كريتر نت .. وكالات
قبل 83 عاماً، وبعد هطول أمطار غزيرة على مكة المكرمة، غمرت المياه صحن المطاف لأكثر من متر ونصف، حتى غطت الحجر الأسود، وفي تلك الظروف، قام الشاب البحريني علي العوضي بالطواف سباحة حول الكعبة، في مشهد نادر سجلته الصورة الملتقطة له عام 1941.
قصة الطواف حول الكعبة قبل 83 عاماً
تحكي هذه الصورة قصة علي العوضي، الذي كان يدرس في مكة حينها وعمره لا يتجاوز 12 عاماً، وقد أشار العوضي في تقارير صحفية سابقة إلى أن الأمطار الغزيرة استمرت لمدة أسبوع كامل دون انقطاع، سواء في الليل أو النهار.
وفي اليوم الأخير من الأمطار، قرر العوضي مع أخيه واثنين من أصدقائه، وبمرافقة أستاذهم، الذهاب إلى الحرم المكي وعند وصولهم، وجدوا أن المياه قد غطت الحرم الكامل .
العوضي، الذي كان متمرسًا في السباحة، اقترح أن يطوفوا سباحة بالكعبة المشرفة، لينالوا هذه العبادة بطريقة غير تقليدية. وبالفعل، نزل مع شقيقه وأحد أصدقائه لتنفيذ الفكرة.
والتقطت الصورة للعوضي وهو بالقرب من مقام إبراهيم، بينما كان شقيقه وصديقه يجلسان على باب الكعبة للاستراحة بعد طواف نادر ومميز. وتوفي علي العوضي في منتصف 2015، لكنه ترك خلفه قصة استثنائية سجلتها كتب السير، مشيرة إلى أن صحابياً سبق أن طاف سباحة بالبيت العتيق
من أول من طاف حول الكعبة سباحة
قبل أن يصبح الطواف سباحة حادثة نادرة، جاءت قصة المطر الممزوجة بالكعبة المشرفة تنقلها كتب السير منذ العصور الأولى لحياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبيل البعثة وفي ذلك الوقت، انهدم البيت العتيق جراء أثر المطر، فشارك الرسول الكريم في إعادة بنائه، حيث وضع الحجر الأسود في مكانه.
وفي روايات السيرة، تُذكر أن أول من طاف بالبيت العتيق سباحةً كان الصحابي عبدالله بن الزبير بن العوام حيث انه حينما جاءت السيول، وغمرت المياه الصحن، شاهد الناس ابن الزبير وهو يطوف سباحةً، حيث ذكر مجاهد أنه رأى ابن الزبير يقوم بذلك. كما ذكر العلماء البدر بن جماعة،الذي أيضًا طاف سباحةً وكلما حاذى الحجر الأسود غاص لتقبيله، حسب ما ورد في كتاب “كشف الخفاء ومزيل الإلباس”.
وعلى الرغم من وقوع العديد من السيول في مكة، فإن ممارسة الطواف بالسباحة تعد حادثة نادرة، حيث يقول المؤرخون إن الناس كانوا يخوضون في الماء بأقدامهم في معظم الأحوال، باستثناء الحوادث الشهيرة، إحداها في عصر صدر الإسلام والأخرى قبل نحو 83 عاماً