كريتر نت – متابعات
أعلنت حماس اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً لإسماعيل هنية، في تطور يلقي بظلاله على مستقبل ملف مفاوضات الهدنة المتعثر أصلاً.
ويُنظر لرئيس حماس الجديد يحيى السنوار باعتباره واحداً من صقور الحركة، وتعتبره إسرائيل مهندس عملية “طوفان الأقصى”، التي أشعلت الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ (10) شهور.
ووفق صحيفة (العرب) اللندنية، فقد عقّدت حماس مهمة الوسطاء الدوليين حين أعلنت عن تعيين يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي خلفاً لهنية، وما تحمله هذه الخطوة من موقف معقد يضع القرار في يد الشخصية الأكثر تشدداً في الحركة، كما أنّها تهمش قيادات حماس الموجودة في الخارج، والتي تتفاوض معها قطر ومصر، وتوجهها بما يخدم دورها كوسيط مقبول من الولايات المتحدة.
وأكدت الصحيفة أنّه من الواضح أنّ تعيين السنوار تم بشكل مستعجل، وقد يكون القرار صدر من دائرة مضيقة محيطة بزعيم حماس الجديد دون أيّ انتخابات أو استشارة واسعة بين قيادات حماس في الداخل والخارج كما يحصل عادة.
ويرى مراقبون في تعيين السنوار استهدافاً مباشراً لمسار التفاوض، خاصة أنّ نقل قيادة المكتب السياسي إلى داخل غزة سيعني تحييد قيادات الخارج في حماس، وسحب البساط من تحت أقدامهم ومنعهم من إطلاق الوعود والتعهدات والرهان على هذا الحلف أو ذاك.
وفور الإعلان عن اختيار السنوار بات السؤال الأكثر إلحاحاً هو: كيف سيؤثر اختياره على مفاوضات الهدنة التي يسعى الوسطاء لإحيائها؟.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني عادل شديد أنّ اختيار السنوار لرئاسة الحركة يشكل رسالة تحدٍّ لإسرائيل، حيث إنّها تتعامل معه بأنّه المسؤول عمّا حدث بالسابع من تشرين الأول (أكتوبر).
ويعتقد شديد أنّه بهذا الاختيار تعود حماس إلى طبيعتها الراديكالية، حيث الثقل الآن لدى الداخل والقيادة العسكرية والجناح المسلح الحركي نظراً لتأثير السنوار الكبير عليه، وفق ما نقلت (العين) الإخبارية.
وقال شديد: إنّ اختيار السنوار سيعفي وفد الحركة من التعرض للضغوطات لإبداء مرونة أو تنازلات لأنّه لن يملك القرار، مردفاً: “السنوار لن يعقد المفاوضات، لكنّه لن يقبل بالتلاعب الإسرائيلي، وسيكون أكثر جدية أمام الوسطاء”.
وبدوره، قال مدير (مركز القدس للدراسات الإسرائيلية) عماد أبو عواد: إنّ اختيار السنوار يؤكد على وحدة الحركة، ويفند الرواية الإسرائيلية التي تزعم أنّ قيادات حماس في الخارج لم تكن مرحبة بما جرى في 7 تشرين الأول (أكتوبر).
وتوقع أبو عواد أن تظل المفاوضات تدار كما كان الأمر قبل اغتيال هنية، فهناك القيادي بالحركة خليل الحية، وهو شخصية مركزية بالخارج تدير العلاقات الخارجية، وسيستمر بالعمل في سياق متناغم مع السنوار.
ولفت إلى أنّ الحية، كما تقر إسرائيل نفسها، هو من يدير المفاوضات ويضع اللمسات الأخيرة عليها، وتل أبيب تعي تماماً أنّ القرارات النهائية يتم اتخاذها داخل الحركة بالأغلبية.
وتابع: “ملف التفاوض سيبقى بيد القيادي بحماس خليل الحية، وسيستمر أيضاً العمل الحركي ضمن السياق السابق”.
وفي أول تعقيب على تأثير اختيار حماس رئيساً جديداً لها، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إنّ “السنوار كان وما يزال صاحب القرار بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة”.