كريتر نت – متابعات
كثفت مليشيا الحوثي الإمامية- ذراع إيران في اليمن، احتفالها هذا العام بخرافة الولاية، مجبرة المواطنين في مناطق سيطرتها على الخروج للاحتفال بهذه المناسبة ذات الأبعاد الطائفية الواضحة.
إجبار المليشيا الإمامية لسكان المناطق الواقعة تحت سيطرتها على الاحتفال بخرافة الولاية أو ما يسمى “غدير خُم”، أكده وزير الإعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني في تصريح صحفي لوكالة الأنباء الحكومية “سبأ”-النسخة الشرعية. وقال الإرياني إن مليشيا الحوثي أمعنت هذا العام في توظيف إمكانيات الدولة المختطفة، وإجبار المواطنين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها على إحياء ما تسميه “يوم الولاية” أو “غدير خُم”، معتبرا أن ذلك يؤكد مضي المليشيا “في محاولة فرض أفكارها وطقوسها المستوردة من إيران، والمناهضة لعقيدتنا الإسلامية النقية وهويتنا اليمنية العربية الأصيلة، ومساعيها احتكار السلطة واختطافها، والانقضاض على الشعب وحريته وكرامته، وتكريس العنصرية والكهنوت في أقبح وأبشع نموذج عرفته البشرية”.
ويرى مراقبون أن تكثيف المليشيا الحوثية للاحتفالات بخرافة “يوم الولاية” هذا العام يأتي ضمن ترويجها لهجماتها على السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي تحت لافتة مناصرة القضية الفلسطينية، وأن قيادات المليشيا يعتقدون أنه يجب على الشعب اليمني موالاتهم ومبايعتهم على الحكم من خلال إحياء هذه المناسبة الطائفية. حيث يقوم قادة المليشيا الحوثية ونشطاؤها بالترويج لأحقيتها بالحكم وتمثيل اليمن في إطار المجتمع الدولي منذ بداية إعلان زعيمها انخراطه في الحرب الإيرانية ضد إسرائيل مطلع نوفمبر الماضي.
ويعتقد قادة المليشيا أن إعلانهم الحرب على إسرائيل ومهاجمتهم السفن التي يدعون ارتباطها بإسرائيل، إضافة إلى استهدافهم السفن الأمريكية والبريطانية، هي أشياء كافية لمطالبتهم الشعب اليمني باستحقاق إعلان الولاء لهم ولجماعتهم.
من ناحية أخرى، ربط المراقبون بين الاحتفال الخافت لمليشيا الحوثية بخرافة “يوم الولاية” العام الماضي وبين جرأتهم على إجبار المواطنين على إحياء المناسبة هذا العام.
حيث كانت المليشيا تعيش العام الماضي حالة من التخبط والاهتزاز شعبيا وسياسيا بسبب السخط الشعبي المتنامي على غلاء الأسعار والجبايات الجائرة وتردي الوضع المعيشي، وهي الحالة التي رافقتها احتجاجات شعبية ضد السلوك المليشاوي للجماعة في الحكم وإدارة شؤون المواطنين في مناطق سيطرتها. لكنها هذا العام اتكأت على موقفها المزعوم ضد إسرائيل من منطلق مناصرة القضية الفلسطينية واستمرارها في مهاجمة السفن التجارية المرتبطة أو المتجهة إلى إسرائيل، مخفية حقيقة هذا الموقف وارتباطه بالحرب بين إيران من جهة وإسرائيل وداعميها من دول الغرب من جهة ثانية.
خلال الثمانية أشهر الماضية استغلت مليشيا الحوثي القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة، من أجل الحصول على شرعية كسلطة معترف بها إقليميا ودوليا، لكنها فشلت في ذلك.
ولتعويض هذا الفشل سعت المليشيا إلى استثمار مناصرتها المزعومة للقضية الفلسطينية على المستوى المحلي، لكنها تفاجأت بانتقادات كثيرة لعدم مراعاة مصلحة اليمن في إعلان الحرب ضد إسرائيل واتخاذ هذا القرار بشكل فردي من قبل زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في إطار الحرب بالوكالة وخدمة المشروع الإيراني ومصالح طهران في المنطقة.
وعلى الفور زجت سلطات الجماعة بكل من ينتقد هذا القرار في سجونها المظلمة التي مات فيها المئات من المختطفين تحت التعذيب الوحشي.
ومع ضمان المليشيا الحوثية خفوت أصوات منتقديها ومعارضيها بفعل الاعتقالات التعسفية والتعذيب والتنكيل بهم، أمعنت في ممارسة نزعتها الاستغلالية والابتزازية ضد المواطنين في مناطق سيطرتها لتجبرهم على الاحتفاء بخرافة “يوم الولاية”، معتقدة أن خروج الناس الإجباري في هذه المناسبة الطائفية يعتبر بمثابة مبايعة لها على الحكم بدلا من الممارسة الديمقراطية المتمثلة بالانتخابات وصندوق الاقتراع.
منذ نشأتها تأسست المليشيا الحوثية على الأفكار الطائفية والممارسات المتناقضة، وصولا إلى انقلابها على السلطة الشرعية والإمعان في تكريس الحكم الطائفي الذي عرفت به أنظمة الحكم الإمامي، وفي حين تستغل كل ظرف مواتٍ لتضليل المواطنين وقمعهم بالقوة من أجل موالاتها، فهي لا تخجل من تناقضاتها المعيبة، مثل إجبار الناس على إحياء خرافة “الولاية” في بلد نظام الحكم الرسمي فيه جمهوري.
المصدر : نيوزيمن