كريتر نت : متابعات
تشهد الحكومة الإسرائيلية انقسامات حادة بشأن الصفقة التي عرضتها مصر للتهدئة في قطاع غزة، ما يضع رئيس الوزراء بينامين نتنياهو في موقف صعب جدا. وهدد الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، مساء الأحد، بإسقاط حكومة نتنياهو، في حال منع وزراء فيها إبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة “حماس”.
وفي وقت سابق، هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بحل الحكومة إذا وافق نتنياهو على المقترح المصري لصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ما يعني تجميد خطط اجتياح مدينة رفح أقصى جنوب غزة. وقال غانتس، عبر حسابه بمنصة إكس “دخول رفح مهم في الصراع الطويل ضد حماس، لكن عودة المختطفين الذين تخلت عنهم الحكومة أمر عاجل وذو أهمية أكبر بكثير”.
وانضم غانتس إلى حكومة الطوارئ بعد أيام على اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، حيث لم يكن جزءا من الحكومة اليمينية التي شكلها نتنياهو أواخر العام 2022. وعرضت مصر الأسبوع الماضي مقترحا على إسرائيل وحماس ينص على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، في مقابل الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين، وهدنة تستمر لمدة عام.
وتحاول القاهرة من خلال هذا العرض تجنب اجتياح بري إسرائيلي لرفح، حيث تخشى من أن يعرّض حصوله أمنها القومي للخطر، ذلك أن مئات الآلاف من النازحين الغزيين
سيجدون أنفسهم مجبرين على الفرار باتجاه الأراضي المصرية. وقد برزت في الأيام الماضية مؤشرات إيجابية حيال إمكانية نجاح المفاوضات الدائرة حاليا بشأن المقترح، لكن ردود فعل الفريق اليميني داخل حكومة الحرب الإسرائيلية تثير مخاوف إجهاضها.
وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني. وقال غانتس “إن التوصل إلى صفقة، بدعم من الجهاز الأمني الإسرائيلي، لا ينطوي على نهاية الحرب، وإذا منع الوزراء الذين قادوا الحكومة في السابع من أكتوبر 2023 ذلك، فلن يكون للحكومة الحق في الاستمرار في الوجود”.
وموجها حديثه إلى نتنياهو، قال سموتريتش، رئيس حزب “الصهيونية الدينية”، للقناة “12” العبرية الأحد، إن “الموافقة على الصفقة المصرية استسلام مذل”. وتابع “إذا قررتم إلغاء أمر احتلال رفح فورا، لاستكمال تدمير حماس وإعادة الأمن لسكان الجنوب ولمواطني إسرائيل وإعادة إخواننا وأخواتنا المختطفين، فالحكومة التي ترأسونها لن يكون لها حق في الوجود”.
والسبت، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إن سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير “هددا بالانسحاب من الحكومة في حال عدم اجتياح رفح”. وبزعم أنها “المعقل الأخير لحماس”، يصر وزراء إسرائيليون على اجتياح رفح على الحدود مع مصر، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود 1.4 مليون نازح فيها.
ويتجه وفد من حركة حماس يترأسه القيادي خليل الحية، الاثنين، إلى القاهرة لتسليم رد الحركة الفلسطينية على المقترح الجديد بشأن الصفقة مع إسرائيل. ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، وسط اتهامات متبادلة بين الحركة وتل أبيب بالمسؤولية عن تعثرها.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودمارا هائلا، حسب بيانات فلسطينية وأممية. وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.