وائل صالح
عادةً ما تُصدر جماعة الإخوان المسلمين عن نفسها، مثلما يروج لها بعض الباحثين، بأن تديُّنهم قائم بالكلية على فهمهم للإسلام وتمامية ذلك الفهم ليكون مصدرًا وحيدًا لإعداد شبابهم ولرؤيتهم للعالم ولسلوكياتهم في الشأن العام ولحكمهم على الآخرين. بالإضافة إلى أن الإخوان عادة ينتقدون الإنتاج المعرفي الغربي خصوصًا في العلوم الاجتماعية والإنسانية، بوصفه عبارة عن معارف خارجة عن الإطار المعرفي الإسلامي.
ولكن لفت نظرَ كاتب هذه الدراسة منذ سنوات طويلة أن بعض من يعرفهم من الإخوان من المسلمين معرفة شخصية خصوصًا في الفترة السابقة لما يسمى بالربيع العربي، يقرؤون، بعكس الفكرة النمطية السائدة، بعض الإنتاج المعرفي الغربي، خصوصًا في مجال التنمية البشرية وعلم النفس، وذلك بهدف التمكن من أدوات الإقناع والتجييش لأيديولوجيتهم ونوع تدينهم.
من هنا أتت فكرة اختبار مدى جدّة تلك الظاهرة أو تأصلها في جماعة الإخوان. بالإضافة إلى أن البحث في إصدارات جماعة الإخوان المتعددة من مجلات، في الفترة السابقة لمقتل مرشدها الأول ومؤسسها، يُبين لنا تأصل تلك الظاهرة عند جماعة الإخوان المسلمين.
ونضرب في نطاق هذه الدراسة القصيرة مثالين على قراءة الإخوان المسلمين لبعض الإنتاج المعرفي الغربي الذي يمكن تطويعه لخدمة أيديولوجيتهم أو الذي يمكن استخدام محتواه للتجييش والتمكن من العقول والقلوب.
وتقوم هذه الدراسة بالأساس على تحليل مضمون وثيقتين رئيستين للإجابة على سؤالها البحثي الرئيسي وهو “هل قرأ البنا جوستاف لوبون ومكيافيلي؟”.
والوثيقتان هما: مقال “على من تجب الدعوة؟” الذي نشره حسن البنا في مجلة الفتح (العدد 103، 5 يوليو 1928، السنة الثالثة)، وفيه يتضح للقارئ كيف قرأ البنا ميكافيلي.
والوثيقة الثانية هي اللائحة العامة للمنهاج الثقافي للإخوان (المنشورة في مجلة التعارف، العدد 23، 6 مارس 1940)، وفيها نجد كتب العلوم الاجتماعية والإنسانية، ومن بينها كتب الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون، التي فُرضت قراءتُها على متدربي الإخوان في الدورات التدريبية لإعداد القادة والدعاة.
هل قرأ البنا جوستاف لوبون ومكيافيلي؟
تبين لنا اللائحة العامة للمنهاج الثقافي للإخوان (المنشورة في مجلة التعارف، العدد 23، 6 مارس 1940) أن جماعة الإخوان فرضت تلك اللائحة على من يرغب من الإخوان في أن يصبح داعية باسم الاخوان.
فبالإضافة إلى الكتب التي يجب على من يكون داعية قراءتُها في مجال العقائد والحديث والسيرة، ثمة قائمة من الكُتُب في الفلسفة وعلم النفس، وهي كالآتي، مثلما وردت في نص الوثيقة رقم (2) مبادئ علم النفس، تاريخ الفلسفة وتطوراتها وأشهر النظريات الفلسفية، مبادئ علم الأخلاق قديمًا وحديثًا، التربية وتاريخها وتطور نظرياتها، لمحة عامة عن التصوف، علم النفس لأمين مرسى قنديل، علم النفس للأبراشى ومظهر سعيد، مبادئ الفلسفة لأحمد أمين، الفلسفة الشرقية واليونانية والإسلامية والحديثة للدكتور محمد غلاب، تهذيب الأخلاق لابن مسكويه، تاريخ التربية لمصطفى أمين، علم الاجتماع لمصطفى فهمي، علم الاجتماع ومشاكله ترجمة إبراهيم رمزي، على هامش السياسة حافظ عفيفي، نهضة اليابان لطه الهاشمي، روح الثورات لجوستاف لوبون، سر تقدم الإنكليز السكسون لأدمون ديمولان، روح الاجتماع لجوستاف لوبون، ومقدمة ابن خلدون[1].
