كريتر نت – متابعات
قالت وكالة بلومبيرغ إن الجيش الإسرائيلي طلب من المدنيين الخروج من القطاع الشرقي من رفح، كمقدمة لهجومه على هذه المدينة المتاخمة للحدود المصرية، وكجزء من حملته التي دمرت معظم قطاع غزة المحاصر وقتلت أكثر من 35 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأوضحت الوكالة -في مقال بقلم دانا خريش- أن وقوع هجوم كبير بهذه المنطقة التي تؤوي أكثر من مليون نازح أثار انتقادات من الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى عبرت عن قلقها على المدنيين، ولكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يقول إنه لا خيار سوى أن يبدأ الجيش عملية عسكرية في رفح.
ولتوضيح ملابسات هذا الهجوم أجابت الوكالة عن الأسئلة الأربعة التالية:
أولا: ما هي رفح؟
رفح مدينة تقع أقصى جنوب قطاع غزة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 280 ألف نسمة، وتقع بالقرب من حدود غزة مع مصر التي يبلغ طولها 12 كيلومترا، وهي موقع نقطة العبور الرئيسية بين الجهتين، وتحاصر إسرائيل الآن فيها أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة، حسب الأمم المتحدة.
وقد أنشئ معبر رفح بشكل أساسي للمشاة، ولكنه يستخدم الآن لنقل المساعدات الحيوية إلى غزة، ولكن توزيع المساعدات -حسب الوكالة- تعوقه الأعمال العدائية المستمرة، ويأتي بعضها الآخر عبر معبر كرم أبو سالم الذي يربط غزة بإسرائيل.
ثانيا: كيف الوضع في رفح الآن؟
تظهر الصور مدينة رفح مليئة بالخيام والمنازل المؤقتة في مجموعات مكتظة بالسكان حيث يواجه الناس نقصا في الغذاء والدواء، وتقول الأمم المتحدة إن “ندرة الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية ومرافق الصرف الصحي أدت إلى أمراض ووفيات يمكن تلافيها” ووصفت رفح بأنها “طنجرة ضغط مليئة باليأس”.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن التوغل البري في رفح سيشكل “مخاطر كارثية على 600 ألف طفل يحتمون حاليا في هذا الجيب”.
وأضافت أن الأشخاص الذين يغادرون رفح يواجهون ممرات قد تكون ملغومة أو مليئة بالذخائر غير المنفجرة، بالإضافة إلى مشكلة المأوى ومحدودية الخدمات.
ثالثا: ما المنظور الإسرائيلي؟
يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه “من المستحيل” تحقيق هدف تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إذا تركت إسرائيل ما يقول إنها آخر كتائب الحركة في رفح، حيث يقدر الإسرائيليون أن ما بين 5 آلاف و8 آلاف منهم متحصنون هناك.
ويحاول نتنياهو -حسب بلومبيرغ- التوفيق بين استرضاء شركائه اليمينيين المتطرفين المؤيدين للحرب بالداخل، والتعاون مع الولايات المتحدة التي ساعدت المجهود الحربي الإسرائيلي ولكنها تعلن مع دول أخرى معارضتها لتوغل جديد في رفح دون خطة لحماية المدنيين.
وأشارت الوكالة إلى أن قرار ملاحقة حماس في رفح يهدد للمرة الثانية بعرقلة صفقة يمكن أن تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، التي أوقف مفاوضاتها اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.
رابعا: ما منظور مصر؟
ويثير شن هجوم إسرائيلي على رفح مخاوف مصر من امتداد آثاره إلى أراضيها خشية أن يدخل مقاتلو حماس عبر الحدود “مما قد يتسبب في مشاكل أمنية” وأن يحذو المدنيون المحاصرون حذوهم ثم تمنعهم إسرائيل من العودة إلى غزة بعد ذلك.
وكان التوتر قد تصاعد بين إسرائيل والقاهرة مع بداية الحرب، وخاصة بعد أن اقترح مركز أبحاث إسرائيلي أن تفتح مصر صحراء سيناء أمام الفلسطينيين النازحين.
واستبعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومسؤولون آخرون أي فكرة لنقل سكان غزة إلى مصر، قائلين إن مثل هذه الخطوة قد يشكل تهديدا أمنيا وتقويضا لآمال الفلسطينيين بإقامة دولتهم.