كريتر نت – متابعات
بعدما أعلنت إسرائيل مقتل رافع سلامة، القيادي العسكري البارز في حركة حماس، في الضربة التي استهدفت قائد الجناح المسلح لحماس محمد الضيف، في منطقة المواصي القريبة من خان يونس جنوبي قطاع غزة، كشف مسؤولون إسرائيليون تفاصيل جديدة حول العملية التي راح ضحيتها 90 فلسطينياً و300 جريح.
وقال 3 مسؤولين عسكريين إسرائيليين كبار، إنه “على مدى أسابيع ظلت إسرائيل تراقب فيلا مليئة بأشجار النخيل، حيث يقيم قائد كتيبة خان يونس رافع سلامة مع عائلته، لكنها امتنعت عن توجيه ضربة لحين التأكد من وجود الضيف”، وفق ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
كما بينوا أن الضربة تمت بعد “مراقبة دقيقة ومطولة” للفيلا، وهي واحدة من مواقع القيادة السرية لسلامة.
وتقع الفيلا في منطقة المواصي غربي خان يونس، بالقرب من البحر المتوسط، وفقا للصحيفة.
فيلا عائلة رافع سلامة
وقال اثنان من المسؤولين إن الفيلا تعود لعائلة رافع سلامة، الذي “بدأ يقضي المزيد من الوقت هناك في الأشهر الأخيرة بعد أن اجتاحت القوات الإسرائيلية العديد من معاقل حماس في خان يونس”.
كما أضافوا أن “سلامة قضى معظم وقته في شبكة أنفاق حماس تحت الأرض، لكنه كان يقيم بانتظام في الفيلا، مع عائلته ومسلحين آخرين، للهروب من ظروف الأنفاق”.
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن ضباطا من وحدة إسرائيلية تشرف على تحديد الأهداف ذات القيمة العالية، والتي يعمل بها عملاء من الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك”، “اكتشفوا وجود سلامة في الفيلا قبل عدة أسابيع”.
وأضافوا أن القادة الإسرائيليين “قرروا تأجيل أي محاولات لقتله، لمعرفة ما إذا كان الضيف سينضم إليه في وقت ما، خصوصا أن الإصابة التي تعرض لها الضيف في محاولات الاغتيال السابقة، وأدت إلى إعاقته وفقدان إحدى عينيه، قد تجبره على قضاء وقت أطول فوق الأرض”.
موافقة نتنياهو
كما قال المسؤولون إن ضباط الاستخبارات الإسرائيلية تلقوا، الجمعة، معلومات تشير إلى أن الضيف كان موجودا في الفيلا. وتم إرسال هذه المعلومات عبر القيادة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وافق بدوره على الضربة، وفق الصحيفة.
وتلقى الجيش الإسرائيلي المزيد من المؤشرات على وجود الضيف بعد الساعة العاشرة من صباح السبت، حيث أرسل طائرات لتنفيذ الضربة، كما شُنت غارة جوية إضافية بالقرب من مقاتلي حماس المتواجدين للطوارئ.
وتحدث جميع المسؤولين بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، لأنهم غير مخولين بالحديث علنا عن تفاصيل العملية.
والضيف (59 عاما) هو القائد الحالي لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، كما أنه العقل المدبر الثاني لهجوم السابع من أكتوبر، بعد رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، وفق إسرائيل.
ويعتبر الضيف هدفا لإسرائيل منذ سنوات، ونجا من 7 محاولات اغتيال معروفة على الأقل، تسببت إحداها بفقده إحدى عينيه، وكان آخرها عام 2014 عندما استهدفته غارة جوية إسرائيلية في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل زوجته وأحد أطفالهما.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل سلامة في الغارة الجوية التي استهدفته إلى جانب الضيف، لكن مصير الأخير لا يزال غامضا، إذ قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأحد، إنه لايزال من المبكر تأكيد مقتل الضيف، ونتائج الغارة التي استهدفته، لأن حماس “تخفيها”.
في المقابل، نفت حركة حماس مقتل الضيف، قائلة إنه “بخير” بعد الضربة الإسرائيلية.