بالإضافة إلى أنه كان يُطلب من الدعاة في تلك الدورات التدريبية “كتابة تقرير عن الحالة الاجتماعية للريف المصري من واقع قرية أو بندر مع ذكر وسائل النهوض به”، وقراءة كتب تنتمي لمجال العلوم الاجتماعية والخدمة الاجتماعية، “مع التطبيق على الحالة الحاضرة في مصر خاصة والعالم، وبالأخص العالم الإسلامي”[2]، بالإضافة إلى تحضير عشر محاضرات، منها خطب منبرية بناءً على قراءتهم للكتب السابقة وأيضًا للكتب الآتية: “إصلاح الوعظ” لمحمد الخولي و”الخطابة” لمحمد أبو زهرة[3].
ومن الملاحظ أن من بين الكتب التي كان يجب على المتدربين قراءتها أيضًا، وقد تكشف عن التوجهات الفكرية الإخوانية كتابُ “الرد على الدهريين” لجمال الدين الأفغاني، وكتابان لمحمد رشيد رضا وهما “خلاصة السيرة وملخص الدعوة” و”الوحي المحمدي في فلسفة الإسلام”، وكتاب “طبائع الاستبداد” لعبدالرحمن الكواكبي[4].
ومن الملاحظ أيضًا فرض كتب تنقد الاستشراق وتمثلات الإسلام والمسلمين في الكتابات الفكرية الغربية مثل كتاب “مسائل الشرق واستعباد الإسلام”[5] (1827-1887 Eugène Yung)[6].
وكتب يمكن أن نفهم من خلالها نوعية تدين الإخوان وأيديولوجيتهم مثل الكتب التي تتناول تاريخ الخوارج مثل كتاب “تاريخ الخوارج” للشيخ محمد شريف سليم، و”الحركات الهدامة في التاريخ” لعبد الله عنان، وكتب تنتقد الصوفية ككتاب “ردود ابن تيمية على الصوفية في آخر فتاواه”[7].
بالإضافة إلى أن من بين الكتب التي تُفرَض قراءتها على المتدربين كتب في التاريخ من بينها “الثورة العربية الكبرى” لأمين سعيد، و”حاضر العالم الإسلامي” لعجاج نوهيض بتعليق شكيب أرسلان، وكتب أخرى تربط بين العلوم الاجتماعية والعلوم البحتة كالطب مثل “الإسلام والطب الحديث” لعبد العزيز إسماعيل.
وتزامن ذلك مع محاضرات لحسن البنا كانت تسمى “حديث الثلاثاء.. دروس متتابعة في الثقافة العامة”، وكانت تُعقد بدار الإخوان المسلمين بميدان الحلمية الجديدة، بعد صلاة العشاء من كل يوم الثلاثاء.
ومن الملاحظ أن البنا كان يلقي محاضرات بعناوين لافتة وغير معتادة في ذلك الوقت، ولم يتم تحليلها بشكل مستفيض في الأدبيات الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين من بينها: “الفرق السياسية وأثر السياسة في الفكرة الإسلامية قديمًا (الشيعة والخوارج)”، و”النهضة الغربية الحديثة وأثرها في الفكر الإسلامي”، و”التيارات الإصلاحية الحديثة والفرق الإصلاحية المعاصرة”، و”الغزو الغربي العلمي والروحي للعالم الإسلامي وأثره فيه”، وكان ذلك في الفترة ما بين يناير وفبراير 1940[8].
