كريتر نت – متابعات
قالت منظمة أطباء بلا حدود إن النساء الحوامل في أرياف محافظة تعز التي تحاصرها جماعة الحوثي منذ تسع سنوات يعشن مخاطر عالية في البحث عن مستشفي لوضع أولادهن.
وذكرت المنظمة -في تقرير حديث لها- أن النساء الحوامل اللواتي يعشن في المناطق الريفية في تعز يأتين إلى المستشفى ولديهن مخاطر عالية أو حالات حمل معقدة كان يمكن تجنبها، وذلك بسبب عدم إجراء المتابعة المستمرة قبل الولادة وبعدها.
وبحسب التقرير فإن ما بين أغسطس 2021 وأغسطس 2022، أجرى فريق أطباء بلا حدود في المستشفى الجمهوري 6,739 ولادة، من بينها 29 في المئة عملية قيصرية.
وأكدت المنظمة أن الكثير من النساء يقطعن مسافات طويلة لولادة أطفالهن في المستشفى الجمهوري. كما أورد التقرير عدة حالات ولادة تجشمن عناء السفر من الأرياف.
وأضاف التقرير “بعد سنوات عديدة من القتال، لا تزال تعز منقسمة إلى قسمين: مدينة تعز التي تسيطر عليها إدارة الحكومة المعترف بها دوليًا – ومنطقة الحوبان – التي تقع في الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون ويمر خط المواجهة عبر المدينة وهو مزروع بالألغام ومحاط بالقناصة”.
وأكدت أنه للوصول إلى مدينة تعز، يضطر الناس إلى القيام برحلة طويلة محفوفة بالمخاطر عبر الجبال لتجنب عبور خطوط المواجهة. ويتعين على الكثير من الناس الذين يعيشون في الحوبان السفر لمدة تتراوح بين خمس إلى ثمان ساعات للحصول على الرعاية الصحية المجانية الجيدة.
ووفقًا لما ذكره رئيس الفريق الطبي لأطباء بلا حدود في مدينة تعز، مدودوزي تشانداويلا، فإن معظم النساء اللواتي يأتين إلى المستشفى الجمهوري من مواقع نائية نادرًا ما يكنّ قد حصلن على رعاية ما قبل الولادة.
فيقول تشانداويلا، “إنه تحدٍ صعب، فبعض حالات الحمل عالية الخطورة التي تأتي إلى رعاية ما قبل الولادة هنا في المستشفى الجمهوري تأتي لأول مرة، وبعضهن في الشهر الثامن أو التاسع من الحمل”.
وأضح أن أكثر من ثماني سنوات من الحرب في اليمن تركت أثرًا كبيرًا على حياة الناس، ويشمل ذلك إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة في الوقت المناسب. مشيرا إلى أنّ أقل من 50 في المئة من مرافق الرعاية الصحية في اليمن عاملة. وتعمل معظم مراكز الرعاية الصحية الأساسية بشكل جزئي فقط نظرًا لنقص المعدات والإمدادات الطبية والطاقم الطبي.
وطبقا للتقرير فإنه منذ عام 2016، لم يحصل العاملون في مجال الرعاية الصحية على رواتب شهرية منتظمة، ما أجبر الكثيرين على العثور على عمل بديل لكسب العيش. لذلك، يدفع هذا الوضع الناس إلى البحث عن الرعاية الصحية المتاحة والمجانية في أقرب منطقة ممكنة – وهي مهمة لا تعدّ سهلة في الكثير من الأحيان.
وأكد أن غياب التثقيف الصحي المتعلق برعاية ما قبل الولادة وما بعدها، والتي يمكن أن تنقذ الحياة، يؤثر كذلك بشكل خطير على النساء الحوامل ويعرض حياتهن وحياة أطفالهن للخطر.
ويقول تشانداويلا، “معظم النساء اللواتي يأتين للاستفادة من خدماتنا، كرعاية ما قبل الولادة على سبيل المثال، يأتين متأخرات أو يكنّ عرضة للخطر بشكل كبير”.
لذلك، توفر فرق بلا حدود خدمات التثقيف الصحي لنشر الوعي حول أهمية رعاية ما قبل الولادة وما بعدها في جناح الولادة، وعبر تنفيذ حملات توعية مجتمعية على نطاق واسع.
ويقول تشانداويلا، “من خلال رعاية ما قبل الولادة، يمكن الوقوف على الوضع الصحي في وقت مبكر من حيث طريقة الولادة، وتحديد الدعم الذي تحتاج إليه المرأة الحامل، بالإضافة إلى الدواء أو العلاج الذي قد تحتاج إليه قبل الولادة”.
ويضيف، “تعدّ رعاية ما بعد الولادة كذلك مهمة للغاية لكي نتمكن من مراقبة التقدم المحرز في فترة ما بعد الولادة، ومراقبة الجانب الجراحي والالتهابات والمضاعفات الأخرى التي قد تنشأ”.
وخلص إلى أن الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية في الوقت المناسب لا يزال يشكّل تحديًا، وخصوصًا بالنسبة للنساء الحوامل اللاتي تتطلب حالاتهنّ مراقبة الحمل بانتظام منذ بدايته لتجنب حدوث مضاعفات طبية وللحؤول دون وفيات الأمهات وحديثي الولادة.