسيس بنك المياه التي تروج له اثيوبيا ضد دولتي المرور والمصب العربيتين السودان ومصر وبدعم من البنك الدولي .