كريتر نت – متابعات
بشكل مفاجئ، أعلن الرئيس الفرنسي، انتخابات تشريعية مبكرة، إثر هزيمة كبيرة في الانتخابات الأوروبية، رغم تحذيرات البعض من خسارة مكررة.
وفاز التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية في فرنسا بفارق كبير بحصوله على 31,36 % من الأصوات متقدما على الغالبية الرئاسية التي حصلت على 14,6 % والحزب الاشتراكي مع 13,83 %.
ودفع هذا الفوز الساحق لليمين المتطرف، الرئيس إيمانويل ماكرون إلى حل الجمعية الوطنية (البرلمان) والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة تجرى دورتها الأولى في 30 يونيو/حزيران والثانية في السابع من يوليو/تموز.
وعلى عكس التحليلات المبكرة لخطوة ماكرون خاصة التحذير من خسارة ثانية للرئيس، فإن رهان الأخير بسيط وذكي للغاية، إذ يريد إعادة حزب مارين لوبان المرشحة لخلافته في انتخابات 2027، إلى الأرض، بسرعة كبيرة وتقليل زخمها، بعد أن غذت الانتخابات الأوروبية طموحات حزبها.
فحزب لوبان بات يرى نفسه قادرا على الحكم، وأعلن في بيان، الإثنين، ترشيح رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا، لمنصب رئيس الوزراء في فرنسا، بعد الانتخابات المبكرة.
لكن رغم أن الانتخابات الأوروبية حققت انتصارًا حاسمًا للتجمع الوطني، إلا أن الانتخابات التشريعية المبكرة من غير المرجح أن تحقق مثل هذا الفوز الواضح للحزب اليميني المتطرف.
ووفق مجلة بوليتيكو الأمريكية، سيحصل التجمع الوطني على المزيد من المقاعد في البرلمان بعد الانتخابات المبكرة، ولكن من المحتمل ألا يفوز بما يكفي ليكون في وضع يسمح له بالحكم.
“كبح جماح لوبان”
بدوره، قال مجتبى رحمن، رئيس مجموعة أوراسيا للاستشارات في أوروبا، وهي شركة استشارية متخصصة في المخاطر، “من شبه المؤكد أن الانتخابات ستؤدي إلى كبح جماح لوبان، لأن الوضع الحالي لا يعكس إمكانية فوزها بأغلبية في الانتخابات التشريعية”،
موضحا ”لا أعتقد أن لوبان ستبلي بلاءً حسنًا في الانتخابات التشريعية، إنها انتخابات من جولتين، وتستهدف حشد مجموعة مختلفة من الناخبين“.
ولا تستخدم الانتخابات البرلمانية الفرنسية نفس النظام الانتخابي الذي تستخدمه الانتخابات الأوروبية. ولكي تفوز بمقعد كنائب يجب أن تحصد 50% من الأصوات.
وإن لم تفز، ستخوض جولة إعادة، ما يجعل احتمالية فوز مرشح يميني متطرف بمقعد في البرلمان الوطني، صعبة جدا، خاصة في ظل التحالفات المعلنة والضمنية التي تعقدها الأحزاب الأخرى، ضد مرشي حزب لوبان.
هناك سبب آخر لصعوبة تكرار نتيجة الانتخابات الأوروبية في الانتخابات التشريعية، إذ يُنظر إلى بروكسل على أنها مصدر قلق ضعيف على المستوى الوطني، إذ أن الانتخابات الأوروبية عادةً ما تكون المكان الذي يشهد تصويتا احتجاجيا مرتفعا للغاية ضد الأحزاب الوطنية الحاكمة، لأن تكلفة مثل هذا التصويت تكون ضئيلة من الناحية السياسية، وفق بوليتيكو.
احتمال خطير
في المقابل، تصب الانتخابات التشريعية التي تجرى على جولتين، في صالح الأحزاب الأكثر تقليدية، وعادةً ما يلتف الناخبون من اليسار واليمين حول المرشح الأكثر حظوظا للتغلب على اليمين المتطرف.
ومثل هذا الحشد السياسي ضد اليمين المتطرف، استغله ماكرون نفسه، للتغلب على لوبان، بنسبة 59 في المائة مقابل 41 في المائة، في الانتخابات الرئاسية لعام 2022.
ورغم هذه الدلائل التي تدعم خطوة ماكرون، هناك مخاطرة، ولو بنسبة ضئيلة، إذ أن حقائق الأمس لم تعد مضمونة في ظل الصعود الحالي لليمين المتطرف في أنحاء أوروبا.
ووفق بوليتيكو، من المرجح أن يستخدم ماكرون الأسابيع الثلاثة المقبلة لحشد المؤيدين ضد تهديد اليمين المتطرف. لكن هذا التيار أصبح الآن أكثر انتشارًا في فرنسا مما كان عليه في أي وقت مضى.
بل أن هناك احتمال، بأن يفوز حزب التجمع الوطني بأغلبية المقاعد في البرلمان ويجبر الرئيس الفرنسي على تشكيل حكومة ائتلافية، الأمر الذي من شأنه أن يمنح اليمين المتطرف قوة غير متوقعة.