كتب .. انوار العبدلي
السلطنة العبدلية تأسست بعام 1145 ه ومؤسسها بدل جهود كبيرة تمحورت في ” حب الانتقام ، والصبر ؛ والذكاء ، وممارسة المكر والخداع السياسي ، والاغراء بالمال ، وعمل التحالفات ، واستخدام القتل للتخلص من حكم الأمامية التي كانت تحكم لحج وعدن .
لكن عليكم أن تعرفوا بالاول بأن لحج وعدن وأبين إلى يافع كانت تحت حكم الأمير حسين بن عبدالقادر اليافعي ، حتى هاجمها الجنود الأمامية بعام 1054 ه ومنها هرب الأمير ” حسين عبدالقادر ” إلى يافع .
مؤسس السلطنة العبدلية هو الشيخ فضل بن علي بن صلاح العبدلي السلامي الذي كان يسكن في المجحفة بلحج وهو ينتمي لأسر ال سلام الذين ينتمون إلى يافع القارة فخذ من كلد وقريتهم في يافع تسمى بركات غربي جبل موفجة ..
الشيخ فضل وابائهم لم يهربون عندما دخلت جنود الامام لحج وعدن ، وقرروا الانتقام واسترداد ما نزع منهم من ملك ، وكانوا يدفعون مبلغ من المال لعامل الامام ” حاكم” لحج للبقاء بالمنطقة ..
وفي سنة 1144ه جاء يوم الحسم والانتقام فدخل الشيخ فضل بن علي العبدلي ومعه أعوانه وعددهم 7 .. وقتلوا عامل الامام والذي يدعى ” امير الدين العنفي ” ومن كان في المجلس ، ثم توجه العبدلي إلى عدن مع رجاله لقتل عامل الامام هناك ، وكان الأمر على أساس موعد لقاء وفعلا تمت العملية بنجاح وتم التخلص من عامل الامام وجماعته التي تواجدت معه ، واستولى العبدلي على بندر عدن ولحج ، كل ذلك بالذكاء والمكر ، والعمل لسنوات على تعزيز مكانته بين ديوان الحكم عند الأمامية ، وشراء الموالين لهم ، والدليل على ذلك عملية التخلص من حكام الامام بلحج وعدن بهذه الطريقة .
المولى امير المؤمنين للأمامة وصف العبدلي ” باللعين ” عندما وصله ما حدث في لحج وعدن من العبدلي ، وقرر يستعيد ما نزعه العبدلي والاتيان به ، فأرسل الأمير سنبل ومعه عساكر الامام من منطقة إب والمخا ودارت حروب بين سنبل والعبدلي وانتصرت عساكر الامام بالبداية طبعا كله بعام 1144ه ، وتراجع العبدلي إلى يافع ، وعاد العبدلي من جديد بمساعدة السلطان سيف بن قحطان اليافعي ..سلطان القارة بعام 1145ه ، بعد عقد اتفاق على تقاسم الخراج.. وكانت الغلبة للعبدلي وسلطان القارة وتم إخراجهم وبدون رجعه .
ومن هنا بدأ عهد السلطنة العبدلية ومن عاصمتها الحوطة على مستوى لحج وعدن ..
مصدر المعلومات .. من كتاب هدية الزمن في اخبار ملوك لحج وعدن .. نسخة بيروت ..