كريتر نت / كتب – أحمد يسلم
ترحيل الأزمات والنكبات والمشكلات والتخلص منها باتجاه الجنوب هي منهجية ثابتة لا تتغير وان تغيرت أدواتها لكنها في المجمل من الثوابت التي يجمع عليها دهاقنة صنعاء وان تطلب الأمر بأدوات جنوبية بل إن استخدام البيارق الجنوبية مهم جدا ويقع في أولويات هذه السياسة .
لسنا بصدد سرد محطات هذه المنهجية السياسية التي لايدرك بعضنا للأسف شرورها الابعد فوات الاوان وبعد أن يقع الفأس في الرأس وكل هذا بغرض جعل الجنوب أرضا مفتوحة ترحل إليها كل البلاوي . وفي النهاية تفتيت الجنوب وجعله ساحات صراع للأجندة المرسومة . والقضاء على أي تقارب جنوبي جنوبي من شأنه وحدة الجنوبيين لاستعادة دولتهم الجنوبية وهويتهم وتاريخهم وهنا لابد من استعراض المحطات التالية ..
حرب صيف 94م انطلقت من صنعاء بمالازمها من حملات تكفيرية وفتاوي صوب الجنوب والجنوبيين ليتم نقل المعركة إلى الأراضي الجنوبية . فكانت خلافات 13ينائر الورقة الرابحة التي استخدمتها صنعاء في تصوير غزوة يوليو 94م دفاعا عن الوحدة .
عندما تطلب الأمر استغلال عناصر التطرف والإرهاب وجلبهم من أفغانستان وبلدان شتى تم توجييهم صوب الجنوب وبالتالي تمكينهم وبدعم من جهاز الأمن السياسي من نقل العمليات الإرهابية وجعل الجنوب ساحة للعمليات الإرهابية .اختطاف الأجانب من جماعة ابو المحضار التي تموضعت في حطاط وبالتالي اختطاف السواح في أبين .مع أن تموضعهم هناك كان لأكثر من هدف ومقدمة لتسليمهم أبين وهذا مااتضح في 2011م .عملية لمدمرة كول . عملية ناقلة النفط في حضرموت اسقاط أبين واجزاء من شبوة لصالح القاعدة .
عندما تفاقمت الأزمة السياسية وماسمي بثورة الربيع العربي كان الحل كما خطط له تسليم السلطة لرئيس جنوبي . كزوج محلل واعتبار كرسي الرئاسة والرئيس ذاته رهينة حتى يتفق المختلفون الشماليون . ولانهم لم يتفقوا ولم يطيقوا رؤية الكرسي المقدس في يد غيرهم وإن اختلفوا لهذا غضوا الطرف لهروب الرئيس الى عدن وهذا ماردم الهوة بينهم ليتناسوا خلافاتهم ويتحدوا معا بعد أن تأكد لهم توجيه الصراع إلى الجنوب ونقل المعركة جنوبا .
رغم ما أفرزته الحرب من نتائج أكدت على فشل مشروع الوحدة حيث أخذت الحرب طابعها شمالي/جنوبي بنسبة مئة في المئة الاان كرسي الرئاسة مازال مرتهنا لمنطلقات صنعاء واجندتها وبالتالي كانت محاولات خلط الأوراق وجعل الرئاسة والحكومة والبرلمان والأحزاب مشكلة كبيرة للجنوبيين قبل أن تكون حلا وفيما انتهى أمر الشمال بيد الشماليين والحوثيين بالذات ليبقى ساحة ساكنة .
رحلت الشرعية خلافها مع الحوثي .وخلاف الحوثي والإصلاح .والمؤتمر والإصلاح لجعل ارض الجنوب ساحة يبترع بها الشماليون ويصفون حساباتهم مع الإبقاء على الشمال خط رجعة ونقطة العودة للوفاق والتوافق .
في الوقت الذي لم تذعن مأرب لشرعية هادي وامتناع ارسال مدخراتها إلى البنك المركزي في عدن كل هذا لايمثل مشكلة للحوثي والشرعية والاخوان والمؤتمر فيما عدن والمحافظات المحررة تنعت باقذع المسميات ورغم ماحققه الجنوبيون بدمائهم وعلى أرضهم الاان هذا لم يشفع لهم ابدا وهذا ماتنتهجه كل الوسائل الإعلامية الشرعية والشمالية .
اخر السهام المصوبة تجاه الجنوب كانت الإصرار على نقل عقد جلسة مجلس النواب المجمد في ثلاجة الموتى وجعل من هذا العمل وسيلة يختصم ازاءها الجنوبيين بالدرجة الأولى في محاولة ظمن محاولات سابقة كثر لجعل كل مشكلة في صنعاء أو أطراف صنعاء مادة صالحة لترحيلها جنوبا والاستفادة منها في تفتيت وحدة الجنوبيين .والانتقام منهم بدليل أن الوحدة كمشروع سياسي لتطوير البلاد تحولت وماتزال أكبر مشروع انتقامي وتدميري ضد الجنوب والجنوبيين .