وقد سبق تلك الدورات إعداد منهج متكامل لإعداد الدعاة ثقافيًا، وتولى البنا إعداد هذا المنهج بنفسه، ويقال إنه عرضه على مجموعة من علماء الأزهر لاستطلاع رأيهم.
وكان من بين هؤلاء الشيخ إبراهيم الجبالي الذي أرسل إليه البنا المنهج المنشور في تلك الدراسة مرفقًا به الخطاب الآتي[9].
الوثيقة رقم (1)
خطاب البنا الموجه إلى الشيخ الأزهري إبراهيم الجبالي
ومثلما نرى من نص الخطاب، يطلب البنا من الشيخ إبراهيم الجبالي، إبداء رأيه في المنهج المشار إليه وفي مدى ملاءمة المواد المختارة له، وما يمكن أن يزيد عليه أو ينقص منه لنشر الثقافة في الأمة، وذلك في إطار رغبة الجماعة في تثقيف بعض أعضائها تثقيفًا خَاصًّا، بما يمكنهم من النهوض “بعبء الدعوة، ونشر الخير بين طبقات الأمة”.
ومن ثم فإنه يمكننا القول بعد عرض تلك الوثائق المهمة، إن جماعة الإخوان لم يكن لديها في تلك الفترة أي غضاضة لا في التعاون مع الأزهر من ناحية، ولا في تكوين دعاتها من خلال كتب غربية في مجالات الفلسفة وعلم النفس والاجتماع والتاريخ. إلخ، من ناحية أخرى، بما قد يخدم الجماعة في تحقيق أهدافها، وذلك على نحو ما توضحه الوثيقة الآتية:
الوثيقة رقم (2)
اللائحة العامة للمنهاج الثقافي للإخوان، مجلة التعارف، العدد 6، 23 مارس 1940.
وفي بداية عام 1940م شكلت لجنة البنا برئاسة البنا، وعضوية كل من عبد المنعم فرج الصدة، وحلمي نور الدين، ومحمد علوي عبد الهادي، الذي تم تكليفه سكرتيرًا للجنة. وقد اعتمدت تلك اللجنة اللائحة العامة للمنهاج الثقافي للإخوان، المرفقة في الدراسة (وثيقة رقم 2)، كما وفرت الكتب المفروض على المتدرب قراءتها للبيع بالتقسيط في المركز العام[10]. وتكفل محمد علوي عبد الهادي، سكرتير اللجنة، بشرح غاية المنهج وأغراضه ووسائله في مقالات له بمجلة التعارف، ومن أهم ما جاء فيها:
أن دعوة الإخوان هي دعوة “الإسلام في القرن العشرين”، وهو ما يشكل اختزالًا للإسلام في الإسلاموية واحتكارًا للتحدث باسمه.
أن الغاية القريبة التي تسعى إليها الجماعة في تلك الفترة هي “إفهام هذا الشعب المؤمن حقوقه وواجباته التي أوجبها له أو فرضها عليه “الإسلام” (كما يفهمه الإخوان أو كما يريدون استخدامه).
اعتبار العلم الوقود الذي تتحقق من خلاله أهداف الاخوان المسلمين.
المنهاج الثقافي يجمع كل ما يحتاج إليه الداعية ليمثل الإخوان المسلمين، وهو يراعي الاختلاف الكبير في الثقافات المختلفة في مصر.
الإعداد والتدريب على هذا المنهاج مدفوع الأجر.
ولتفصيل ما جاء في هذه البنود الخمسة قال عبد الهادي في إحدى مقالاته التي أعاد نشرها موقع “إخوان ويكي”:
“تجتاز الآن دعوة الإخوان المسلمين – وهي دعوة الإسلام في القرن العشرين- طور الجهر بالدعوة، ومطالبة الناس بها، وهي في ذلك مترسمة خطى الدعوة الأولى؛ دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وينحصر جهاد الإخوان الآن في تكوين الشَّعْب المسلم الحقيقي الكامل الإسلام، أو بمعنى آخر: إن الغاية القريبة التي نسعى إليها هي إفهام هذا الشعب المؤمن حقوقه التي أوجبها له الإسلام؛ فيطالب بها، وواجباته التي فرضها عليه فيؤديها.
