كتب / نور علي صمد
بدأت الحركة الفنية في عدن منذ خمسينيات القرن الماضي وان كان قبل ذلك باعتبار عدن كنت قبلة لكل الفنون وظلت مستمرة بكل أشكالها وفنونها متأثرة بالثقافات الأخرى التي وجدت جراء وجود جاليات متعدده الاعراق والأجناس قدموا من الدول المستعمرة من قبل بريطانيا آنذاك وتبلورت بعد ذلك الفنون التراثية والغنائية والشعريه العدنية قدمها عمالقة الادب والشعر في عدن امثال الشاعر الكبير لطفي جعفر امان ومحمد سعيد جراده وفنانيبن أصبحوا فيما بعد عمالقه مثل الفنان الموسيقار احمد قاسم ومحمد مرشد ناجي و محمد سعد عبدالله وعوض احمد حميدان وابوبكر بلفقية وغيرهم وهم كثر انتشروا في ربوع الوطن وخارجه وظلت الحركه الفنية والثقافية ساطعه بفضل الحفلات والليالي الموسيقية والمناسبات الوطنية.
وبعيد الاستقلال الثلاثين من نوفمبر عام 1967م دعت الحاجة إلى تشكيل تكتل ينظم شؤون الفنانيين وأنشطتهم تمثل بتأسيس اتحاد الفنانيين التشكيليين حيث صدحت الأغنية العدنية والجنوبية وانتشرت في كل دول الجوار والاقليم بفضل فنانينا الكبار ممن صنعوا تاريخ الفن المعاصر في عدن خاصة والجنوب عامة إلا أن هذا الزخم تلاشى رويدا رويدا حتى ذبل منتصف التسعينات وتراجعت الحركة الفنيه بمختلف الوانها ولم يبقى سوى اسمها..إلا أن الفن العدني سيبقى خالدا في وجدان قلوبنا وقلوب أجيالنا القادمه واللاحقة لانه مرصع بالذهب وساكن جوا جوارحنا .
ومع نهاية العام 2015م حاولت الجهات المختصة احياءه هذا من جديد إلا أنها واجهت كتير من الصعاب أهمها الوضع الاقتصادي وتفاقم الأوضاع جراء الحرب التي اكلت الاخضر واليابس وأثرت على كل شئ ومن بينها الفن وفنونه حيث أضحى كثير من فنانينا يفتقرون إلى الدعم بكل أنواعه مما جعل الكثير منهم يعتكف في منزله لازمت البعض منهم الأمراض وعدم استطاعتهم على رعاية أنفسهم بسبب قلة رواتبهم وعدم الرعايه والاهتمام من قبل الجهات المختصه
فهناك فنانون كثر بحاجة للعلاج والرعاية وينبغي أن يتعاملوا بنفس القدر من الرعاية و الاهتمام والا نتوقف عند هذه او ذاك ..رغم ان الاهتمام بالفنانين هي من صلب مهام الوزارة بصوره خاصة والدولة بصورة عامة
هي طفرة في ليل كئيب يعيشه الفن والفنانين واليمنيين بصورة عامة تحصدهم فيه الأمراض والحر القائض والراتب الذي لا يكفيهم في سبل العيش مما جعلهم يضعوا ألحانهم وأقلامهم في الأدراج بحثاً عن لقمة العيش . ومن هولاء الفنان القدير عوض احمد حميدان الذي جمع العديد من الايقاعات الفنيه ويعد واحد من أهم ملامح الهوية الوطنية والذي جسد الاصالة والمعاصرة للتراث الثقافي في عدن مثل اغنيه( امه مالي ام في الدنيا سوك )وغيرها من الاغاني الوطنية
لم يستطع عوض احمد اخفاء احباطه النفسي بسبب الوعكة الصحية التي يمر بها إلا أنه على ثقة أن قيادة المجلس الرئاسي لن تالوا جهدا في علاجه وتقديم الرعاية والاهتمام له ولكل الفنانيين اينما كانوا .حيث تزايدات معاناة الفنانيين جميعا جراء الركود الثقافي والفني الناجم عن عدم وجود فرق موسيقية و تلفزيون و اذاعه رسمية تبرز أعمالهم الفنية والثقافية