كريتر نت – متابعات
رسالة نصية من صديقة إلى صديقتها، تكشف عن دور مشبوه لموقع إسرائيلي يطارد المشاركين في احتجاجات غزة بأمريكا.
بعد أسابيع من مشاركتها في احتجاج مؤيد للفلسطينيين، تلقت الطالبة الأمريكية من أصل مصري ليلى سيد رسالة نصية من صديقة تلفت انتباهها إلى موقع إلكتروني يعرض بيانات الأشخاص الذين يقول إنهم “يشجعون على كراهية اليهود وإسرائيل”.
وكتبت صديقة ليلى إليها في رسالتها الهاتفية تقول: “أعتقد أنهم عثروا عليك أثناء الاحتجاج”.
هذا هو الأخطر
الأخطر أنه عندما زارت ليلى الموقع الذي يحمل اسم كناري ميشن، وجدت صورة لها في احتجاج شاركت فيه يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بجامعة بنسلفانيا مع أسهم حمراء تشير إليها بين المحتجين.
وتضمن المنشور اسمها والمدينتين اللتين تعيش فيهما، وتفاصيل عن دراستها وروابط حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشر موقع كناري ميشن في وقت لاحق صورة لليلى على حسابيه على منصتي إكس وإنستغرام تحت عنوان “مدافعة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها حماس”، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على بلدات إسرائيلية.
وردا على هذا الهجوم، شنت إسرائيل حملة عسكرية على غزة أدت وفقا للسلطات الصحية في القطاع إلى مقتل ما يقرب من 35 ألف فلسطيني.
وتدفقت التعليقات على المنشور من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ونعتوها بألفاظ قاسية، وأنه لا مستقبل لها، وبعضهم دعا إلى ترحيلها لغزة.
وتدعم ليلى القضايا الفلسطينية منذ فترة طويلة، بيد أنها قالت إنها كانت المرة الأولى التي تشارك فيها في احتجاج مؤيد للفلسطينيين في جامعة بنسلفانيا، دون أن يذكر الموقع أي أنشطة أخرى لها.
صدمة كبيرة
وقالت ليلى (20 عاما)، لوكالة رويترز، إن رد فعلها كان صدمة كبيرة للوهلة الأولى، مؤكدة أنها لم تكن هناك لتقول إنها تؤيد حماس، أو لتقول إنها تكره إسرائيل، مضيفة: “كنت هناك لأقول إن ما يحدث في فلسطين خطأ”.
ذكرت ليلى أنها لم تدرك في ذلك الوقت أن الهتاف الذي رددته وعرضه موقع كناري ميشن وتضمن عبارة “عند احتلال الناس، تكون المقاومة مبررة”، سيعتبره البعض تعبيرا عن “دعم عمليات القتل التي ارتكبتها حماس”، وقالت إنها رددت الهتافات لإظهار الدعم للاحتجاجات.
مكافحة معاداة السامية؟
وردا على استفسار أرسل عبر كناري ميشن، قال الموقع إنه “يعمل على مدار الساعة” لمكافحة “موجة معاداة السامية”، التي تجتاح الجامعات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بما يشمل الكشف عن الأشخاص الذين يؤيدون حماس.
ووفقا لتصريحات من الموقع قدمها متحدث باسم شركة (جوفا 10) للعلاقات العامة التي تتخذ من تل أبيب مقرا، لم يرد الموقع على أسئلة متعلقة بالملف الشخصي لليلى أو الإساءات الموجهة عبر الإنترنت ضد الأشخاص الذين يستهدفهم الموقع.
ورغم أن الموقع يعتمد على بلاغات عن الأشخاص المؤيدين للفلسطينيين، فإنه قال إنه يتحقق مما ينشره ويعتمد في ذلك على المصادر المتاحة للجمهور.
ويعرض الموقع روابط لمنشورات الأشخاص المستهدفين على وسائل التواصل الاجتماعي وحديثهم في الفعاليات العامة ومقابلاتهم مع الصحفيين.
ولم يرد مسؤولون من جامعة بنسلفانيا على أسئلة متعلقة بقضية ليلى.
وقال المتحدث باسم الجامعة ستيف سيلفرمان، لوكالة رويترز، إن الجامعة تركز على ما فيه صالح جميع الأفراد، مضيفا أن المسؤولين يتواصلون لتقديم الدعم عندما يكون هناك أمر مثير للقلق.
معلومات عن الموقع
وموقع كناري ميشن واحد من أقدم وأبرز مجموعات الدعم الرقمية التي كثفت حملاتها للكشف عن الأشخاص الذين ينتقدون إسرائيل منذ اندلاع أحدث موجة من الصراع، ما يؤدي غالبا إلى تعرض هؤلاء الأشخاص لمضايقات على غرار ما تعرضت له ليلى.
واتهم الموقع أكثر من 250 طالبا وأكاديميا أمريكيا بدعم الإرهاب أو نشر معاداة السامية والكراهية لإسرائيل منذ بداية أحدث موجة من الصراع في غزة، وفقا لاستعراض رويترز لما هو منشور على الموقع.