كريتر نت – متابعات
أوردت صحيفة “غازيتا” الروسية أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” يشهد أكبر تغييرات له منذ الحرب الباردة، وقد وضع حاليا أكثر من 500 ألف جندي في حالة تأهب قصوى، مما يشير إلى اهتمام الحلف بالتحضير لصراع محتمل مع روسيا.
ونقل تقرير الصحيفة، الذي أعده الكاتب غينادي سفيدريغيلوف، عن المتحدثة باسم الحلف فرح دخل الله قولها إن “الناتو” يشهد أكبر تحول له منذ 2014 في الدفاع الجماعي، “لقد نفذنا خطط الدفاع الأكثر شمولا منذ الحرب الباردة”.
وأشارت دخل الله إلى أن بعض دول الناتو تبنت التجنيد الإجباري، وأن حوالي ثلث أعضاء الحلف لديهم شكل من أشكال الخدمة العسكرية الإجبارية.
وأشارت إلى أن الحلف لا يفرض هذه الخدمة على الدول الأعضاء، وأن كيفية تجنيد الأفراد العسكريين وتدريبهم متروكة لتقدير كل دولة على حدها. وقالت دخل الله إن الشيء الرئيسي هو أن يواصل الحلفاء الحفاظ على القدرة القتالية لقواتهم المسلحة لحماية أراضيهم وشعبهم.
وذكر التقرير أن العديد من الدول الغربية تعيد النظر في أساليبها تجاه الخدمة العسكرية، وتريد الانتقال إلى التجنيد الإلزامي استعدادا لصراع محتمل مع روسيا.
الحشد للحرب
ووفقا لروبرت هاميلتون رئيس” أبحاث أوراسيا” في “معهد أبحاث السياسة الخارجية” الأميركي ومقره بمدينة فلادلفيا، يحتاج أعضاء الناتو إلى إعادة التفكير في كيفية حشدهم للحرب. وقال في تصريح لشبكة “سي إن إن” إن “الحقيقة المأساوية هي أننا نواجه معضلة كيفية تعبئة ملايين الأشخاص وإرسالهم إلى حرب محتملة”.
وكمثال على النهج الجديد للتجنيد الإجباري، تقول غازيتا، أعادت لاتفيا الخدمة العسكرية الإجبارية اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني 2024، بعد أن ألغتها في 2006 عقب تحويل جيشها إلى جيش محترف.
كذلك كشفت النرويج في أبريل/نيسان الماضي عن خطة طويلة المدى من شأنها مضاعفة ميزانية الدفاع تقريبا وزيادة في عدد جنود الاحتياط بلغت أكثر من 20 ألفا.
تحضير للصراع مع روسيا
وعموما، يوضح التقرير، أنه وبعد إلغاء الخدمة العسكرية الإجبارية في الدول الأوروبية بعد انتهاء الحرب الباردة، يُلاحظ حاليا، عودة هذه الخدمة، خاصة في دول البلطيق والدول الإسكندنافية. وتؤكد شبكة “سي إن إن” أن ممارسات التجنيد الجديدة في هذه البلدان ترتبط بالتحضيرات لصراع محتمل مع روسيا.
كذلك نقلت غازيتا عن الرئيس البولندي أندريه دودا الأسبوع الماضي قوله إن روسيا هي التهديد الأكثر خطرا ومباشرة لأمن الناتو، وإن النصر الروسي المحتمل في حرب أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى بداية حرب واسعة النطاق، وعلى الناتو ألا ينتظر بدء الصراع، بل ينبغي عليه الاستعداد له وتعزيز موقفه حتى لا تكون مهاجمته سهلة.
من جانبها، يقول التقرير إن روسيا تعتقد أن نشوب صراع واسع النطاق مع حلف الناتو قد يدفع العالم إلى حافة حرب عالمية ثالثة، وهو أمر غير مرغوب فيه على الإطلاق بالنسبة لجميع الأطراف.
ففي مارس/آذار الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن احتمال نشوب صراع كامل بين روسيا وحلف الناتو في المستقبل أمر مرجح، مشيرا إلى أن تحقق هذا السيناريو سيضع العالم على شفا حرب عالمية ثالثة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، نفى بوتين خلال المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبورغ، ما يُقال عن أن روسيا تريد مهاجمة الناتو، مشيرا إلى أن الغرب يحاول باستمرار اتهام موسكو بالتلويح بـ”العصا النووية”.