كريتر نت – متابعات
إيلي كوهين هو أشهر جواسيس إسرائيل لا سيما في العالم العربي، فقد زرعه الموساد الإسرائيلي في المجتمع السوري، حتى وصل إلى أعلى المناصب، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
والمفارقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سبق وأعلن أن بلاده لا تزال تبحث عن رفاته، وتبذل قصارى جهدها من أجل إعادته إلى إسرائيل، رغم مرور كل هذه السنوات على إعدامه.
فما قصة إيلي كوهين؟
ولد إيلي كوهين في 16 سبتمبر/أيلول من عام 1924 في محافظة الإسكندرية المصرية، وتحديدا في منطقة الحي اليهودي، وينحدر من أسرة أصولها سورية، إذ هاجر أبوه وأمه من مدينة حلب.
حسب معلومات ذكرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، في تقرير سابق، فإن شاؤول والد إيلي كان أبا لـ8 أبناء، وكان يمتلك محلا تجاريا لبيع رابطات العنق، وقد حرص على تربيتهم تربية دينية.
وقد التحق إيلي في طفولته بمدارس دينية يهودية، ثم درس الهندسة في جامعة القاهرة ولكنه لم يكمل تعليمه، وفق تقرير سابق لشبكة بي بي سي البريطانية، كما أجاد العبرية والعربية والفرنسية بطلاقة.
ويقول تقرير بي بي سي إن كوهين انضم للحركة الصهيونية وهو في العشرين من عمره، كما التحق بشبكة تجسس إسرائيلية في مصر بزعامة إبراهام دار المعروف بجون دارلنغ، وقيل إنه قدم معلومات عن الجيش المصري.
لكن عقب حرب السويس، هاجر كوهين من مصر نهائيا عام 1957، إلى أن وصل إلى إسرائيل، وبعد وصوله عمل في البداية في ترجمة الصحافة العربية للعبرية ثم التحق بالموساد الإسرائيلي.
اختراق المجتمع السوري
وفق تقرير بي بي سي، تم إعداد قصة مختلقة له لزرعه لاحقا في سوريا، فذهب للأرجنتين عام 1961، على أنه سوري مسلم اسمه كامل أمين ثابت، وقد نجح هناك في بناء سمعة جيدة كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأصلي سوريا.
وفي الأرجنتين، توثقت صداقته بالملحق العسكري السوري أمين الحافظ الذي أصبح رئيسا لسوريا لاحقا، ثم انتقل إلى دمشق عام 1962، حيث بنى علاقات مع شخصيات في أعلى مستويات السلطة وكبار ضباط الجيش ورجال المجتمع والتجارة وسكن بحي أبو رمانة المجاور لمقر قيادة الجيش السوري.
يقول الدكتور سعيد عكاشة الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية (مقره القاهرة)، في تصريحات سابقة لـ”العين الإخبارية”، إن كوهين قدم نفسه في سوريا كقومي يتمتع بعلاقات واتصالات دولية، حتى نجح في اختراق أعلى مستويات النظام السوري.
ويلفت إلى أنه تسلل إلى النخبة السورية باعتباره رجل أعمال، وتمكن من نسج علاقات قوية مع شخصيات ذات نفوذ سواء من رجال السياسة أو العسكريين، حتى بات مقربا من دوائر صنع القرار.
ويشير عكاشة إلى مفارقة، وهي أن الأمر وصل إلى حد ترشيح إيلي كوهين لمنصب نائب رئيس الجمهورية، قبل أن يتم اكتشاف أمره ويتم إعدامه عام 1965.
وذكر الخبير المصري أن كوهين مد تل أبيب بأبرز التحركات العسكرية للجيش السوري، وكل تجهيزاته في جبهة الجولان قبل حرب 1967، علاوة على معلومات قيمة بشأن انتشار الجيش السوري.
ويقال إن تلك المعلومات كانت بالغة الأهمية لدرجة أن الجيش الإسرائيلي اعتمد عليها بصفة رئيسية في عملية احتلال مرتفعات الجولان خلال حرب يونيو/حزيران من عام 1967.
اكتشاف أمره
وفقا للكاتب الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل، فإن المخابرات المصرية هي التي كشفته بعد رصد أحد ضباطها له ضمن المحيطين بأمين الحافظ في صور خلال تفقده مواقع عسكرية.
لكن الجهات السورية، في المقابل، قالت حينها إن أجهزة أمنها هي التي كشفته بمساعدة فنية من جانب روسيا، ثم خضع عقب ذلك لمراقبة المخابرات السورية، التي اعتقلته لاحقا وصدر حكم بإعدامه شنقا في ساحة المرجة بالعاصمة السورية في يوم 18 مايو/أيار.