كريتر نت – متابعات
كشفت ابنة الصحفي والكاتب المصري مكرم محمد أحمد الإعلامية أمنية مكرم أسباب انضمام والدها لتنظيم الإخوان المسلمين رغم صغر سنه، ثم سبب تركه له، بجانب قيادته للمراجعات الفكرية لهم، ثم العداء مع جماعة الإخوان المدرجة على قوائم الإرهاب خلال فترة حكمهم، وتوعد محمد مرسي له.
وأكدت أمنية مكرم في حوار مع صحيفة (اليوم السابع) أنّه في مدينة منوف كان للإخوان أذرع منتشرة تساعدها في التقاط صغار السن بشكل ممنهج ومدروس، وحينها كان هدفهم الأطفال الكبار، لهذا انضم خلال مرحلة المراهقة المبكرة للإخوان، وعمره كان صغيراً حوالي (12) عاماً، وهو سن لا يدرك كل شيء .
أمّا عن الأساليب التي كان يتبعها الإخوان في جذب الأطفال حينها، فقد قالت إنّ الإخوان كانوا يلتفون أكثر على صغار السن نظراً لقلة وعيهم وخبرتهم، ويصطحبوهم في حلقات لتعليم الصلاة، ووالدي ذكر أنّ الإخوان كانوا يطرحون أفكاراً كان من المستحيل أن تخطر ببال طفل في مثل هذا العمر المبكر، وحينها كانوا يتعمدون اختيار الشخص الأضعف من الأعضاء ليجعلوه قائداً على أقرانه، ويعلمونه الخطابة لقيادة من حوله، ويرفعون من قدره كي يتمكن من قيادة المجموعة التي تحت يديه.
وحول انفصاله عن الجماعة أشارت الإعلامية المصرية إلى أنّه منذ صغره كان يرى أنّه يقف موقف المناهض والرافض لفكر الإخوان الإرهابي، وقد انفصل عنهم وهو في سن مبكرة أيضاً كما دخلها، ولم ينتظر حتى يصل إلى سن الجامعة، فقد أدرك خطورة هذه الجماعة منذ أن كان صغيراً، وتأكد أنّها جماعة رجعية ضد أيّ تقدم، وتحارب الفن والإبداع.
وعن الواقعة التي دفعته لاتخاذ هذا القرار قالت ابنة مكرم: “في الحقيقة السبب كان مشاهدته فيلماً للفنانة الراحلة ليلى مراد، فحينها حدثت واقعة جعلته يكتشف تلك الجماعة على حقيقتها، وحينها قرر الانفصال النهائي عنها، فحينها ذهب هو وعدد من أصدقائه لحضور افتتاح السينما الجديدة، وكانت تعرض فيلم “ليلى بنت الأغنياء”، وشاهد والدي وأصدقاؤه الفيلم واستمتعوا به للغاية، ولكن خلال خروجهم من باب السينما انهالت عليهم الحجارة من كل اتجاه من أعضاء الإخوان، الذين كانوا يعتبرون أنّ مشاهدة الأفلام والسينما خروج عن قواعد الجماعة وعصيان لقياداتها، وأنّ من يفعل ذلك لا بدّ من معاقبته، وحينها تأكد مكرم محمد أحمد أنّ تلك الجماعة تعادي الإبداع والفن، وقرر أن ينفصل عن الجماعة.
وأوضحت أمنية أنّ والدها اكتشف عندما كان طالباً بكليّة الآداب بجامعة القاهرة حقيقة الجماعة، وكانت بدايات ثورة 23 تموز (يوليو) 1952، وعرف عن قرب أنّ تلك الجماعة أصبحت راعية للإرهاب وقد خرجت من عباءتها كل الجماعات المتطرفة، ورأى بعينه محاولات الجماعة احتضان ثورة 1952، ثم محاولة الركوب عليها، وأن يكونوا أوصياء على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من خلال اشتراط أن تخرج كل قرارات مجلس قيادة الثورة من خلالهم، وحينها زاد الخلاف بين الإخوان وجمال عبد الناصر الذي وصل إلى أقصى اتساع له بعد واقعة محاولة اغتيال عبد الناصر في المنشية في عام 1954، لتبدأ الدولة المصرية حينها في محاربة الإخوان وقياداتهم.
وأضافت: “مكرم محمد أحمد أجرى في التسعينيات حوارات موسعة مع قيادات إخوانية داخل وخارج السجون، وساهم مكرم بمجهود كبير إعلامياً وسياسياً لإخراج المراجعات الفكرية عبر تلك الحوارات، وأذكر أنّ والدي ذكر في إحدى تصريحاته أنّ أغلبية الجماعات التي خاض معها المصالحات تحدثت عن عنف الإخوان”.
وقالت أمنية: إنّه خلال فترة حكم الإخوان لم يملك مكرم محمد أحمد سوى الجلوس داخل منزله، والحزن لم يكن يفارقه، لأنّ مصر تحكمها جماعة إرهابية جاهلة بحقيقة الشارع المصري، ولا تتطور، ولا ننسى الخطاب الأخير لمحمد مرسي الذي ذكر فيه أبي. وإذا لم تحدث الثورة فالوضع سيكون صعباً للغاية، فكانت ثورة 30 حزيران (يونيو) هي طوق نجاة لمكرم محمد أحمد ولنا، فقد كنا نتلقى العديد من الاتصالات التي تحمل التهديد وأبشع الشتائم، ولكن في الحقيقة أبي كان محارباً قوياً للغاية لا يتخلى عن ضميره أبداً، فهو محارب جسور في بلاط صاحبة الجلالة”.