وتحتاج الدعوة لتحقيق هذه الغاية في أقرب وقت إلى إعداد كل القوى، وتعبئة كل الكتائب، وتوجيه هذا الشباب الطاهر الحر المؤمن؛ ليكون مصابيح الهداية، ونور المعرفة؛ فيرشد الشعب إلى ما له وما عليه.
فهل كل هذا الشباب يصلح لأن يكون كذلك؟ حقًا إن الرغبة جياشة، والعزيمة متوفرة، ولكن هل تكفيان؟ وإذا جاز لنا التشبيه، فهل هذه المصابيح من الشباب الراغب في الجهاد في سبيل الله ممتلئة بالوقود الذي به تضيء، وبدونه لا تنير؟
الجواب على ذلك: لا.
ونقولها مطمئنين، إذن كان على قيادة الدعوة أن تفكر في تهيئة هذا الوقود الذي هو العلم لهذا الشباب الحر؛ فكان المنهاج الثقافي برنامجًا من الدراسة التي تشبه -إلى حد كبير- دراسة طلبة الشهادات العالية من الجامعيين، يجمع كل ما يحتاج إليه داعية من دعاة الإخوان المسلمين. لقد كان الرائد في وضع هذا المنهاج بصورته التي نشرت في هذه المجلة من قريب أن تبسط مواده على قدر الإمكان، وأن يراعى فيه الاختلاف الكبير في الثقافات المختلفة في هذا البلد؛ لتخرج موحدة إلى أقرب حد مستطاع.
فالمواد الثماني التي تدرس بالمنهاج -وهي التي من المفروض في كل دعاة الإخوان أن يجيدوها- كان من السخف أن تفرض جميعها بلا استثناء على طالب الأزهر مثلًا الذي درس أكثرها؛ فلا معنى مثلًا لأن يضيع الوقت في مواد فرغ منها وأجادها، كالقرآن الكريم أو الحديث مثلًا، والأمثلة على ذلك كثيرة؛ لذلك أبيح الاختيار في هذه المواد؛ بحيث لا تقل عن أربع مواد يمتحن فيها الطالب، وحبذا لو درس كل المواد، ولو يمتحن فيها على دفعتين. ومثلما قلنا فإن الدراسة في هذا المنهاج ذاتية؛ أي إن الأخ يعتمد فيها على مطالعاته الخاصة، على المراجع التي حددتها لجنة المنهاج، وذكرت باللائحة، ولا يشترط في الأخ أن يقرأ كل الكتب المذكورة، وإنما يكتفي بما تيسر له، وإنما ذكرت هذه الكتب كلها لأنها الكتب الشهيرة المتداولة التي تبحث في هذه الفنون.
ويتصل الأخ بلجنة المنهاج في أثناء دراسته شارحًا ما يلاقيه فيه من صعوبات، وستقوم اللجنة بتوجيهه إلى ما فيه الخير. وفى النهاية يسجل الأخ نتيجة دراسته في رسالة يتقدم بها للامتحان، وتنظر لجنة الامتحان إلى النقطة الآتية في أثناء مناقشة الرسالة، وهي مقدرة الأخ على القراءة والاستنتاج والمقارنة، وبقدر نجاحه في هذه الأمور يمنح إحدى الدرجات المنصوص عليها في اللائحة، على أنه من ناحية أخرى سيلقي فضيلة الأستاذ المرشد محاضرات في كثير من نقط المقرر في الفنون المختلفة، وسيقوم بطبع هذه المحاضرات ونشرها (…).
