كريتر نت – متابعات
منعت السلطات الفرنسية، بطلب ألماني، الطبيب البريطاني الفلسطيني غسان أبو ستة من دخول أراضيها.
وقال عميد جامعة غلاسكو في اسكتلندا، في تغريدة على منصة “إكس”، فجر السبت: “أنا في مطار شارل ديغول. كان من المفترض أن أتحدث في البرلمان الفرنسي. إنهم يمنعونني من دخول فرنسا. يقولون إن الألمان فرضوا حظرًا لمدة عام على دخولي إلى أوروبا”.
ولاحقا أشار إلى ان السلطات الفرنسية أعادته إلى بريطانيا، وقال: “في عمل انتقامي مطلق، منعتني السلطات الفرنسية من الدخول وأصرت على إعادتي على متن الرحلة الأخيرة في وقت متأخر من الليل إلى لندن”.
ولم تتضح أسباب إصدار السلطات الألمانية قرارها بمنع دخول الطبيب البريطاني الفلسطيني إلى أراضي الاتحاد الأوروبي “الشينغن”.
وقد كان من المفترض أن يلقي كلمة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي حول مشاهداته في قطاع غزة.
فأبو ستة كان متواجدا في غزة بدءا من 8 أكتوبر/تشرين أول الماضي، أي بعد يوم واحد من الحرب، ولمدة 43 يوما بصفة طبيب متطوع.
وبعد خروجه من قطاع غزة تنقل ما بين محطات التلفزة، بما فيها شبكات التلفزة الأمريكية، والجامعات الغربية متحدثا عن مشاهداته في غزة.
وكانت السيناتور الفرنسية ريموند بونسيت مونج، التي دعت الطبيب أبو ستة للحديث، قالت في تغريدة على منصة “إكس”، السبت: “غسان أبو ستة، الجراح الذي أجرى عمليات جراحية في مستشفى الشفاء في غزة والذي كان من المقرر أن يتحدث في المؤتمر الذي أنظمه اليوم في مجلس الشيوخ، تم وضعه في منطقة الانتظار في مطار شارل ديغول وسيتم طرده. إنه لعار!”.
ووجهت السؤال إلى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين: “ما الذي تخطط لفعله؟”.
وكانت ألمانيا منعت في 2 أبريل/نيسان الماضي دخول الطبيب أبو ستة إلى أراضيها حيث أعادته إلى بريطانيا بعد احتجازه لعدة ساعات في مطار برلين.
وكان من المقرر أن يتحدث في حينه في “المؤتمر الفلسطيني” الذي كان ينظم في برلين حيث قالت السلطات الألمانية إنها منعت دخوله “من أجل سلامة الناس في المؤتمر والنظام العام.
ووقع أبو ستة العديد من الرسائل التي تتهم السلطات الإسرائيلية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة وشجع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، الاحتجاجات في الجامعات لوقف الحرب على غزة ما يمكن أن يكون السبب وراء القرار الألماني بطلب منع دخوله إلى أراضي الاتحاد الأوروبي لمدة عام.
وغرد أبو ستة قبيل إبعاده من فرنسا بطائرة إلى بريطانيا: “أوروبا الحصينة تُسكت شهود الإبادة الجماعية بينما تقتلهم إسرائيل في السجون”.
وأبو ستة، المنحدر أصلا من غزة والمدير المشارك لبرنامج طب النزاعات في الجامعة الأمريكية في بيروت، هو جراح تجميل وترميم.
وهو مولود في الكويت في العام 1969 لأب فلسطيني هاجر إلى الكويت في العام 1953 وأم لبنانية.
وتم تهجير عائلته من بئر السبع في العام 1948 إلى خان يونس في جنوبي قطاع غزة ولكنه أكمل تعليمه الابتدائي حتى الثانوي في الكويت قبل التحاقه بجامعة غلاسكو في العام 1989.
وهو نجل الباحث الفلسطيني الشهير سلمان أبو ستة الذي له مؤلفات توثق نكبة العام 1948.
وأكمل الطبيب أبو ستة تعليمه الطبي في جامعة غلاسكو في المملكة المتحدة وتدرب بعد التخرج في لندن. وشغل لاحقاً ثلاث زمالات: جراحة القحف والجمجمة للأطفال في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال المرضى؛ جراحة الحنك المشقوق في المستشفى نفسه؛ إعادة ترميم الإصابات في مستشفى لندن الملكي.
وفي عام 1990، بالانتفاضة الأولى، عاد إلى غزة في زيارة لعائلته وعمل خلالها في علاج جرحى التظاهرات في المستشفى الأهلي “المستشفى المعمداني”.
وفي سبتمبر/أيلول 2000، بداية الانتفاضة الثانية، عاد أبو ستة إلى قطاع غزة وعمل في مستشفى ناصر بخان يونس، ثم في مستشفى العودة الذي أنشأته لجان العمل الصحّي بمخيم جباليا لعلاج إصابات الانتفاضات.
وانضم عام 2011 إلى المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وفي عام 2012، أصبح رئيساً لقسم الجراحة التجميلية والترميمية في المركز، ومسؤولاً طبياً لبرنامج إصابات الحرب لدى الأطفال والعيادة المتعددة التخصصات بإصابات الحرب.
في عام 2015، شارك في تأسيس برنامج طب النزاعات في معهد الصحة العالمي في الجامعة الأمريكية في بيروت وأصبح مديراً له.
وعاد إلى المملكة المتحدة عام 2020 وعمل في الجراحة التجميلية والترميمية في القطاع الخاص.
وهو محاضر شرف في مركز دراسات إصابات الانفجار في جامعة إمبريال كوليدج في لندن، ومحاضر أول زائر في فريق أبحاث الصراع والصحة في جامعة كينغز كوليدج في لندن، والمسؤول الطبي لمبادرة تابعة للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية.
وهو أيضا عضو في مجلس إدارة جمعية إنارة، وهي مؤسسة خيرية مكرسة لتوفير الجراحة الترميمية للأطفال من مصابي الحرب في الشرق الأوسط، وعضو في مجلس أمناء مؤسسة المعونة الطبية للفلسطينيين في المملكة المتحدة.
ويعمل في لجنة التمويل الدولية التابعة للمعهد الوطني للبحوث الصحية في المملكة المتحدة.
وقد نشر على نطاق واسع عن العواقب الصحية للنزاع المطول وإصابات الحرب، بما في ذلك كتاب طبي بعنوان “إعادة بناء المريض المصاب في الحرب”، وسيصدر له قريباً كتاب بعنوان “علاج الطفل المصاب في الحرب”.