كريتر نت – متابعات
لم تكن الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة، الوحيدة من نوعها، فعلى مدى 7 عقود عانى الفلسطينيون ويلات كثيرة.
وفي ذكرى النكبة، نظم آلاف الفلسطينيين مسيرة في شمال إسرائيل، أمس الثلاثاء، إحياء لتلك المأساة حين فر مئات الآلاف من الفلسطينيين أو هُجروا خلال حرب 1948 التي رافقت قيام إسرائيل، وللمطالبة بحق عودة اللاجئين.
ودعا كثيرون من بين نحو 3 آلاف شخص أيضاً إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة أثناء مشاركتهم في المسيرة قرب مدينة حيفا.
كما رفع كثيرون منهم الأعلام الفلسطينية متشحين بالكوفية الفلسطينية في مسيرة حق العودة السنوية، في احتجاج فلسطيني نادر سُمح بتنظيمه في إسرائيل مع احتدام الحرب في غزة، وفقا لوكالة “رويترز”.
كيف وصل الحال إلى هُنا؟
البداية كانت حينما وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947، على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية وفرض حكم دولي على القدس.
كما وافق زعماء اليهود على الخطة التي تمنحهم 56% من أراضي فلسطين.
وبينما رفضت الجامعة العربية هذا الاقتراح، أعلن ديفيد بن غوريون قيام إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، “ليؤسس لليهود الراغبين في إقامة وطن”.
وفي الحرب التي تلت إعلان قيام إسرائيل، هجّر نحو 700 ألف فلسطيني، أي نصف السكان العرب في فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني، وطُردوا من منازلهم وأراضيهم، وانتهى بهم المطاف في الأردن ولبنان وسوريا وأيضا في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
فيما تعرف هذه الحادثة تاريخياً، بـ “ذكرى النكبة”، أي قيام إسرائيل، وتهجير آلاف الفلسطينيين والاستيلاء على ممتلكاتهم جماعيا وإجهاض أحلامهم في دولتهم.
رغم ذلك، ترفض إسرائيل الإقرار بأنها هجرت الفلسطينيين.
وأوقفت اتفاقات هدنة القتال في عام 1949 لكن من دون سلام رسمي، حيث يشكل الفلسطينيون الذين بقوا بعد الحرب وأحفادهم اليوم نحو 20% من سكان إسرائيل.
حروب كبرى
منذ ذاك الحين وحتى اليوم، دارت حروب كبرى، ففي عام 1967، وجهت إسرائيل ضربة استباقية لمصر وسوريا، وبدأت حرب الأيام الستة.
فاستولت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية العربية من الأردن وهضبة الجولان من سوريا وقطاع غزة من مصر.
وقدر تعداد سكاني إسرائيلي في ذلك العام أن عدد سكان غزة يبلغ 394 ألف نسمة وأن 60% منهم على الأقل من النازحين الفلسطينيين وأحفادهم.
وفي السادس من أكتوبر تشرين الأول عام 1973، شنت مصر وسوريا هجوما مباغتا على المواقع الإسرائيلية على امتداد قناة السويس والجولان.
كما غزت إسرائيل لبنان عام 1982 وأُجلي آلاف المقاتلين من منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات بحرا بعد حصار دام 10أسابيع، إلى أن انسحبت القوات الإسرائيلية من لبنان في عام 2000.
أما في عام 2005، سحبت إسرائيل المستوطنين والجنود من جانب واحد من قطاع غزة، وفازت حركة حماس في انتخابات برلمانية عام 2006 وفرضت سيطرتها بالكامل على القطاع في 2007.
كما شهدت غزة تصعيدا كبيرا للقتال بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في أعوام 2006 و2008 و2012 و2014 و2021.
وفي عام 2006، أسر مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية جنديين إسرائيليين في المنطقة الحدودية المضطربة، فشنت إسرائيل عملا عسكريا ما أدى إلى حرب استمرت 6 أسابيع، انسحبت منها إسرائيل على وقع الضربات.
إضافة إلى الحروب، حدثت انتفاضتان فلسطينيتان، بين عامي 1987 و1993، وبين عامي 2000 و2005. وشهدت الثانية موجات من التفجيرات الانتحارية نفذتها حماس ضد الإسرائيليين، وقصفا جويا ومدفعيا إسرائيليا على المدن الفلسطينية.
ومنذ ذلك الحين، اندلعت عدة جولات من الأعمال القتالية بين إسرائيل وحماس.
أما اليوم، وبعد السابع من أكتوبر حينما نفّذت حركة حماس هجوما غير مسبوق على مناطق غلاف غزة، تلعب قطر ومصر دور الوسيط في الحرب الأحدث ونجحتا في إقرار هدنة استمرت سبعة أيام شهدت تبادل أسرى تحتجزهم حماس بأسرى تحتجزهم إسرائيل، كما دخلت مساعدات إنسانية إضافية إلى قطاع غزة.
في حين لم تفلح المحادثات في التوصل لهدنة أخرى حتى الآن، وقالت حماس في العاشر من مايو/أيار، إن تلك الجهود عادت للمربع الأول.
وتصر إسرائيل على أنها لن تناقش سوى هدنة قصيرة بينما تقول حماس إنها لن تطلق سراح أي محتجزين إلا في إطار اتفاق لإنهاء الحرب.
حل الدولتين
يكمن في لب النزاع قضايا حل الدولتين والمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة ووضع القدس والحدود المتفق عليها ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
فبالنسبة لحل الدولتين، فهو يتمثل في اتفاق تقام على أساسه دولة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب إسرائيل.
ويقول نتنياهو إن إسرائيل يجب أن تكون لها السيطرة الأمنية الكاملة على كل الأراضي التي تقع غرب نهر الأردن وهو أمر يحول دون قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
أما المستوطنات، فتعتبر معظم الدول أن المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 غير قانونية.
وترفض إسرائيل ذلك، وتستمر بالتوسع الاستيطاني الذي بات من بين القضايا الأكثر إثارة للجدل بين إسرائيل والفلسطينيين والمجتمع الدولي.
وفيما يتعلق بالقدس، يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم، في حين تزعم إسرائيل أن القدس يجب أن تظل عاصمتها “أبدية غير قابلة للتقسيم”.
يشار إلى أن مطالبة إسرائيل بالسيادة على الجزء الشرقي من القدس لا تحظى باعتراف دولي.
أما عن اللاجئين، فيعيش حاليا نحو 5.6 مليون لاجئ فلسطيني، معظمهم من نسل الذين فروا في عام 1948، في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وقطاع غزة.
وتقول وزارة الخارجية الفلسطينية إن نحو نصف اللاجئين المسجلين مازالوا بلا جنسية ويعيش كثيرون منهم في مخيمات مكتظة.
إلى ذلك، يطالب الفلسطينيون منذ فترة طويلة بحق العودة للاجئين ومعهم الملايين من أحفادهم.
وتقول إسرائيل إن أي إعادة توطين للاجئين الفلسطينيين يتعين أن تكون خارج حدودها.