بقيت نقطة كنت أحب ألّا أتعرض إليها؛ هي موضوع رسم التسجيل، وأكتفي بأن أطلب إلى أخي القارئ أن يرجع إلى الفقرات السابقة، ويقدر ما ستتكفله اللجنة من مصاريف في اتصالها بحضرات الإخوان، وما يتطلبه العمل الإداري من نفقات يجب أن نوازنها بدون إرهاق بميزانية المكتب العام؛ ليبين عدالة هذا الرسم وأحقيته”[11].
كذلك يوضح المقال الذي نشره حسن البنا في مجلة الفتح (العدد 103، 5 يوليو 1928، السنة الثالثة، ص 2) كيف قرأ ميكافيلي، عندما اتفق معه على استخدام الدين لتعضيد السلطة السياسية وإضفاء المشروعية عليها، قائلًا:
(وصلاح الشعب الأدبي والخلقي يساعد الحكومة كثيرًا في مهمتها ويوفر عليها جل عنائها، فهو من جهة يوطد سلطتها ويدعم أوامرها حتى قال (مكيافيلي) على اتهامه في دينه “يجب على الحاكم أن يعاضد المشروعات الدينية ليدعم بها سلطانه”)[12].
الوثيقة رقم (3)
مقال البنا “على من تجب الدعوة” المنشور في مجلة الفتح (العدد 103، 5 يوليو 1928، السنة الثالثة)[13]
وتتلخص الفكرة الرئيسية لهذا المقال، كما يقول البنا في أن الدعوة إلى الله (دعوة الإخوان) “فرض لا مناص منه إلا بالأداء”، وأن “الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن” وأن “الناس في كل زمان ومكان على دين رؤسائهم وأولي الحكم”.
خاتمة
تبين لنا الوثائق السابقة المدى الذي من الممكن أن تكون جماعة الإخوان المسلمين قد تأثرت به من الإنتاج المعرفي الغربي في مجالي العلوم الإنسانية والاجتماعية في التنظير وفي هيكلة أيديولوجيتها.
وكيف قرأ البنا وجماعة الإخوان مفكرين غربيين مثل ميكافيلي (صاحب مقولات يُفهم منها “الغاية تبرر الوسيلة” وأن “السياسة ليس لها أي علاقة بالأخلاق”)[14] وجوستاف لوبون صاحب كتاب “سيكولوجية الجماهير”[15].
ويتبين لنا مما سبق كيف أنه لم يكن لدى جماعة الإخوان في مراحلها الأولى أي حساسية من اللجوء إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، بشكل علني لإعداد دعاتهم والاستفادة من تلك العلوم، لتحقيق أهداف الجماعة، مما يدحض ما تصدره جماعة الإخوان عن نفسها، من أن تدينهم قائم بالكلية على فهمهم الصحيح للإسلام وتمامية ذلك الفهم، ليكون مصدرًا وحيدًا لإعداد شبابهم ولرؤيتهم للعالم ولسلوكياتهم في الشأن العام، وصولًا إلى حكمهم على الآخرين.
وأخيرًا في دراسة لمركز تريندز حول الإخوان المسلمين في كندا[16]، أشار الباحث، من خلال نموذجين، وهما رانيا لاوندي[17] وميمونة حسين[18] كيف أن عمل بعض الجيل الجديد من جماعة الإخوان، خصوصًا من شبابهم الذي يعيش في الغرب، يتمحور حول مجالي التنمية البشرية والاتصال والاستفادة من العلوم الاجتماعية والإنسانية لخدمة الجماعة وأهدافها، وهذا كان نادرًا في الجماعة منذ خمسينات القرن الماضي وحتى وقت قريب[19].
ولعله من المهم أن نختبر في دراسات مقبلة فرضية استمرار الإخوان في اللجوء إلى تلك العلوم في المراحل اللاحقة من تاريخهم وحتى اليوم، وكيف حدثت القطيعة الظاهرية على الأقل بين الإخوان وتلك العلوم، وفي أي سياق، ولأي أهداف.
المصدر : “مركز تريندز للبحوث والاستشارات”